«استقرار السعودية أو الفوضى في الشرق الأوسط».. الإمارات تخرج عن صمتها وتحذّر من تحجيم المملكة على خلفية مقتل خاشقجي

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/19 الساعة 14:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/19 الساعة 14:11 بتوقيت غرينتش
أنور قرقاش مستشار دبلوماسي لرئيس الإمارات / رويترز

حذّرت الإمارات العربية المتحدة، الجمعة 19 أكتوبر/تشرين الأول 2018، من محاولة "تقويض استقرار" السعودية و "تحجيم دورها" على خلفية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، معتبرة أن أمن منطقة الشرق الأوسط يعتمد على المملكة.

وكتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش على حسابه على موقع "تويتر": "في هذا الذي يجري، نقف بصلابة ضد التسييس والأحكام المسبقة ومحاولات تقويض استقرار السعودية وتحجيم دورها، لا خيار دون ذلك".

وتابع: "يعتمد أمن المنطقة واستقرارها ودورها في المحيط الدولي على السعودية بكل ما تحمله من ثقل سياسي واقتصادي وديني"، معتبراً أنه "لا بد من التمييز بين مسألة البحث عن الحقيقة بكل ما يحمله ذلك من أهمية، وبين استهداف الرياض ودورها".

وتتعرض الرياض لضغوط دولية في قضية اختفاء الصحافي  إثر زيارته قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الحالي.

ويقول مسؤولون في الأجهزة الأمنية التركية إن خاشقجي قُتل داخل القنصلية على أيدي فريق سعودي جاء خصيصاً إلى تركيا لاغتياله، بينما نفت الرياض التقارير بأن تكون أعطت أوامر بقتله، مؤكّدة أنه غادر القنصلية بعد وقت قصير من زيارتها.

وأقرّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمرّة الأولى، الخميس، بأنّ الصحافي مات على الأرجح، متوعّداً بردّ "قاسٍ جداً" على الرياض إذا ثبتت مسؤوليتها في مقتله.

وتشعر الإمارات بالقلق بعد واقعة مقتل جمال خاشقجي، ويخشى ولي عهد أبوظبي الأمير محمد بن زايد، تأثير ما يحدث لحليفه لذا حاول جاهداً، إلى جانب مساعديه وممثليه في عواصم العالم، إظهار نظيره السعودي على أنَّه حامل مستقبل للمملكة.

 وهناك اهتمامات مشتركة ومتعددة بين الزعيمين، تتمثل في احتواء إيران، والقضاء على الإخوان المسلمين، وصياغة مستقبل منطقة الخليج من خلال الدعم السخي الذي تقدمه الولايات المتحدة.

وكثيراً ما تعد استراتيجية محور الرياض-أبوظبي، التي تنتهج سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، استراتيجية وحشية ومتغطرسة.

ويعتبر اختطاف رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، منذ نحو عام، داخل المملكة العربية السعودية، مثالاً على ذلك.

وفي عموده بصحيفة Washington Post، كان خاشقجي ينزع إلى انتقاد أسس السياسة الخارجية السعودية؛ ولذلك كان يدافع عن تنظيم الإخوان المسلمين، ويطالب بإنهاء التدخل العسكري السعودي باليمن.  

ولا تكتفي الإمارات بالعلاقات الطيبة مع الرياض، فخلال السنوات الأخيرة، كشفت الإمارات العربية المتحدة عن طموحاتها السياسية والعسكرية فيما وراء منطقة الخليج. وعند مواجهة تركيا وما يُدعى "محور الإصلاح الإسلامي"، شرع محمد بن زايد في خوض معركة نقلته إلى خارج الحدود الإماراتية، من ليبيا إلى القرن الإفريقي.