مقتل خاشقجي أشعل أكبر أزمة واجهها محمد بن سلمان.. Middle East Eye: هذه عقلية ولي العهد التي يدير بها سياسات البلاد خارجياً

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/21 الساعة 20:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/21 الساعة 21:54 بتوقيت غرينتش
ولي العهد السعودي /رويترز

قال موقع ميدل إيست آي البريطاني إن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في 2 أكتوبر/تشرين الأول سلَّط الضوء على أفعال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ونهجه.   

وبعد أن أقرت الرياض أنَّ جمال خاشقجي قتل داخل قنصليتها في مدينة إسطنبول التركية، سعت الرياض إلى إبعاد الحاكم الفعلي للمملكة عن واقعة مقتل الصحافي في جريدة Washington Post الأميركية وناقد الحكومة السعودية، الذي كان سابقاً مقرباً من الدوائر الملكية السعودية حسبما قال تقرير لموقع Middle East Eye  البريطاني.

بيَّد أنَّ وفاة خاشقجي أشعلت أكبر كارثة واجهها محمد بن سلمان حتى الآن في السياسة الخارجية السعودية، ووضعت قيادته وطموحاته تحت دائرة الضوء. ففي الفترة الزمنية القصيرة التي أصبح فيها جزءاً من المشهد السياسي الدولي، نجح بن سلمان في تعزيز صورته كقوة مُحرِكة لسياساتٍ بعينها، سواء من خلال إدارة الحرب في اليمن أو الدفع بخطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتحقيق السلام مع الفلسطينيين، أو قيادة الحصار ضد قطر أو شراء أراضٍ من مصر لتوسيع فرص المملكة الاقتصادية.         

ولا يمكن أن يساور حلفاءه ولا أعداءه الشك إزاء نظرته لهم، وكيف أنَّهم يشكلون جزءاً من رؤيته حول مستقبل السعودية وهذه أهم الملفات التي تمس ولي العهد بشكل مباشر:

1- الولايات المتحدة: داعماً لترمب  

استفاد محمد بن سلمان من علاقاته القوية مع الولايات المتحدة للدفع بأجندته، سواء داخل المملكة أو في المنطقة. وفي مارس/آذار 2017، أجرى بن سلمان، وكان وقتها يشغل منصب نائب ولي العهد، زيارةً إلى واشنطن عقب أسابيع من تولي ترمب الرئاسة، ووصف ترمب بأنَّه "صديق حقيقي" برغم تصاعد موجة غضب ضد قرار ترمب بحظر سفر مواطني عددٍ من الدول المسلمة إلى الولايات المتحدة.

وبعد ذلك بشهرين، زار ترمب السعودية في أول جولةٍ خارجيةٍ له منذ توليه الرئاسة، وعقب عودته إلى واشنطن ظل يتباهى بإتمامه صفقة بيع أسلحة للمملكة بقيمة 110 مليارات دولار.          

وفي يونيو/حزيران 2017، أطاح بن سلمان بابن عمومته محمد بن نايف، وأصبح هو ولي العهد والحاكم الفعلي للمملكة نيابةً عن والده الذي يعاني من مرض الزهايمر. ومنذ ذلك الوقت، أسس بن سلمان علاقةً وثيقة مع جاريد كوشنر، صهر ترمب وكبير مستشاريه.            

2- الاقتصاد: رؤية 2030 والطرح الأولي العام لأرامكو

تبنى استراتيجية طويلة المدى أسماها رؤية 2030  تهدف لتنويع اقتصاد المملكة وخفض اعتمادها الزائد على عوائد النفط تدريجياً.  

لكنَّ هدف الرؤية الأشمل يتمثل في إنشاء أكبر صندوق استثمار عام في العالم يُقدَّر بنحو 2 تريليون دولار، على أن يُعاد استثمار فوائده لتحقيق أرباحٍ مستمرة.    

