في إطار التحقيقات حول مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، جمعت النيابة التركية الجمعة 19 أكتوبر/تشرين الأول 2018 شهادات من موظفين أتراك في القنصلية السعودية في إسطنبول، وفق ما أفادت وسائل الإعلام التركية.
واستجوبت النيابة 15 موظفاً تركياً وفق قناة "إن تي في" التركية الخاصة. وفتشت السلطات خلال الأسبوع مبنى القنصلية ومنزل القنصل السعودي.
وبحسب وكالة الأناضول التركية الرسمية فإن سائق القنصل السعودي محمد العتيبي قد تم استجوابه هو الآخر.
ومازالت قضية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في مقر قنصلية بلاده في إسطنبول تثير موجة من الغضب العالمي ضد من يقف وراء هذه الجريمة.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء أمس الخميس، في مقابلة مع صحيفة New York Times الأميركية إنه أصبح متأكداً من مقتل خاشقجي كما أنه توعد بعقاب قاس للسعوديين في حال تورطهم في هذه الواقعة.
ومازالت التحقيقات مستمرة للبحث عن جثة الإعلامي السعودي، التي مازال مكانها مجهولاً، رغم عمليات البحث الكبيرة التي تجريها الشرطة التركية.
والخميس حددت الشرطة 3 أماكن في إسطنبول للبحث عن أشلاء خاشقجي، ومن بين الأماكن الثلاثة غابة "بلغراد" غرب تركيا، وأيضاً مدينة ساحلية.
الملك يتدخل
وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن 5 مصادر على صلة بالعائلة المالكة في السعودية أن تداعيات قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي كانت من الضخامة بحيث شعر الملك سلمان بضرورة تدخله في الأمر.
ففي يوم الخميس الموافق 11 أكتوبر/تشرين الأول أوفد الملك أقرب مساعديه إليه، الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة، إلى إسطنبول في محاولة لنزع فتيل الأزمة.
وكانت أصوات زعماء العالم قد ارتفعت تطالب بتفسير لاختفاء خاشقجي وقالت المصادر إن القلق كان يتنامى في بعض جوانب الديوان الملكي من أن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد الذي فوضه الملك في صلاحيات واسعة، يواجه صعوبات في احتواء التداعيات.
وخلال زيارة الأمير خالد اتفقت تركيا والسعودية على تشكيل مجموعة عمل مشتركة للتحقيق في اختفاء خاشقجي. وفي أعقاب ذلك أمر الملك النائب العام السعودي بفتح تحقيق بناء على النتائج التي تتوصل إليها المجموعة.
وقال مصدر سعودي على صلة بالدوائر الحكومية "اختيار خالد وهو من كبار أفراد العائلة وله مكانة عالية اختيار له أهميته لأنه المستشار الشخصي للملك وذراعه اليمنى وتربطه صلات قوية وصداقة (بالرئيس التركي رجب طيب) أردوغان".
وقال رجل أعمال سعودي يقيم في الخارج لكنه على صلة وثيقة بالدوائر الملكية إن الملك سلمان أكد سلطته في إدارة هذه المسألة منذ الاجتماع الذي عقد بين الأمير خالد وأردوغان.
ولم يرد مسؤولون سعوديون على أسئلة رويترز عن فحوى هذا التقرير. وأحال متحدث باسم الأمير خالد رويترز إلى ممثلين للسلطات في الرياض.
كان خاشقجي، المقيم في الولايات المتحدة وأحد منتقدي الأمير محمد، قد اختفى عقب دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول.
ويقول مسؤولون أتراك إنهم يعتقدون أن خاشقجي قتل داخل القنصلية ونقلت جثته منها. ونفت السعودية هذه الاتهامات بشدة.