مَن أمر بالقتل؟ The Washington Post: الأدلة المتاحة تؤكد مسؤولية محمد بن سلمان عن اغتيال خاشقجي

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/24 الساعة 10:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/24 الساعة 12:32 بتوقيت غرينتش
Saudi Crown Prince Mohammed bin Salman meets with Khashoggi family in Riyadh, Saudi Arabia October 23, 2018. Bandar Algaloud/Courtesy of Saudi Royal Court/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS PICTURE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY.

قالت صحيفة The Washington Post الأميركية، إن أحد أهم الأسئلة التي طرحها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال خطابه، أمس الثلاثاء 23 أكتوبر/تشرين الأول 2018، هو: من أمر بقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي. 

وأشارت الصحيفة في تقرير لها أن كثيراً من الأدلة المتاحة علناً تجيب عن هذا السؤال، إذ تشير إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وقالت إنه في هذه المرحلة يقع العبء على السعوديين لإثبات أنه ليس متورطاً، وفي هذه الأثناء يجب التعامل مع ولي العهد على أنه شخصٌ "منبوذ" على حد وصف الصحيفة الأميركية.

ولمَّح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس الثلاثاء 23 أكتوبر/تشرين الأول 2018، إلى أن الأمير محمد بن سلمان متورط في مقتل جمال خاشقجي، مؤكداً في الوقت نفسه أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، لم يكن لديه علم بالجريمة.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن ترمب وجَّه اتهاماً شبه مباشر إلى محمد بن سلمان في قضية مقتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، وذلك في لقاء خاص أجرته مع الرئيس.

أردوغان يكذب الرواية السعودية

وتتناقض رواية أردوغان تناقضاً تاماً مع الرواية السعودية، التي تقول إن خاشقجي توفي في مشاجرة خلال عملية مارقة، فقد قال إنه كان ضحية "اغتيال وحشي" خُطِّطَ له مسبقاً، لكن أردوغان عرض طرحه بإيجازٍ، وحسب النسخة التركية من الأحداث التي كانت تخرج إلى العلن على دفعات، عبر التسريبات الإعلامية، خلال الأسبوعين الماضيين، ولم يذكر تفصيلاً الأدلة التي تدعمها.

وقالت الصحيفة إن أردوغان لم يذكر التسجيل الصوتي لعملية الاغتيال، الذي قال المحققون الأتراك إنهم يمتلكونه، والذي أشارت تقارير إلى أنهم أطلعوا وكالة الاستخبارات المركزية عليه.

وأفادت صحيفة "صباح" التركية، وهي إحدى أبرز الصحف التي تنشر "تسريبات" منذ بدء قضية خاشقجي، أن أجهزة الاستخبارات التركية أطلعت مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، جينا هاسبل، على العناصر التي جمعتها في إطار التحقيق في قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي خلال زيارتها تركيا.

وقالت الصحيفة إن الجهاز التركي عرض على مديرة السي آي إيه "مشاهد فيديو وتسجيلات صوتية، والعناصر التي تم الحصول عليها خلال تفتيش القنصلية العامة ومنزل القنصل السعودي" في إسطنبول.

وتعهَّد أردوغان، الأربعاء 24 أكتوبر/تشرين الأول بحسب وكالة رويترز بأن تركيا لن تدع المسؤولين عن قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي يفلتون من العدالة، بدءاً ممَّن أمروا بقتله وانتهاء بمن نفَّذوا.

وقال في كلمة في أنقرة: "نحن مصرّون على عدم السماح بالتستر على هذا القتل، وعلى التأكد من عدم إفلات كل المسؤولين عنه من العدالة، بدءاً ممن أمروا به وانتهاء بمن نفَّذوه".

وتابع: "سنستمر في تقديم الأدلة الجديدة بشفافية لنظرائنا، لتسليط الضوء على الجوانب المظلمة في عملية القتل هذه".

لن يقبل بإلقاء اللوم على عدد من الضباط 

وكان أردوغان قد أكد الثلاثاء تمسّك بلاده بعدم إلقاء اللوم في عملية القتل على "عددٍ من رجال الأمن والمخابرات"، مثلما حاول السعوديون أن يفعلوا، وطالب بتحديد هوية "المتورِّطين -من أسفل السلم إلى أعلاه- وبتطبيق العقاب اللازم أمام القانون". لكنه لم يوجه أصابع الاتهام إلى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية، الآمر المحتمل بتنفيذ العملية. 

وأكدت واشنطن بوست أنه لا تزال هناك العديد من التساؤلات من دون جواب، بما فيها بعض التساؤلات التي أثارها أردوغان. كيف مات خاشقجي؟ يزعم السعوديون أنه خُنِق حتى الموت بعد جدالٍ احتَدَّ ليصير شجاراً، وفي الوقت نفسه تشير نسخةٌ مروعةٌ من التسريبات التركية إلى أن أصابعه قُطِّعَت قبل حَقْنِهِ بمخدرٍ، وتم تقطيع جثته عن طريق خبير تشريحٍ سافر إلى إسطنبول ومعه منشار عظام. يمكن أن يجيب التسجيل الصوتي عن السؤال.

أين جثة خاشقجي؟ أشار أردوغان إلى أن السعوديين يزعمون أنها سُلِّمَت إلى "متعهد دفنٍ محلي". فإذا كان الأمر هكذا، عليهم الكشف عن هويته. وماذا عن الشخص الذي عُرف بـ"شبيه خاشقجي، وهو شخصٌ كان يشبه خاشقجي خرج من القنصلية مرتدياً ملابسه ولحية مستعارة؟ إذا كانت النية فقط استجواب الصحافي السعودي، فلماذا كان هذا الرجل حاضراً؟

 

 

 

 

 

تحميل المزيد