وتشمل المقترحات الأساسية للرؤية، التي طرحها ولي العهد في أبريل/نيسان 2016، بيع حصصٍ من أصولٍ ضخمة مملوكة للدولة مثل مطار الملك خالد، إلى جانب بناء منتجع دولي على ساحل البحر الأحمر بقيمة 4 مليارات دولار.   

أما مقترحها الأبرز فيتمثل في بيع 5% من شركة النفط السعودية "أرامكو"، أكبر مُنتِج نفط في العالم، على أمل أن يجلب هذا الطرح مردوداً يعادل 2 تريليون دولار.

وتتنافس أسواق الأسهم لاستضافة أضخم عملية إدراج في البورصة في التاريخ. ففي يوليو/تموز 2017، أعلنت هيئة الرقابة المالية البريطانية تسهيل الضوابط المفروضة على عملية الإدراج فيها للسماح بإدراج 5% من أسهم أرامكو في بورصة لندن ضمن قواعد الإدراج "الممتازة"، التي تستثني عادةً الشركات المملوكة للدولة.

ونفت هيئة الرقابة المالية أن يكون لتلك التغيرات علاقة بشركة أرامكو، غير أنَّها استُحدِثَت عقب أشهر من زيارة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والرئيس التنفيذي لمجموعة بورصة لندن آنذاك زافير روليت إلى السعودية، في محاولةٍ للضغط من أجل تحقيق هذا الهدف.        

وفي أغسطس/آب 2018، نفت الرياض صحة ما تردد من أنباء حول وقف عملية الطرح الأولي العام لأرامكو.   

3- إسرائيل: أسلحة وبرامج تجسس ومدن ضخمة  

وطَّد بن سلمان سراً روابط وثيقة مع إسرائيل، مبدياً اهتماماً خاصاً بتكنولوجيا المراقبة السيبرانية والأسلحة عالية التقنية الإسرائيلية، وعَمِل كذلك على إذابة الجليد بين الأجهزة الاستخباراتية للبلدين.

وفي سبتمبر/أيلول المنصرم، أفادت تقارير بأنَّ السعودية توصلت لاتفاقية بوساطةٍ أميركية لشراء منظومة "القبة الحديدية" للدفاع الصاروخي الإسرائيلية؛ لتنشرها الرياض على طول حدودها مع اليمن. غير أنَّ إسرائيل أنكرت إبرام صفقة من هذا النوع.      

وتردد كذلك أنَّ شركات التكنولوجيا الإسرائيلية تتفاوض مع السعودية حول تنفيذ مشاريع في نيوم، وهي مدينة المستقبل الضخمة التي اقترح بن سلمان إنشاءها بتكلفة 500 مليار دولار، فيما أفادت تقارير بأنَّ هيئة الاستخبارات السعودية تستخدم برنامج إسرائيلي للتجسس على المعارضين في الدول الأخرى.     

4- فلسطين: مُروِّج "صفقة القرن" التي اقترحها ترمب

من خلال علاقة بن سلمان الوثيقة مع جاريد كوشنر، أصبح الأمير السعودي بمثابة الفاعل الأساسي في المنطقة في مساعي البيت الأبيض لإرغام الفلسطينيين على قبول "صفقة القرن"، وهي خطة السلام التي وضعها فريق ترمب ولم تُعلن بعد.     

وفي ديسمبر/كانون الأول 2017، حين أعلن ترمب أنَّ واشنطن ستعترف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، دعا بن سلمان الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الرياض لإبلاغه أنَّ الخطة الأميركية غير المُعلَّنة هي "الخيار الوحيد".    

ولاحقاً، انتقد عباس الصفقة التي أُشيع أنَّها تشمل تنازل الفلسطينيين عن السيادة على القدس الشرقية المحتلة وحق عودة اللاجئين، ووصفها بأنَّها "صفعة القرن".     

وخلال حديثٍ لبن سلمان في ولاية نيويورك الأميركية في أبريل/نيسان الماضي، رد الأمير قائلاً إنّه يتعيَّن على الفلسطينيين الجلوس إلى مائدة المفاوضات، أو "فليخرسوا ويتوقفوا عن الشكوى".  

