Haaretz: التصعيد في غزة يورط إسرائيل، و«القسام» تردُّ بفيديو: إياكم أن تخطئوا التقدير

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/18 الساعة 21:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/19 الساعة 07:40 بتوقيت غرينتش
Palestinian protestors stand in front of an Israeli tank during a protest next to Gaza's border with Israel, east of Khan Younis, Gaza Strip, Tuesday, April 3, 2018. Israel's defense minister said Tuesday that the military will not change its tough response to Hamas-led mass protests, warning that those who approach the border are putting their lives at risk. Eighteen Palestinians were killed by Israeli fire last Friday, the first day of what Hamas says will be six weeks of intermittent border protests against a stifling blockade of the territory. (AP Photo/Khalil Hamra)NYTCREDIT: Khalil Hamra/Associated Press

مرة أخرى عاد التصعيد بين إسرائيل والفصائل المسلحة في غزة إلى الواجهة بعد تعهُّد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بتحرك عسكري إذا لم تُوقف "حماس" تظاهرات حق العودة، في حين ردَّت حركة المقاومة الإسلامية باستمرار الاحتجاجات، كما ردَّت كتائب القسام، الجناح المسلح للحركة الفلسطينية، بفيديو ورسالة، مفادهما: إياكم أن تُخطئوا التقدير.

تعهدات نتنياهو، ورسالة "القسام"، وأيضاً زيارة عباس كامل، مدير المخابرات العامة المصرية، للقطاع التي أُلغيت- رسمت معاً حالة قاتمة ومتوترة لما سيحدث الجمعة 19 أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وكان نتنياهو قال الأربعاء 18 أكتوبر/تشرين الأول 2018، بختام تقييم أمني في جنوب إسرائيل، بصحبة كبار مسؤولي الدفاع، إنَّه "إذا لم تتوقف هذه الهجمات، فنحن من سوف يوقفها. سوف تتحرك إسرائيل بقوة ساحقة".

وأضاف أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع: "لقد استنفدنا جميع الاحتمالات. ينبغي لنا أن نوجه ضربة قاسية لحماس".

هل "حماس" وإسرائيل لا تريدان الحرب؟

صحيفة Haaretz الإسرائيلية اعتبرت أن هذا التصعيد سيورط تل أبيب في هذا التوقيت الحرج، ويدفعها للدخول في حرب ضد الفصائل الفلسطينية، في حين هددت "القسام" بالرد في حال شن أي عمل عسكري إسرائيلي على القطاع، عبر الفيديو الذي بثته الخميس 18 أكتوبر/تشرين الأول 2018.

#عاجلكتائب الشهيد عز القسام لقادة العدو الإسرائيلي : إيّاكم أن تُخطئوا التقدير . حركة المقاومة الإسلامية حماس #غزةفلسطين المحتلة التاريخية

Gepostet von ‎الإعلامي اياد قنوع‎ am Donnerstag, 18. Oktober 2018

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنَّ الافتراض القائم الذي صاحب المواجهات مع "حماس" والمجموعات الأخرى في غزة، منذ بدء مسيرات العودة قبل 6 أشهر مضت، هو أنَّ إسرائيل و"حماس" لا تريدان حرباً. يريد الطرفان "ترتيباً"، أي وقفاً طويل المدى لإطلاق النار معروف الشروط. سوف تسمح إسرائيل بإعادة التأهيل الاقتصادي لغزة (لا مجرد نقل المساعدة الإنسانية)، وهو ما سوف يشمل إنشاء ميناء ومناطق صناعية بالأراضي المصرية. وفي المقابل، سوف تلتزم "حماس" بإيقاف المسيرات والبالونات الحارقة، وسوف تتخلى عن الجهاد المسلح ضد إسرائيل.  

وفي مقابلة غير مباشرة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، قال يحيى السنوار، قائد "حماس" في غزة: "لا طرف يريد الحرب. الحرب ليست جيدة لأي شخص". لكن، يبدو أنَّ كلمات السنوار لم تؤثر كثيراً في قادة إسرائيل، لا سيما بالنظر إلى المظاهرات المستمرة على الجدار الحدودي والبالونات والصواريخ التي أُطلقت في وقتٍ مبكرٍ من صباح الأربعاء 17 أكتوبر/تشرين الأول 2018، ناحية بئر سبع، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

وتضيف الصحيفة الإسرائيلية أن إسرائيل ورطت نفسها بخطاب عدواني يهدف إلى رمي الكرة في ملعب "حماس". لو احتوت "حماس" المظاهرات الجمعة 19 أكتوبر/تشرين الأول 2018، فسوف ترى إسرائيل ذلك علامة على رغبتها في الاستمرار في السعي لـ"ترتيب".

واستدركت الصحيفة الإسرائيلية: "لكن، لو استمر إطلاق الصواريخ وأدت المظاهرات إلى المزيد من المواجهات، فسوف يعني ذلك أنَّ حماس تسعى لإجبار إسرائيل إما على الرضوخ وإما الحرب. هذه معادلة غير واقعية لم تؤدِّ على مدى أسابيع، إلا إلى اختبار طرف واحد. لا تتطلب هذه المعادلة من إسرائيل وقف إطلاق النار على المتظاهرين، وهو الأمر نفسه الذي يؤدي إلى مزيد من المظاهرات. والنتيجة هي هذا الموقف، حيث يخوض الطرفان مفاوضات غير مباشرة من خلال مصر لإنهاء تفاصيل الترتيب، إنَّهما يجريان مفاوضات علنية لرسم الخط، الذي إن جرى عبوره فسوف يؤدي إلى حرب.

