بعد واقعة الطائرة.. روسيا تنشر صواريخ إس 300 في سوريا، وتكشف سبب تأجيل إرسالها لنظام الأسد قبل 5 سنوات في اللحظة الأخيرة

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/25 الساعة 18:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/25 الساعة 18:42 بتوقيت غرينتش
بوتين في أحد مصانع السلاح في روسيا

تسبب ضلوع إسرائيل في سقوط طائرة استطلاع روسية في سماء سوريا، في تضرُّر العلاقات بين موسكو وتل أبيب بشكل كبير، مما دفع روسيا إلى مدِّ سوريا بنظام إس 300 الدفاعي لأول مرة، من أجل عدم تكرار هذه الواقعة مرة أخرى.

وقال الكرملين إن العلاقات مع إسرائيل قد "تضرَّرَت" بسبب هذه الواقعة، وألقت موسكو باللوم على إسرائيل في الهجوم، وقالت إن الطائرات الإسرائيلية أثناء شنّها غارة جوية قد استخدمت عمداً طائرة الاستطلاع الروسية إليوشين-20 كغطاء. مما أدى بالدفاعات الجوية السورية إلى إطلاق النار على الطائرة الروسية، وقتل الـ15 شخصاً الذين كانوا على متنها، بحسب تقرير لصحيفة Financial Times البريطانية.

وكانت روسيا قد استعدَّت قبل 5 سنوات لنشر هذه المنظومة في سوريا، ولكن تل أبيب رفضت في ذلك الوقت، مما دفع موسكو لتأجيل الأمر برمته.

"تصرُّف متعمَّد من إسرائيل"

وقال ديمتري بيسكوف، المُتحدِّث باسم الرئيس فلاديمير بوتين، أمس الإثنين 24 سبتمبر/أيلول: "وفقاً للمعلومات التي أوردها خبراؤنا العسكريون، فإن هذه المأساة نجمت عن تصرفات متعمَّدة ارتكبها طيارون إسرائيليون، التي لن تؤدي إلى شيء سوى الإضرار بالعلاقات التي تجمعنا بكل تأكيد. أنتم تعرفون أن العلاقات التي تجمع بين إسرائيل وروسيا الاتحادية علاقات مميزة إلى حدٍّ كبير… كل شيء كان يسير في الاتجاه الصحيح إلى أن وقعت تلك المأساة".

كانت العلاقات القوية مع إسرائيل ركيزةً أساسية لسياسة روسيا في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، على الرغم من مبادرات موسكو للتقرب من الدول التي تعد خصوماً لإسرائيل، مثل إيران والمملكة العربية السعودية وتركيا.

لكن مُحلِّلين حذَّروا منذ فترة طويلة من خطر وقوع اشتباكات بين القوات المسلحة الأجنبية في الحرب السورية المستمرة منذ سبع سنوات، نظراً لوجود شبكة معقَّدة من التحالفات والأهداف العسكرية المتضاربة للدول المعنية.

إسرائيل مسؤوليتها عن الواقعة

وتنفي إسرائيل مسؤوليتها عن إسقاط إليوشين-20. وفي الأسبوع الماضي، أرسلت قائد سلاح الجو الخاص بها إلى موسكو لعقد اجتماعات عاجلة مع المسؤولين الروس لشرح تفاصيل الحادث. وقال مُتحدِّث باسم الجيش الاسرائيلي، إن الجيش لن يدلي بتعليق يوم الإثنين، لأنه عطلة دينية.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن بلاده ستقوم بنشر بطاريات صواريخها الدفاعية منظومة S-300 في سوريا، فيما وصفته بأنه إجراء انتقامي.

قال شويغو: "يرجى ملاحظة أننا أجلنا تسليم منظومة الدفاع الجوي الصاروخية S-300 إلى سوريا في عام 2013، بناء على طلب إسرائيل. كانت جاهزة للشحن، وتلقى الجنود السوريون التدريبات المناسبة لاستخدامها، لقد تغير الوضع الآن".

وتُخطِّط روسيا لنشر منظومات S-300 الصاروخية، التي ستحل محل منظومات S-200 الأقل فاعلية، في غضون الأسبوعين المقبلين. وقال شويغو: "نحن مقتنعون بأن تنفيذ هذه الإجراءات من شأنه أن يحد من الأفعال "المتهورة"، ويردع التصرفات غير المستساغة التي تُهدِّد جنودنا".

وقال خبراء روس، إن المنظومة الجديدة ستُشكِّل خطراً متزايداً لا يستهان به على الطائرات الإسرائيلية التي تسعى لمهاجمة أهداف سورية.

وقال فيودور لوكيانوف، رئيس تحرير مجلة Russia in Global Affairs، لوكالة الأنباء الروسية Interfax: "تفهم إسرائيل أنه لن تكون هناك أية حرية في التصرف بعد الآن، لأن القوات المسلحة السورية أضحت تمتلك تحت تصرفها أسلحة قوية ذات قوة ضاربة".

إن منظومة S-300 الصاروخية قادرة على اعتراض الهجمات الجوية التي تبعد أكثر من 250 كم، ويمكنها ضرب أهداف متعددة في آن واحد. كما أنها أكثر قدرة على التمييز بين طائرات العدو والطائرات الصديقة.

وقال آرون شتاين، وهو خبير بمركز الأبحاث Atlantic Council الأميركي، إن إعلان روسيا بدا موجهاً في المقام الأول إلى جمهور محلي. وفي الوقت الذي ستحدّ فيه منظومة الصواريخ الجديدة من الحرية التي تتمتع بها الطائرات الإسرائيلية حتى الآن، في سماء الجنوب الغربي السوري، فإنها لن "تغير الوضع الراهن تغييراً جذرياً"، على حد قوله.

وقال مسؤولون إسرائيليون خلال عطلة نهاية الأسبوع، إن اتفاقياتهم مع روسيا بشأن سوريا ما زالت قائمة رغم الخلاف. وقال مسؤول عسكري رفيع المستوى: "لا يوجد تغيير في آلية تجنب النزاعات، ولا تزال إجراءات العمل المعتادة سارية كما كانت من قبل".

قال شتاين مشيراً إلى الخط الساخن الذي يصل بين مقر سلاح الجو الإسرائيلي في تل أبيب وقاعدة روسية في سوريا: "الإسرائيليون يدخلون في الوقت الذي يرونه مناسباً، ويخبرون الروس، وعلى المدى القصير، في ضوء الضربات التي يخترق بها الإسرائيليون الأجواء السورية، فإن ذلك سيستمر".

مواصفات إس 300

وحسبما وَرَدَ في شبكة BBC البريطانية، فإن مواصفات منظومة S-300PMU الروسية تأتي كما يلي:

المواصفات: تحمل كل مركبة قاذفة 4 حاويات صاروخية (صاروخان لكل هدف). تضم الكتيبة الكاملة 6 مركبات قاذفة، تضم ما مجموعه 24 صاروخاً، بالإضافة إلى مركبات القيادة والتحكم وأجهزة كشف الرادار واسعة المدى.

ميزة خاصة: تطلق صاروخين عمودياً في غضون 3 ثوانٍ، مما يجعلها صالحة لاستخدامات متعددة ودقيقة.

القدرة: صواريخ طراز 48N6E الروسية هي الصواريخ الاعتيادية التي تُطلق من قاذفات S-300PMU. ويصل مداها من 5 إلى 150 كم على ارتفاع لا يتجاوز 27-30 كم.

مدة الاستجابة: يستغرق نشر المنظومة وإعدادها لإطلاق الصواريخ 5 دقائق.

علامات:
تحميل المزيد