5- الأردن: هُمِّشَت تماماً

 منذ صعود بن سلمان إلى السلطة، أثارت السعودية استياء الأردن على أربع جبهات أساسية:

– تسبب التقارب السعودي مع الولايات المتحدة وإسرائيل في تهميش الأردن، التي غالباً ما أدت دور الوسيط في المنطقة. وحطمت "صفقة القرن" أية آمال لدى عمَّان لتطبيق حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

– قال مسؤول رفيع مقرب من الديوان الملكي الأردني في تصريحٍ لموقع Middle East Eye في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 إنَّ السعودية تحاول التودد إلى إسرائيل بعرض تسهيلاتٍ على اللاجئين الفلسطينيين، وهو ما تخشى عمَّان أن يهدد استقرار المملكة الهاشمية.              

– عانى الأردن من الحصار الاقتصادي على قطر، إذ انخفض حجم التجارة التي تمر عبر ميناء العقبة الحيوي بعد أن لجأت العراق ودول أخرى إلى استخدام الموانئ السعودية على البحر الأحمر. وذكرت الحكومة الأردنية كذلك أنَّها لم تتلقَ إلى الآن التعويضات التي تعهدت بها السعودية.   

– غضبت عمَّان لأنَّ السعودية لم تشاورها بشأن خططها حول مشروع نيوم، الذي سيمتد إلى داخل الأردن. وقال أحد المصادر إنَّ هناك شكوكاً من أنَّ المنتفع الأساسي من تشييد هذه المدينة هي صناعات التكنولوجيا المتطورة الإسرائيلية.  

6- إيران: حرب باردة وعدو لدود

تمتد الخصومة بين طهران والرياض منذ عقودٍ الآن. وازدادت التوترات بين الخصمين الإقليميين في أواخر سبعينيات القرن العشرين حين أصبحت إيران جمهورية إسلامية عقب إطاحة الشاه. وأفضل ما يمكن وصف هذه العلاقة به هو أنَّهما في حالة حرب باردة.     

وخلال السنوات الأخيرة، ظهر هذا التناحر جلياً في اليمن وسوريا، حيثُ دعمت كلٌ من المملكة والجمهورية الإسلامية جوانب متعارضة في النزاعات المختلفة.     

وفي غضون ذلك في لبنان، دعمت طهران جماعة حزب الله، بينما كثفت الرياض جهودها لصالح دعم رئيس الوزراء سعد الحريري.    

وأعلنت الرياض كذلك معارضتها لجميع الخطط التي قد تسمح لإيران بأن تصبح قوةً عسكرية نووية.  

7- اليمن: مذابح على الحدود

عُين محمد بن سلمان وزيراً للدفاع في يناير/كانون الثاني 2015. وفي غضون أسابيع، حشد عدداً من القوى العربية لتشكيل تحالف للتدخل عسكرياً في اليمن، حيث أطاح المتمردون الحوثيون بحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي يعيش الآن في المنفى في السعودية.        

وأسفرت الحرب الدائرة عن مقتل نحو 10 آلاف يمني إلى الآن وتشريد الملايين. واتهمت منظمات حقوقية السعوديين بتنفيذ ضرباتٍ جوية عشوائية، من بينها ضربة جوية على رواق عزاء في أكتوبر/تشرين الأول 2016، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 150 شخصاً، وكذلك قصف استهدف حافلة في أغسطس/آب 2018 خلَّفت 50 قتيلاً على الأقل بينهم 40 طفلاً.         

8- سوريا: دعم المعارضة

منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية عام 2011، تبنت السعودية موقفاً رسمياً بتأييد إسقاط الرئيس بشار الأسد ودعم قوات المعارضة. بيَّد أنَّ هذه السياسة شهدت تراخياً في السنوات الأخيرة تحت قيادة بن سلمان.  

