بسبب جشع تجار الجملة.. المصريون غاضبون من ارتفاع أسعار الفاكهة ويقررون مقاطعتها

يعاني بائع الفاكهة من حالة من الركود في البيع والشراء منذ عدة أيام بسبب ارتفاع أسعار الفاكهة التي تشكل مصدر رزقه، بسسب ما وصفه بـ"جشع" تجار الجملة

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/04 الساعة 17:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/04 الساعة 17:01 بتوقيت غرينتش

بجوار عربة صغير عليها بضع كيلوات من الموز والتين وبعض أنواع الفاكهة الأخرى في منطقة بولاق الدكرور الشعبية غرب القاهرة حسن مصطفى وحده، يمر الناس من أمام عربته، يتطلعون إلى الفاكهة المصفوفة بعناية ثم ينصرفون من دون حتى السؤال عن الثمن.

ويعاني بائع الفاكهة من حالة من الركود في البيع والشراء منذ عدة أيام بسبب ارتفاع أسعار الفاكهة التي تشكل مصدر رزقه، بسسب ما وصفه بـ"جشع" تجار الجملة، ورغم أنه لم يسمع بالحملة الإلكترونية لمقاطعة الخضراوات والفاكهة التي تحمل اسم "خليها تحمض"، إلا أنه يتفهم أسبابها.

ودشن مستخدمون على هذه المواقع حملات مقاطعة، تحت هاشتاغ "خليها تحمض" و"خليها تعفن"، معبرين فيها عن استيائهم الشديد من ارتفاع الأسعار.

"كوني إيجابية وحاربي معانا جشع التجار.. وحرارة الصيف ح تساعدنا"، هكذا دونت مها عز الدين وهي إحدى مستخدمات موقع تويتر تحت هاشتاغ "خليها تحمض".

وتحددت فترة المقاطعة لمدة أسبوع بداية من يوم السبت الأول من سبتمبر وحتى السابع من الشهر الجاري، لإجبار التجار على تخفيض الأسعار.

تحددت فترة المقاطعة لمدة أسبوع بداية من يوم السبت الأول من سبتمبر
تحددت فترة المقاطعة لمدة أسبوع بداية من يوم السبت الأول من سبتمبر

تضاعفت الأسعار في أسبوع

وارتفعت أسعار الفاكهة خلال الفترة الأخيرة بين 30 إلى 40%. أسعار الكمثرى مثلا، قفزت من 12 جنيهاً إلى 25 جنيها والمانجو كان يتراوح أسعارها بين 15 و25 جنيه قبل أن تصل إلى 50 جنيه للكيلو، كما ارتفع سعر كيلو الجوافة والعنب من 15 إلى 20 جنيهاً.

ويرجع مصطفى البالغ 33 عاماً سبب الركود إلى ارتفاع الأسعار بالإضافة إلى خروج المواطنين من أسبوع العيد وما تضمنه من صرف أموال كثيرة بالإضافة إلى دخول المدارس والجامعات خلال أيام قليلة".
لم يسمع مصطفى بحملة المقاطعة الإلكترونية ولكنه يتفق مع أسبابها ويقول إن "المواطنين لم يعد باستطاعتهم تحمل ارتفاع الأسعار.

ارتفعت أسعار الفاكهة خلال الفترة الأخيرة بين 30 إلى 40%
ارتفعت أسعار الفاكهة خلال الفترة الأخيرة بين 30 إلى 40%

وقال مصطفى "لم أسمع بالحملة لكن هناك عزوفاً موجوداً بالفعل عن شراء الفاكهة. الأوضاع الاقتصادية صعبة والفاكهة ليست من الأساسيات".

وتعاني مصر من أزمة اقتصادية منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في العام 2011، ضاعفها تراجع عائدات السياحة وتراجع قيمة عملتها بنحو 50 بالمئة في نوفمبر 2016 إثر اتخاذ السلطات قراراً بتعويم الجنيه.

ورفعت مصر أسعار المحروقات كافة، بنسبة تصل إلى 50%، في 16 يونيو/حزيران الفائت لثالث مرة في أربع سنوات، كما رفعت من أسعار تعريفة التيار الكهربائي بنسبة 26.6% في المتوسط، ما زاد من الأعباء الواقعة على كاهل الأسر المصرية.

