ذكر تقرير جديد أن إيلون ماسك مالك شركة تسلا لصناعة السيارات الأميركية، كان يعتقد أنه يستطيع تملك الشركة بالكامل حين نشر تغريدته الشهيرة في أغسطس/آب والتي أعلن بها عن وصول سعر سهم الشركة إلى 420 دولاراً، مستنداً إلى اتفاق شفهي مع صندوق الثروة السيادي السعودية.
وبحسب صحيفة The Wall Street Journal فإن ماسك كان قد أبرم اتفاقاً شفهياً مع صندوق الثروة السيادية السعودي وكان يعتقد أنه في حالة إخفاق ذلك الاتفاق، يستطيع استغلال استثماراته الخاصة في Space X بعد موافقة مجلس الإدارة.
الصندوق السعودي يتخلى عن تسلا
وقد استثمر صندوق الثروة السيادية السعودي أكثر من مليار دولار في شركة تصنيع السيارات الكهربائية الأميركية Lucid Motors في وقت سابق من هذا الشهر، في إشارة إلى تخلي الصندوق عن ماسك وتسلا، بحسب تقرير لصحيفة Daily Mail البريطانية.
وزعم ماسك أن الصندوق سوف يساعد شركته الخاصة على شراء تلك الأسهم في أعقاب تغريدته.
وذكر صندوق الاستثمار العام، الذي يقوم بالاستثمار نيابة عن الحكومة السعودية، أن هذا الاندماج سوف يؤدي إلى إطلاق سيارة Lucid Air الكهربائية بحلول عام 2020.
وأخبر ماسك المحققين الفيدراليين أنه قام بتسعير أسهم تسلا بمبلغ 420 دولاراً بعد أن اعتقد أنه سيقوم بشراء الشركة.
تغريدة ورطته
وتأتي الاتهامات الموجهة ضد ماسك نتيجة قراره الصادر بتاريخ 7 أغسطس/آب بنشر تغريدة في منتصف اليوم فحواها أن تسلا سوف تخضع لتغييرات كبرى، حيث كتب قائلاً "أدرس فكرة خصخصة شركة تسلا بسعر 420 دولاراً".
وربما أن ذلك الأمر مرفوض، إلا أن سعر الأسهم ارتفع للغاية على خلفية ذلك الخبر، لأن ماسك أضاف أيضاً أن "التمويل مضمون".
ومع ذلك، لم يكن ماسك يضمن التمويل في ذلك الحين؛ وبينما ارتفع سعر أسهم شركته إلى أعلى معدلاته بنهاية ذلك اليوم، إلا أنه في تراجع مستمر منذ ذلك الحين.
وذكرت قناة CNBC في وقت لاحق أن ماسك كان يستطيع تسوية الأمر مع هيئة الأوراق المالية والبورصات خلال الشهر الماضي وصولاً إلى قيمة اسمية دون أي اعتراف بالذنب إذا ما تنحى عن منصبه لمدة عامين، وهو العرض الذي رفضه في ذلك الحين.
سر الرقم 420
وعن سر اختيار مالك تسلا لرقم 420 ، فقد تم استغلال تاريخ 20 أبريل/نيسان ورقم 420 وتوقيت 4:20 مساءً في الاحتفال بالماريغوانا، بعد أن نشر مقال في High Times في عام 1991 تناول قصة خمسة أصدقاء من المدرسة الثانوية، ومن بينهم أحد مساعدي فرقة Grateful Dead الموسيقية، الذي استخدم رقم 420 كاختصار حينما كان يدخن الماريغوانا عام 1971 بالمدرسة في كاليفورنيا.
وذكر المدعي في القضية التي تم رفعها أمام محكمة المقاطعة الأميركية في نيويورك "إنه وفقاً لما ذكره ماسك، فإنه حدد سعر 420 دولاراً للسهم استناداً إلى زيادة قدرها 20% على سعر إغلاق السهم في ذلك اليوم، لأنه ظن أن نسبة الـ20% ستكون "زيادة قياسية" في معاملات شراء الشركات".