وفي أبريل/نيسان، أقرَّ ولي العهد أنَّ الأسد سيبقى في السلطة. إذ قال في تصريحٍ لمجلة Time الأميركية: "أعتقد أن بشار (الأسد) سيبقى (في السلطة) للوقت الحالي".

9- الخليج: بناء ناتو عربي

في يوليو/تموز 2018، اقترحت واشنطن فكرة تشكيل تحالف عربي على غرار حلف شمال الأطلسي (الناتو) يضم 6 دول خليجية من بينها السعودية والإمارات، إلى جانب مصر والأردن؛ بهدف التصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة.     

وأشارت مصادر من البيت الأبيض إلى أنَّ هذه المبادرة ستكون بمثابة "حصناً منيعاً في مواجهة العدوان والإرهاب والتطرف الإيراني، وسوف ترسي الاستقرار في الشرق الأوسط".   

وستشمل مهامه كذلك الدفاع الصاروخي والتدريب العسكري ومحاربة الإرهاب، إلى جانب تعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين أعضائه.  

وقد أظهرت دول الخليج العربية تنسيقاً متزايداً في السنوات الأخيرة، بما في ذلك التصدي للاحتجاجات في البحرين عام 2011، والحرب في اليمن عام 2015، والعقوبات ضد قطر عام 2017. وفي كلٍ من هذه المرات، كانت الإمارات حليفاً راسخاً للسعودية.    

10- قطر: قيادة الحصار

قطع تحالف بقيادة السعودية يضم الإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية والتجارية وخطوط النقل مع قطر في يونيو/حزيران 2017.

وزعم هذا التحالف أنَّ الدوحة دعمت الإرهاب من خلال دعمها جماعة الإخوان المسلمين، وعدداً من جماعات المعارضة في سوريا، إلى جانب أنَّها أصبحت مقربة جداً من إيران، خصم السعودية الإقليمي.  

وأمرت دول مجلس التعاون الخليجي مواطنيها بمغادرة قطر، بينما منحت السعودية ودول أخرى المواطنين القطريين، سواء زواراً أو مقيمين، مهلة أسبوعين للرحيل عن المملكة. ومن جانبها، ذكرت قطر أنَّ تلك الخطوة قوضت سيادتها.

واحتدمت التوترات بين البلدين منذ ذلك الوقت: ففي أغسطس/آب الماضي، اتهمت قطر السعوديين بمنع مواطنيها من الحج، وهو ما تنكره السعودية. وفي يونيو/حزيران، أفادت تقارير بأنَّ السعودية حاولت شراء منظومة دفاع صاروخي روسية، ما يمثل تحذيراً لجارتها الخليجية. فيما ألمحت الرياض كذلك أنَّها ترغب في شق قناة مائية ستحول قطر جغرافياً إلى جزيرة، وبناء مدفن نفايات نووية على الحدود بين البلدين.

11- لبنان: رئيس الوزراء الذي استقال ثم تراجع وعاد إلى منصبه         

اضطربت علاقات السعودية مع حليفها السياسي لبنان منذ تصاعد نفوذ بن سلمان. وفي فبراير/شباط 2016، أعلنت المملكة وقف صفقاتٍ بقيمة 4 مليارات دولار تهدف إلى دعم قوات الأمن اللبنانية، متخليةً عن سياستها المعهودة بالتصدي لحزب الله، الحزب اللبناني المدعوم من إيران.         

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2017، دُعِيَ رئيس الوزراء سعد الحريري إلى الرياض، وهناك خرج بإعلانٍ صادم بأنَّه يتقدم باستقالته. ويرى مراقبون أنَّ ذلك كان بمثابة عقابٍ على عجزه الواضح عن التصدي لحزب الله.      

ومكث الحريري في الرياض لمدة أسبوعين تقريباً، على الرغم من أنه نفى رسمياً أنَّه كان مُحتجَزاً ضد رغبته، ثم غادر بعد ضغطٍ من فرنسا على المملكة. وبعدها تراجع عن استقالته.

