تسعى الحكومة السعودية بشكل دائم إلى تحسين الخدمات المقدمة إلى حجاج بيت الله الحرام، ومن ذلك تطبيق مبادرة "طريق مكة" هذا العام على جميع الحجاج القادمين من دولتي ماليزيا وإندونيسيا، وقد وصلت آخر الرحلات التي نقلتهم يوم الخميس الماضي 16 أغسطس/آب الجاري، ليبلغ بذلك إجمالي عددهم 103075 حاجاً جاؤوا إلى المملكة من خلال 240 رحلة جوية، 137 رحلة منها وصلت عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، و103 رحلات عبر مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة.
تعد هذه المبادرة واحدة من المبادرات التي يضمها برنامج التحول الوطني "السعودية 2020" تحقيقاً لرؤية "السعودية 2030"؛ وذلك بهدف الارتقاء بخدمات الحجاج وتسهيل إجراءات سفرهم وأدائهم لفريضة الحج.
البداية التجريبية اقتصرت العام الماضي على ماليزيا
كانت بداية تطبيق مبادرة "طريق مكة" خلال موسم الحج العام الماضي 1438 هـ/2017 م على نسبة محددة من حجاج دولة ماليزيا، وقد اتسع العدد العام الحالي ليشمل جميع الحجاج الآتين من ماليزيا، وشملت المبادرة عند تطبيقها لأول مرة إنهاء إجراءات دخول الحجاج الماليزيين من مطار كوالالمبور، بما في ذلك إجراءات الجوازات والجمارك ثم التحقق من توافر الاشتراطات الصحية، إلى جانب الإجراءات الخاصة بالأمتعة، وهو ما مكن الحجاج المستفيدين من المبادرة من تجاوز الإجراءات السابقة عند وصولهم لمطارات المملكة.
وعملت السفارة السعودية في ماليزيا بالتعاون مع السلطات الماليزية على تقديم كافة التسهيلات لوفد المملكة المُكلف بتنفيذ مبادرة "طريق مكة"، برئاسة اللواء سليمان اليحيى مدير عام مديرية الجوازات في المملكة العربية السعودية، وعضوية عدد من الأجهزة السعودية المختصة.
من جانبه أكد السفير السعودي لدى ماليزيا محمود بن حسين قطان أن التجربة الأولى لمبادرة "طريق مكة" كانت نتائجها إيجابية واختصرت الكثير من الوقت الذي كان يحتاجه الحاج الماليزي لإنهاء إجراءات دخوله، وعلى الجانب الآخر أعرب المسؤولون والحجاج الماليزيون عن شكرهم للحكومة السعودية على ما بذلته من جهود لتسهيل وصولهم للأراضي المقدسة.
الحاج يخرج من المطار مباشرة ولا ينتظر أمتعته
تشمل مبادرة "طريق مكة" العديد من الخطوات تبدأ من مطار دولة الحاج فهناك تُنهى إجراءات الدخول إلى المملكة، بإصدار التأشيرات وإنهاء إجراءات الجوازات والجمارك، والتحقق من توافر الاشتراطات الصحية، وترميز وفرز الأمتعة من أجل تسهيل ترتيبات النقل والسكن بالمملكة، مما يُلقي عن الحاج عبء المرور بهذه الإجراءات عند وصوله للأراضي السعودية، فينتقل مباشرة إلى أماكن انتظار الحافلات المخصصة لنقله إلى مكان إقامته بمكة المكرمة أو المدينة المنورة، وتتولى الجهات الخدمية استلام أمتعته ونقلها إلى مقر سكنه.
والسبب وراء اختيار دولتي ماليزيا وإندونيسيا هو عدد الحجاج الكبير الوافد من هاتين الدولتين، والذي وصل إلى 1.75 مليون حاج العام الماضي، لكن المدير العام لمديرية الجوازات السعودية أكد أن المملكة على استعداد لتوفير هذه المبادرة لكل الدول الراغبة بالاستفادة منها.
جهات حكومية مختلفة تتكاتف لإنجاح "طريق مكة"
تقف وراء نجاح مبادرة "طريق مكة" العديد من الجهات الحكومية السعودية في مقدمتها إدارة شؤون الحج بوزارة الحج والعمرة، التي تتمثل مهمتها في فرز وتصنيف أمتعة الحجاج في بلدهم مسبقاً، ثم استقبالهم عند وصولهم إلى السعودية ونقلهم بالحافلات مباشرة إلى سكنهم، ونقل الأمتعة الخاصة بهم بشكل مستقل عنهم بهدف تخفيف عناء رحلتهم.
بينما بدأ دور الإدارة العامة لشؤون الحج والعمرة بوزارة الداخلية من مراجعة الإجراءات التي طُبقت السنة الماضية، وبحث نتائج التجربة الماليزية وتلافي السلبيات التي حدثت بها وتعزيز الإيجابيات، والوصول لمنظومة متكاملة تختصر الإجراءات وتعكس قدرات المملكة الفائقة في خدمة حجاج بيت الله الحرام.
من الجهات المشاركة في المبادرة أيضاً الهيئة العامة للطيران المدني التي عملت على إنشاء صالة خاصة بالمبادرة في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة، إلى جانب تجهيز صالة خاصة بمجمع صالات الحج والعمرة بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، كما عملت الهيئة على أن تسير جداول رحلات المبادرة من البلدين إلى مكة والمدينة بانسيابية متفادية التزامن قدر الإمكان.
ومما سهل رحلة الحجاج الماليزيين والإندونيسيين هذا العام ما قامت به الإدارة العامة للخدمات الصحية للحج والعمرة، من منح الشهادات الصحية إلكترونياً وإلغاء دور الفرق الصحية التي كانت تفحص شهادات الحجاج الصحية ورقياً، وبالتالي يدخل الحاج عند وصله للمملكة بكل سهولة كالآتي في رحلة داخلية.