زبائن دائمون

علم بائع الفاكهة أبو أشرف من أحد زبائنه بالحملة الإلكترونية، غير أنه يتوقع عدم نجاحها رغم قلة الإقبال عليه في اليومين الماضيين.
يقول أبو أشرف، وهو بائع فاكهة ستيني يجلس أمام بضاعته المفروشة أمام سور نادي الصيد في حي المهندسين الراقي في غرب العاصمة المصرية، إنه لم يتأثر كثيراً بتلك الحملة المعروفة بـ"خليها تحمض" أو "خليها تعفن" لأن لديه زبائن دائمون.
ويضيف "أنا في منطقة راقية ذات مستوى معيشة مرتفعة، فالزبون لا يهتم بسعر الفاكهة سواء كان غالياً أم رخيصاً، فالمهم عنده هو جودة الفاكهة والخضراوات فقط لا غير".

يرجع تجار آخرون الزيادة في الأسعار إلى سوء الأحوال الجوية
يرجع تجار آخرون الزيادة في الأسعار إلى سوء الأحوال الجوية

يذهب بائع الفاكهة في ساعة مبكرة من صباح كل يوم إلى سوق العبور (30 كيلو شرق القاهرة) لشراء الفاكهة والخضراوات الطازجة، ويسمع من تجار الفاكهة أن سبب ارتفاع الأسعار هو أن كثيراً من أصناف الفاكهة في مرحلة نهاية الموسم "العروة" كالمانجو والموز والتفاح.
ويرجع تجار آخرون الزيادة في الأسعار إلى سوء الأحوال الجوية مؤخراً وارتفاع درجات الحرارة، فضلاً عن ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات، وأيضاً زيادة أسعار النقل.
ويتوقع أبو أشرف انخفاضاً في الأسعار قريباً فهذا يحدث كل فترة، ترتفع الأسعار بسبب جشع التجار وقلة المعروض، ولكن سرعان ما تعاود الانخفاض تدريجياً.

وقت حديثنا مع أبي أشرف، طلب أحد الزبائن وهو شاب يرتدي ملابس رياضية غالية الثمن ومن ماركة معروفة، شراء موزتين بالعدد ودفع فيهما عشرة جنيهات، فسألت بائع الفاكهة: "هل تبيع بالقطعة؟"، أجاب: "طبعاً، بيشتروها وهم في طريقهم إلى الجيم داخل النادي".

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر حملات لمقاطعة الخضراوات والفاكهة بعدما قالوا إنها ارتفعت أسعارها خلال الفترة الأخيرة بشكل كبير.

قرصة ودن

أما سائق التاكسي، عادل زكي، فلم يسمع على الإطلاق بالحملة الإلكترونية لمقاطعة الفاكهة، متوقعاً فشلها لعدم وصولها إلى الشارع وأيضاً لعدم التنظيم.

يقول زكي (38 عاماً) ويعمل سائقاً على سيارة تاكسي لا يمتلكها إنه لا يستطيع الاستغناء عن الفاكهة في منزله لأن لديه 3 أبناء يحبون تناول الفاكهة بكثرة.
يشتري سائق التاكسي فاكهة أسبوعياً بحوالي 100 جنيه وتتضمن ما بين 4 إلى 5 كيلوات في حدود 3 أصناف مختلفة، ولكن في بعض الأوقات يلجأ إلى تقليل الكميات حال ارتفاع الأسعار.

وأعلنت جمعية مواطنون ضد الغلاء، تضامنها مع حملة المقاطعة منذ إعلانها، بحسب ما قاله محمود العسقلاني، رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء، في تصريحه لموقع مصراوي الإخباري.

وأضاف أن الحملة تعتبر "قرصة ودن" للتجار الذين يغالون في رفع الأسعار أكثر من اللازم.

أعلنت جمعية مواطنون ضد الغلاء، تضامنها مع حملة المقاطعة منذ إعلانها
أعلنت جمعية مواطنون ضد الغلاء، تضامنها مع حملة المقاطعة منذ إعلانها

وتوقع العسقلاني أن تسبب هذه الحملة حالة من الكساد لدى التجار، أكثر من الحالة التي يعانون منها، مما قد يؤدي بضرر كبير على القطاع خصوصاً لو استمرت لأكثر من أسبوع.

وبحسب العسقلاني فإن أغلب حملات المقاطعة التي تنجح هي حملات مقاطعة المواد القابلة للتلف مثل الفاكهة والخضراوات.

ويرى العسقلاني أنه لابد من مراقبة الأسواق وأن تحدد الحكومة هامش ربح للتجار، بدلاً من ترك زمام الأمور في يد التجار.

علامات:
تحميل المزيد