نقلت وكالة رويترز عن شخص مطلع على التحقيقات التي تجريها السعودية بشأن مقتل الصحافي جمال خاشقجي السبت 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، إن إنه لم تصدر أوامر بقتله أو خطفه ولكن هناك أمرا دائما من رئاسة المخابرات بإعادة المعارضين للمملكة.
وبحسب المصدر فإن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان "لم يكن لديه علم بهذه العملية بشكل محدد"
وأضاف المصدر إن الأوامر "فسرت بشكل عنيف" والتعليمات التالية "كانت غير محددة بشكل أكبر" مما أدى إلى وفاته ومحاولة التستر على ذلك.
وتابع مصدر رويترز أن سائق القنصلية السعودية من بين من سلموا الجثة" لمتعاون محلي"، والتي لم يعرف مصيرها حتى الآن.
وبحسب الشخص المطلع على التحقيقات فإنه تم اختيار العقيد ماهر مطرب للعملية لأنه عمل مع خاشقجي في لندن.
واعترفت السعودية لأول مرة وبشكل رسمي بمقتل جمال خاشقجي ولكن في مشاجرة وقعت داخل مقر القنصلية وهو ما تنفيه الرواية شبة الرسمية التركية وأيضا شهادات الشخص المطلع على التحقيقات.
وقتل جمال خاشقجي يوم 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، عقب دخوله مقر القنصلية السعودية في إسطنبول.
وبحسب التسريبات الصحفية التركية فإن خاشقجي قتل وقطعت جثته على يد طبيب بالبحث الجنائي السعودي صلاح الطبيقي.
ونقلت وكالة اللأنباء السعودية وأس عن مصدر مسؤول قوله: أثار موضوع اختفاء المواطن جمال بن أحمد خاشقجي اهتمام المملكة العربية السعودية على أعلى المستويات، وللملابسات التي أحاطت باختفائه، فقد اتخذت المملكة الإجراءات اللازمة لاستجلاء الحقيقة وباشرت بإرسال فريق أمني إلى تركيا بتاريخ 6 أكتوبر 2018 م للتحقيق والتعاون مع الأجهزة النظيرة في تركيا.
وتابع البيان: وأعقب ذلك تشكيل فريق أمني مشترك بين المملكة وجمهورية تركيا الشقيقة مع السماح للسلطات الأمنية التركية بدخول قنصلية المملكة في إسطنبول ودار السكن للقنصل، حرصاً من المملكة على معرفة كافة الحقائق، كما صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للنائب العام في المملكة العربية السعودية برقم 5709 وتاريخ 3 / 2 / 1440 هـ بإجراء التحقيقات في ذلك، وقامت النيابة العامة بالتحقيق مع عدد من المشتبه فيهم بناء على المعلومات التي قدمتها السلطات التركية للفريق الأمني المشترك لمعرفة ما إذا كان لدى أي منهم معلومات أو له علاقة فيما حدث حيث كانت المعلومات التي تنقل للجهات الأمنية تشير إلى مغادرة المواطن جمال خاشقجي القنصلية.
وتابع المصدر المسؤول: "وإنفاذاً لتوجيهات القيادة بضرورة معرفة الحقيقة بكل وضوع وإعلانها بشفافية مهما كانت، فقد أظهرت التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة العامة قيام المشتبه به بالتوجه إلى إسطنبول لمقابلة المواطن جمال خاشقجي وذلك لظهور مؤشرات تدل على إمكانية عودته للبلاد".
وهذه الرواية تختلف مع الرواية التي سربتها تركيا لوسائل الإعلام، والتي تنص على مقتل خاشقجي علي يد فريق محترف جاء خصيصاً لهذا الأمر من السعودية.
ولم يتم العثور على جثة خاشقجي حتى الآن، وبحسب التسريبات التركية فإن جثة الإعلامي السعودي تم تقطيعها على يد ضابط متخصص.
وهذه القرارات السعودية جاءت بعد وقت قصير من أتصال هاتفي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مساء الجمعة.
وقتل خاشقجي بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول يوم 2 أكتوبر/ تشرين الأول بحسب التسريبات الإعلامية التركية.
وتتعرض المملكة لضغوط دولية كبيرة بسبب اغتيال الصحافي جمال خاشقجي.
الملك يتدخل
وكانت 5 مصادر على صلة بالعائلة المالكة في السعودية قالت إن تداعيات مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي كانت من الضخامة بحيث شعر الملك سلمان بضرورة تدخله في الأمر.
ففي يوم الخميس الموافق 11 أكتوبر/تشرين الأول أوفد الملك أقرب مساعديه إليه، الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة، إلى إسطنبول في محاولة لنزع فتيل الأزمة.
وكانت أصوات زعماء العالم قد ارتفعت تطالب بتفسير لاختفاء خاشقجي وقالت المصادر إن القلق كان يتنامى في بعض جوانب الديوان الملكي من أن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد الذي فوضه الملك في صلاحيات واسعة، يواجه صعوبات في احتواء التداعيات.
وخلال زيارة الأمير خالد اتفقت تركيا والسعودية على تشكيل مجموعة عمل مشتركة للتحقيق في اختفاء خاشقجي. وفي أعقاب ذلك أمر الملك النائب العام السعودي بفتح تحقيق بناء على النتائج التي تتوصل إليها المجموعة.
وقال مصدر سعودي على صلة بالدوائر الحكومية "اختيار خالد وهو من كبار أفراد العائلة وله مكانة عالية اختيار له أهميته لأنه المستشار الشخصي للملك وذراعه اليمنى وتربطه صلات قوية وصداقة (بالرئيس التركي رجب طيب) أردوغان".
وقال رجل أعمال سعودي يقيم في الخارج لكنه على صلة وثيقة بالدوائر الملكية إن الملك سلمان أكد سلطته في إدارة هذه المسألة منذ الاجتماع الذي عقد بين الأمير خالد وأردوغان.
ولم يرد مسؤولون سعوديون على أسئلة رويترز عن فحوى هذا التقرير. وأحال متحدث باسم الأمير خالد رويترز إلى ممثلين للسلطات في الرياض.
كان خاشقجي، المقيم في الولايات المتحدة وأحد منتقدي الأمير محمد، قد اختفى عقب دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول.
ويقول مسؤولون أتراك إنهم يعتقدون أن خاشقجي قتل داخل القنصلية ونقلت جثته منها. ونفت السعودية هذه الاتهامات بشدة.