13- مصر: شراء جزيرتين وأرض  

دعمت الرياض سياسياً ومالياً حكومة الفريق عبد الفتاح السيسي، الذي أصبح رئيساً لمصر منذ الانقلاب الذي قاده ضد سلفه محمد مرسي عام 2013، وضخت المملكة مليارات الدولارات لدعم اقتصاد مصر المتعثر.       

وخلال زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر في أبريل/نيسان 2016، وقع البلدان اتفاقياتٍ اقتصادية تُقدَّر بنحو 25 مليار دولار. وتضمنت الاتفاقية بيع مصر جزيرتين استراتيجيتين في البحر الأحمر هما تيران وصنافير، مما أشعل احتجاجاتٍ في مصر.   

بل شهدت كذلك العلاقات الاقتصادية السعودية المصرية مزيداً من التقارب منذ تعيين بن سلمان ولياً للعهد في 2017.  

إذ وقعت الرياض والقاهرة في مارس/آذار 2018 اتفاقيةً بقيمة 10 مليارات دولار لتطوير مشروع نيوم. ومن المقرر أن يُبنى جزء من هذا المشروع في جنوب سيناء على أرض ستستأجرها السعودية بعقدٍ طويل الأجل.

14- تركيا: جزء من مثلث الشر

ازدادت حدة التوترات بين أنقرة والرياض منذ انقسامها حول تأييد الانقلاب العسكري في مصر في يوليو/تموز 2013، الذي شهد إطاحة جماعة الإخوان المسلمين حليفة تركيا من الحكم.      

وبينما بدت العلاقات تتحسن تزامناً مع اعتلاء الملك سلمان العرش في يناير/كانون الثاني 2015، إلا أنَّها ساءت مرةً أخرى حين فرض تحالف دول عربية بقيادة السعودية حصاراً على قطر، وهي حليفٌ آخر لتركيا، في يونيو/حزيران 2017. ومنذ ذلك الوقت تتردد في أصداء الشرق الأوسط حربٌ كلامية بين بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.              

وفي مارس/آذار 2018، اتهم ولي العهد السعودي تركيا بأنَّها تشكل مع إيران و"الجماعات الإرهابية" "مثلث الشر"، وقال إنَّ الرئيس التركي يسعى لإعادة إحياء الخلافة العثمانية.      

15- العراق: هل سيدور في فلك السعودية السياسي؟

منذ غزو العراق عام 2003، حاولت السعودية مثل غيرها من القوى الإقليمية سحب الدولة العراقية الهشة لتدور في فلكها السياسي، هادفةً في الأساس لمواجهة نفوذ خصمها اللدود إيران.     

لفترةٍ طويلة من الزمن، ظلت المملكة تفرض سيطرتها على ساسةٍ عراقيين مؤيدين للسعودية، ومع ذلك شعر مراقبون بالصدمة في يوليو/تموز 2017 حين اجتمع بن سلمان بمقتدى الصدر، رجل الدين الشيعي الشهير وزعيم المقاومة سابقاً والمعروف بانتقاداته للدول الأجنبية، في محاولةٍ للسيطرة على العراق سياسياً.       

ويزدري الكثير من العراقيين السعودية، معتقدين أنَّها السبب في صعود تنظيم الدولة الإسلامية في العراق "داعش". إضافةً إلى أنَّ الشائعات التي ترددت حول زيارة بن سلمان للعراق في مارس/آذار 2018 أشعلت مظاهراتٍ حاشدة في العاصمة العراقية بغداد.

وفي تصريحٍ لموقع Middle East Eye، كشف مصدران عراقيان مطلعان أنَّ الرياض دفعت في مايو/أيار 2018 مبلغ 300 مليون دولار نقداً لساسة عراقيين لتعزيز فرصهم في الأسابيع الأخيرة من الانتخابات، وذلك لمنع المرشحين المدعومين من إيران من الوصول إلى السلطة.    

تحميل المزيد