"حماس": مستمرون في التظاهر

على الرغم من نية إسرائيل التصعيد هذه المرة، أكدت حركة "حماس"، الخميس 18 أكتوبر/تشرين الأول 2018، استمرار مسيرات العودة، على الحدود الشرقية بين قطاع غزة وإسرائيل حتى تحقيق أهدافها.

وقال خليل الحية، عضو المكتب السياسي للحركة: "أكدنا للوفد الأمني المصري موقفنا؛ باستمرار مسيرات العودة حتى تحقيق أهدافها بكسر الحصار، إضافة إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني".

وتضيف الصحيفة الإسرائيلية: "يتناقض هذا التوازن في التهديدات مع الافتراض القائم بأنَّ أياً من الطرفين لا يريد الحرب. ففي غياب التقدم بالمفاوضات، ومع تراجع احتمالات إعادة تأهيل غزة، وبعد أن طرح السنوار مبادرة -حسبما يرى- وتلقى ضربة في المقابل، فقد خلصت حماس إلى أنَّ بإمكانها تحقيق المزيد من خلال الحرب أكثر مما تستطيع تحقيقه من خلال المفاوضات المستمرة غير المثمرة مع إسرائيل".

ويرى رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، أنَّ إسرائيل و"حماس" تضعان مصر مرة أخرى في اختبار السيطرة. ذلك أنَّ مصر، بحسب الاتفاقات التي جرى التوصل إليها حتى الآن، هي المعنيَّة بضمان أن تنتهج "حماس" سلوكاً أمنياً "جيداً".

وكان عباس، الذي كان من المفترض أن يزور كلاً من إسرائيل ورام الله، الخميس 18 أكتوبر/تشرين الأول 2018؛ لكنه أجَّل زيارتيه؛ بسبب رفض إسرائيل السماح له بالدخول بحسب القناة العاشرة- قد لخص التفاهمات مع "حماس" في بداية الشهر الجاري (أكتوبر/تشرين الأول 2018)، عندما التقى في القاهرة وفداً بارزاً من "حماس" برئاسة صلاح العاروري.

وكان مقرراً أن يلتقي كامل رئيسَ السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الخميس 18 أكتوبر/تشرين الأول 2018؛ لإنهاء تفاصيل التعاون بين السلطة الفلسطينية و"حماس"، وخاصة الإفراج عن الأموال لدفع الرواتب، والخطوات التي سوف تؤدي إلى عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة.

وقد أدى رفض عباس التعاون مع الخطة المصرية ما دامت "حماس" لم تتخلَّ عن السيطرة على قطاع غزة وتُلقي سلاحها، إلى تدخُّل قطر، التي سوف تدفع الرواتب إلى حين إيجاد حل آخر. لكنَّ انخراط قطر لا يجعل مصر سعيدة للغاية؛ إذ إنَّ البلدين قد قطعا علاقاتهما الدبلوماسية وتعادي إحداهما الأخرى علناً. ومع ذلك، ففي وقت المحنة الحالي، وبهدف إجبار عباس بعد أن ورَّط نفسه في شبكة من الغضب من جهة واشنطن وإسرائيل ومصر، يبدو أنَّ قطر تُعتبر حلاً مؤقتاً، حتى مصر راغبة في قبوله، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

هدف مصر هو المصالحة

كان هدف مصر -وما يزال- المصالحة بين "فتح" و"حماس"، لإعادة المسؤولية عن قطاع غزة إلى أيادٍ فلسطينية؛ لكي تتخفف مصر من مسؤولية تأمين الحدود مع إسرائيل. وهنا أيضاً أُجبرت مصر على الاستسلام، ولم تعد تُصر على تسلُّم السلطة الفلسطينية السيطرة على القطاع بصفته شرطاً لإعادة بناء غزة. ومع ذلك، فإنَّ هذا يعزز من سياسة إسرائيل بمعارضة المصالحة الفلسطينية الداخلية، من أجل الإبقاء على انفصال قطعتي الأراضي الفلسطينية وإحباط أي جهد لإقامة دولة فلسطينية.

ويجعل التصعيد اللفظي والعسكري من الواضح بالنسبة لمصر أنَّه قد يُطلَب منها مرة أخرى الانخراط في التوصل لوقف لإطلاق النار بدلاً من تشجيع ترتيب طويل المدى. ويبدو أنَّ هذا هو سبب تأجيل زيارة كامل؛ لأنَّه يُفضل أن ينتج عن زيارته نتائج دبلوماسية، لا مجرد هدوء مؤقت. والسؤال الآن هو: إذا ما كان لا يزال ثمة مجال للاحتواء، في ظل استعداد إسرائيل لـ "تسديد" هجمات محددة إلى غزة بدلاً من الاكتفاء بتهديدات ليبرمان ونتنياهو. لم يعد الأمر مجرد معضلة، وإنما نزاع سياسي، ليست "حماس" هي الطرف الوحيد الذي يحدد نمطه، وإنما بشكل أساسي أحزاب اليمين.

واليوم، ذكرت القناة الإسرائيلية العاشرة أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" قرر "عدم شنّ عمل عسكري على قطاع غزة في هذه المرحلة، وانتظار المظاهرات في غزة الجمعة 19 أكتوبر/تشرين الأول 2018؛ لفحص ما إذا كانت حماس ستضبط أعضاءها".

كما قرر "الكابينت" أيضاً، "تكثيف الرد على أي محاولة لإلحاق الضرر بالسياج الحدودي لغزة، وتكثيف الرد على تدفُّق الطائرات الورقية والقنابل الحارقة"، وفق ما أوردته القناة.

علامات:
تحميل المزيد