ستسافر ولا تجد من يعتني بحيواناتك الأليفة؟ فندق القطط بدمشق لتقديم كل الرعاية اللازمة لها

الزوجان محمد بطحة ولين آغا أقاما فندقا خاصا للقطط في دمشق، يستقبل هذه الحيوانات المنزلية عند حاجة أصحابها أو اضطرارهم للسفر أو الغياب عن المنزل.

ويذكر الزوجان في صفحة الفندق على الفيسبوك، أنهما من محبي تربية القطط، ولَطالما ربوها على مدار سنوات طويلة ومنذ كانا صغيرين، وبالتالي جاءت فكرة المشروع من منطلق حبّهما لهذه الحيوانات، ومن تجربة سابقة مرّا بها، إذ اضطرا للسفر ولم يجدا مكاناً ليضعا فيه قططهما إلا بعد بحث طويل.

وحينها شعر الزوجان أن المشكلة قد تواجه كثيرين غيرهما، لأنه لا يوجد في دمشق مكان مخصص لرعاية القطط وتأمين الحماية لها في حال غياب أصحابها، ومن هنا جاءت الفكرة، وبدأ مشروع "باو" ليكون أول فندق لمجالسة القطط في سوريا.

طعام وشراب.. وكل الحنان

في هذا الفندق يحصل القط على كل ما يحتاجه من طعام، ولعب، وتنظيف يومي، وزيارات للطبيب إذا لزم الأمر، ولمزيد من الاطمئنان يمكن لصاحبه متابعة نشاطاته عبر صفحة الفندق على الفيسبوك، الممتلئة بصور وفيديوهات لها.

مشرفة المشروع لين آغا في حديث لـ "عربي بوست"، تشرح أن تصميم الفندق جاء على شكل بيت، بحيث يشبه الجو الذي تعيش فيه القطط عادة، كي لا يتغير شيء عليها، ولا تشعر أنها حبست في قفص، وهذا الوضع يناسب أصحابها أيضاً لأنهم يريدون أقامة مريحة لقططهم التي يتعلقون بها وكأنها أولادهم.

وتتابع آغا بأن الناس أحبوا الفكرة واستقبلوا حتى الآن عدة قطط، وبالنسبة لردة فعل القطط، أكدت أنها تختلف بحسب طبيعة القط نفسه، إذ لكل منها شخصية معينه، وإن كانت أغلبها تتوتر أو تخاف في البداية لعدة ساعات وأحياناً لعدة أيام، ثم تتقبل الوضع وتبدأ باللعب مع باقي القطط، لأن القط وبمجرد حصوله على الحنان والاهتمام -حتى لو من شخص غريب- يقدر هذا الأمر، ويتعامل بود مع من قدمه له، تضيف صاحبة المشروع بحماس، وتستشهد بأنهم تعاملوا مع قطط شرسة، لكن مع الوقت أصبحت وديعة أكثر من غيرها.   

ولا يضع الفندق شروطاً لاستقبال القطط، والشرط الوحيد عدم إصابتها بأمراض معدية، من أجل ضمان سلامة القائمين على المشروع وسلامة بقية القطط الموجودة.

محبو القطط يرحبون والآخرون يسخرون

فكرة الزوجين واجهت العديد من ردود الأفعال على شبكات التواصل الاجتماعي، ما بين مؤيد للفكرة وخاصة من محبي القطط ورافض لها، معتبرين أنه في ظروف الحرب الأولى التفكير بالبشر وتوفير الطعام والمسكن لهم قبل الحيوانات.

وشهدت سوريا خلال فترة الحرب عدة مبادرات، تركَّزت على القطط والحيوانات الشاردة، وحملت في غالبها طابعاً تطوعياً، تركزت على معالجة القطط المصابة، وتقديم الرعاية لبعضها، بالإضافة لقيام جمعية في حلب بوضع علب في الشوارع ممتلئة بطعام القطط وأخرى بالماء، من أجل تأمين الغذاء النظيف لها، بدلاً من اضطرارها للبحث في حاويات القمامة، أو الموت جوعاً.