"وقد أدى حساب تلك النسبة إلى وصول سعر السهم إلى 419 دولاراً، وذكر ماسك أنه قام بتقريب السعر إلى 420 دولاراً لأنه علم مؤخراً مغزى الرقم في ثقافة الماريغوانا واعتقد أن صديقته ستجد الأمر هزلياً، وهو ليس سبباً وجيهاً لزيادة السعر".
وقد تأكدت تلك المزاعم ضمن نص أرسلته جريمز، صديقة ماسك، إلى أزيليا بانكس، التي نشرت الرسائل المتبادلة في وقت لاحق على أنستغرام، بحسب الصحيفة البريطانية.
وكتبت جريمز، في رسالة إلى بانكس أن ماسك "يتعاطى الحشيش" بسببها وأنه "يستمتع للغاية بـ420".
وقامت بانكس بعد ذلك بتمعن الرسائل المتبادلة وأطلقت على جريمز أو ماسك أو كليهما لقب "كاذب مريض".
وتحدثت أيضاً عن اليوم الذي غرد خلاله ماسك تلك التغريدة، بعد أن كانت مع ماسك بينما كانت هي وجريمز يسجلان في الاستوديو.
وزعمت بانكس أن ماسك كان يبحث عن مستثمرين وكان متخوفاً بعد أن أرسل التغريدة.
وذكرت بانكس أيضاً أن عبارة "التمويل مضمون" كانت أكذوبة كبرى، بحسب الصحيفة البريطانية.
ويبدو أن هيئة الأوراق المالية والبورصات قد أشارت إلى إمكانية أن تكون تلك خدعة قام بها ماسك استناداً إلى حوار أجراه الليلة السابقة.
صفقة محتملة
ونصت الدعوى على أنه "في 6 أغسطس/آب، ناقش ماسك صفقة شراء محتملة مع أحد صناديق الأسهم الخاصة الشريكة ذات الخبرات السابقة بمثل هذه المعاملات".
"وخلال تلك المكالمة، ذكر ماسك أنه من أجل تفعيل الصفقة المحتملة، لابد أن يكون عدد المساهمين بشركة تسلا أقل من 300. وفي ذلك الوقت، كان هناك أكثر من 800 مساهم مؤسسي، بالإضافة إلى عدد أكبر من المساهمين من الأفراد.
"ووفقاً لصندوق الأسهم الخاصة الشريك، كان هيكل الصفقة التي يدرسها ماسك "غير مسبوق" ضمن خبراته".
ولم يكن ماسك هو الوحيد الذي تم استجوابه من قبل هيئة الأوراق المالية والبورصات، حيث كشفت جريمز أيضاً أنها تحدثت مع الهيئة.
وتمثلت إحدى الموضوعات الكبرى التي تم تناولها في يوم نشر التغريدة في حقيقة أن قواعد الجمعية الوطنية لمتداولي الأوراق المالية تنص على ضرورة أن تخطر الشركات المقيدة، مثل تسلا، الجمعية الوطنية قبل عشر دقائق على الأقل من إعلان بيانات جوهرية حول أمور مثل خصخصة وشراء الشركات، بحسب الصحيفة البريطانية.
وتمثل الهدف الذي تسعى هيئة الأوراق المالية والبورصات إلى تحقيقه في إنهاء مسيرة ماسك في العمل، حيث طالبت الهيئة بتخليه عن أي مكاسب غير شرعية تم الحصول عليها نتيجة تلك الانتهاكات وسداده غرامات مدنية وحظره من تولي منصب مسؤول أو مدير أي جهة إصدار تصدر أي فئة من فئات الأوراق المالية.
وانخفضت أسهم تسلا بنسبة 12-14% حينما فُتح السوق يوم الجمعة، بعد يوم واحد من الكشف عن قيام هيئة الأوراق المالية والبورصات بإقامة دعوى احتيال.
وانخفضت الأسهم بنسبة تبلغ نحو 14% أثناء اليوم، ما أدى إلى خسارة 7 مليارات دولار من ثروة المساهمين. وشهد ذلك اليوم أكبر تراجع على مدار يوم واحد في أسهم تسلا منذ نحو خمس سنوات.
وأدى التراجع الحاد إلى وصول قيمة أسهم تسلا إلى 264.77 دولار، بانخفاض قدره 30% عما كانت عليه في 7 أغسطس/آب.