معلومات لا تقدّر بثمن داخل ساعة خاشقجي الذكية.. هل تحل آبل ووتش لغز الصحفي السعودي المختفي؟

يقول خبراء الطب الجنائي: "إذا ظهرت ساعة ذكية في أثناء التحقيق بقضية اختفاء شخص ما - مثل قضية اختفاء جمال خاشقجي -، فقد يكون هناك ثروة من بيانات الطب الشرعي القيّمة المخزّنة بداخلها أو المخزنة على هاتف آيفون مقترن بها".

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/10 الساعة 20:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/11 الساعة 08:37 بتوقيت غرينتش

يقول خبراء الطب الجنائي: "إذا ظهرت ساعة ذكية في أثناء التحقيق بقضية اختفاء شخص ما – مثل قضية اختفاء جمال خاشقجي -، فقد يكون هناك ثروة من بيانات الطب الشرعي القيّمة المخزّنة بداخلها أو المخزنة على هاتف آيفون مقترن بها".

وفي حالة الصحافي السعودي المختفي منذ دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، فقد صرح مسؤولون أتراك لـ "رويترز"، بأن جمال خاشقجي كان يرتدي ساعة آبل وهي موصولة بهاتفه الذي تركه خارج السفارة عند خطيبته. وأُشير الى أن هذه المعلومة أصبحت في صلب التحقيق؛ لأنها قد تدل على مكانه، وكذلك حالة قلبه، وما إذا كان لا يزال ينبض أم لا.

وتحتوي ساعة آبل على أجهزة استشعار قادرة على تعقُّب وحساب معدل حركة الشخص الذي يلبسها. كما أنَّها تحسب معدل ضربات القلب أيضاً، ويمكن استخدامها كذلك كجهاز اتصال مستقل.

ويكمن الوصول إلى سجلّات معدل ضربات القلب واستخدام البيانات، في تحديد الوقت الدقيق المتعلق بموت شخص ما.

ويمكن كذلك استخدم الساعة وكأنها جهاز تحكُّم عن بُعد في كاميرا الآيفون، وكذلك "الرد على اتصالات جهاز الآيفون، وإنشاء ردود نصيّة وارسال رسائل".

ويحاول المحققون تحديد طبيعة المعلومات التي بثتها الساعة. وأضاف مسؤول تركي لرويترز "جهاز المخابرات ومكتب الادعاء وفريق تقني يعملون على ذلك. تركيا ليست لديها الساعة لذا فإننا نحاول القيام بذلك عن طريق جهازي خاشقجي المتصلين".‏‎ لكن ما يمكن أن يجده المحققون يعتمد على طراز الساعة وإن كانت متصلة بالإنترنت وما إذا كانت قريبة بالقدر الكافي من هاتف آيفون لبث البيانات.

وفي حادثة سابقة، أثبتت محكمة أسترالية أنَّ الساعة سجلت بياناتٍ تناسب شخصاً تعرَّض لصدمة وفقدان وعي، وهو ما جعل الاتهام يُوجَّه للقاتلة الحقيقية.

كيف تم كشف وقائع حادثة في أستراليا بالاعتماد على ساعة آبل ووتش؟

في حادث كان الأول من نوعه، قدَّمت الشرطة الأسترالية بياناتٍ مستخرجة من ساعة آبل الذكية كدليل في محاكمةٍ تتعلق بجريمة قتل.

ميرنا نيلسون كانت تلبس ساعة آبل الذكية عندما تعرضت للقتل في عام 2016.

واتُّهمت زوجة ابنها، كارولين نيلسون، بنصب فخٍّ لها، بعد أن ادَّعت أنَّ مجموعةً من الرجال ربطوها بعد أن اقتحموا المنزل.

وأصبحت الساعة الذكية هي الدليل على الجريمة

لكن البيانات المُستخرجة من الساعة الذكية التي كانت الضحية تلبسها، تُشير إلى أن فخاً نُصب لها بمجرد وصولها إلى المنزل، وأنَّها ماتت في وقتٍ أبكر مما تزعمه كارولين، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية BBC.

وبحسب وكالة ABC الإخبارية الأميركية، فإن كارولين أخبرت الشرطة بأنَّ مجموعةً من الرجال تعقّبوا حماتها في سيارةٍ حتى المنزل، مشيرةً إلى أن ميرنا تجادلت مع الرجال خارج المنزل نحو 20 دقيقة، لكنَّها لم تسمع الهجوم المميت؛ لأنَّها كانت في المطبخ وكان الباب مغلقاً.

