هناك الكثير من أسباب الخلاف بين أميركا وتركيا، لكن لماذا يصرُّ ترمب ونائبه على إطلاق سراح القس برانسون فقط؟ 

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/18 الساعة 05:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/18 الساعة 05:33 بتوقيت غرينتش

لا يخفى على أحد التوتر القائم بين الولايات المتحدة الأميركية وتركيا، على خلفية عدة خلافات سياسية، أبرزها القس الأميركي المعتقل لدى أنقرة، والوضع في سوريا، وكذلك التقارب نحو موسكو.

لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يعطي قضية القس أندرو برانسون أهمية قصوى، في خلافه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رغم اتهام أنقرة لبرانسون بالتجسس والإرهاب، فيما يعتبره ترمب قديساً و"أسيراً وطنياً" لدى تركيا.

ثمة سؤال ذو أهمية كبيرة، وهو: لماذا بالغ ترمب في اهتمامه بقضية القس برانسون، وما زال مستمراً في التصعيد ضد تركيا.

أصوات الناخبين هي السبب!

صحيفة Financial Times البريطانية كشفت السبب، وقالت إنَّ ترمب يستغل قضية القس برانسون لهدف سياسي خاص به، وهو جمع أصوات الإنجيليين قبيل انتخابات الكونغرس المقبلة.

وذكرت الصحيفة البريطانية، الجمعة، أنَّ الإنجيليين أشادوا بترمب، بسبب الضغوط التي مارسها على تركيا من أجل إطلاق سراح برانسون.

وتطرَّقت إلى أنَّ اليوم الذي هدَّد فيه ترمب تركيا بفرض ضرائب ما لم تُطلق سراح برانسون، كان نائبه مايك بنس يدعو الأميركيين في أحد المنتديات بأن يصلوا من أجل القس.

ووفق ما نشرته الصحيفة فإن الإنجيليين الأميركيين فسَّروا جهود ترمب لإطلاق سراح برانسون، على أنه "دعم لحرية الأديان"، إلا أن الرئيس الأميركي يسعى وراء مصلحته من أجل جمع أصوات الإنجيليين في انتخابات الكونغرس القادمة، في نوفمبر/تشرين الثاني.

ونقلت الصحيفة عن أماندا سلوت من معهد بروكينغز (مؤسسة فكرية مقرها واشنطن) قولها، إن قضية القس برانسون تعد حساسة بالنسبة للإنجيليين، وفسّرت ذلك بأن "القس هو شخص مسيحي موقوف في بلد غالبيته من المسلمين، وهذه الرؤية للقضية يدعمها مايك بنس منذ البداية".

قس معتقل في بلد مسلم!

وقالت سلوت: "تعد قضية برانسون دعوة من أجل حشد الإنجيليين من قاعدة الناخبين الجمهوريين، جراء احتجاز قس أميركي في دولة ذات أغلبية مسلمة، ويبدو أن هذا هو الأمر الذي روَّج له بنس منذ البداية".

وذكر كبير مستشاري السياسة الداخلية بإدارة الرئيس الأميركي الأسبق، رونالد ريغان، أن الجالية الإنجيلية رحَّبت بتعيين إنجيليين مثل مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو، بالإضافة إلى سام براونباك، السفير الأميركي للحريات الدينية الدولية.

وقرَّر القضاء التركي حبس برانسون، في 9 ديسمبر/كانون الأول 2016، على خلفية عدة تهم تضمَّنت ارتكابه جرائم باسم منظمتي "غولن" و"بي كا كا" الإرهابيتين، تحت ستار وضعه كرجل دين، وتعاونه معهما رغم علمه المسبق بأهدافهما، قبل أن يصدر قرار قضائي بفرض الإقامة الجبرية عليه لدواعٍ "صحية".


اقرأ أيضاً

تركيا ليست المتضرر الوحيد.. شركة أميركية تفلس بسبب جمارك ترمب.. وحربه على الليرة تهدد باضطرابات في هذه الدول

تصعيد ترمب مع تركيا ليس حباً بالقس.. لدى الرئيس الأميركي هدف آخر يريد تحقيقه بعد 3 أشهر

علامات:
تحميل المزيد