اتصل أحد الجيران بالشرطة عندما خرجت كارولين من المنزل مُكمَّمة ومفزوعة، وكان ذلك بعد الساعة العاشرة مساءً. وتقول كارولين إنَّ المهاجمين ربطوها، وإنَّها خرجت من المنزل بمجرد رحيلهم.

لكن الساعة أثبتت أن القاتلة كاذبة

لكنَّ المدعية العامة، كارمن ماتيو، قالت إنَّ الدليل الذي وفَّرته الساعة الذكية يشير إلى أنَّها هي التي نفَّذت عملية اقتحام المنزل.

المدعية العامة أضافت: "الدليل الذي قدّمته ساعة آبل الذكية دليل أساسي على كذب رواية المُدَّعى عليها للشرطة. يحتوي هذا النوع من الساعات على أجهزة استشعار قادرة على تعقُّب وحساب معدل حركة الشخص الذي يلبسها. كما أنَّها تحسب معدل ضربات القلب أيضاً".

وزعم الادعاء أنَّ الساعة سجلت بياناتٍ تناسب شخصاً تعرَّض لصدمة وفقدان وعي.

وهذه تفاصيل الواقعة التي سجلتها الساعة الذكية

وقالت المدعية العامة، كارمن ماتيو: "لا بد من أنَّ الضحية تعرَّضت للهجوم في نحو الساعة 6:38 مساءً، وماتت في نحو الساعة 6:45 مساءً. إنْ تمَّت الموافقة على هذا الدليل، فسيتعارض مع زعم المُدَّعى عليها بحدوث نقاش بين الضحية والرجال خارج المنزل مدة تصل إلى 20 دقيقة".

وأضافت: "خروجها من المنزل كان بعد الساعة العاشرة مساءً بوقتٍ كافٍ، وإذا قُبِلَ دليل ساعة آبل، فقد حدث ذلك بعد أكثر من 3 ساعات من وقت الهجوم على الضحية".

من جانبه، رفض القاضي أوليفر كوهن إطلاق سراح كارولين نيلسون بكفالة، استناداً إلى "قوة حجة الادعاء"، على أن تُستأنف المحاكمة في يونيو/حزيران 2018.

يشار إلى أن ميرنا نيلسون (57 عاماً)، قُتلت في منزلها الواقع بمدينة آديلايد (جنوبي أستراليا) في سبتمبر/أيلول 2016.

الطب الشرعي المرتبط بالساعات الذكية!

منذ أن ظهرت ساعة آبل في الأسواق عام 2015، أصبحت محط أنظار خبراء الطب الشرعي.

وتعمل Apple Watch بواسطة WatchOS، ويجب اقترانه بهاتف آيفون 5 أو أحدث مع تثبيت تطبيق Apple Watch عليه. لهذا السبب، من المهم فحص كل من الساعة وجهاز iPhone المقترن.

ويمكن أن تتلقى Apple Watch إشعارات ورسائل ومكالمات هاتفية من جهاز آيفون الخاص بالمستخدم، ويمكن استخدامها مع Apple Pay لدفع ثمن السلع والخدمات.

وبالطريقة نفسها التي يتبعها الطب الشرعي في نظام iOS، بإمكان تعقُّب ساعة آبل تقديم بيانات جنائية مهمة.

وقد تكون قادرة على الكشف عن معلومات حول النشاط البدني للمستخدم، وخاصة في الأماكن التي لا يكفي فيها الفحص الجنائي لجهاز آيفون وحده.

وتمر الكثير من البيانات التي يصل إليها مستخدم Apple Watch عبر الآيفون المتصل بها، ويمكن أن يكشف عنها تحليل الأدلة الجنائية لـ Apple Watch.

وبإمكان خبراء الطب الشرعي الحصول على محتويات Apple Watch باستخدام العديد من الأساليب المستخدمة عادةً للحصول على محتويات جهاز iOS.

ومثل أجهزة iOS، ليس لدى Apple Watches ذاكرة قابلة للإزالة، فقط رقاقة داخلية مدمجة. ونتيجة لذلك، فإن ساعات أبل لديها مساحة محدودة لتخزين البيانات، نحو 8 غيغابايت من مساحة التخزين. ومع ذلك، قد تفيد كثيراً هذه المساحة الصغيرة.

تحميل المزيد