شوهوا تمثال الخديوي إسماعيل حتى أصبح كشخصية كرتونية.. مجلة بريطانية: الحكومة المصرية تعتبر الفن تهديداً

الحكومة المدعومة من الجيش التي استولت على السلطة في عام 2013 تنظر إلى الفن باعتباره تهديداً، شأنه شأن كل صور حرية التعبير.

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/17 الساعة 11:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/17 الساعة 13:02 بتوقيت غرينتش

يشغل الخديوي إسماعيل مكانة كبيرة في التاريخ المصري. فخلال مدة حكمه التي استمرت 16 عاماً، جدَّد الباشا العثماني الذي حكم في القرن التاسع عشر البلاد، فأدخل خطوط السكك الحديدية وقنوات الري التي لا تزال مستخدمة حتى اليوم. وينتصب تمثالٌ له بأحد ميادين الإسماعيلية، المدينة التي تحمل اسمه.

وعندما أَمَرَ المحافظ الحالي العمال بتجديد المدينة، أعادوا طلاء التمثال بطبيعة الحال، لكنَّهم طلوه بطبقات مُبهرجة من الأسود والفضّي، حتى أنَّ عينيه أصبحتا بوهجٍ معدني غريب. بات الباشا العظيم الآن يبدو وكأنَّه شخصية من فيلم رسوم متحركة منخفض التكلفة.

في تقرير لها استعرضت مجلة The Economist البريطانية كيف يفخر المصريون بثقافتهم الغنية. وكيف تجذب التماثيل والنقوش الحجرية المنحوتة في العصور القديمة ملايين السياح.

وتقول المجلة إن مصر أنتجت في القرن العشرين أيقونات ثقافية مثل نجيب محفوظ، المؤلف الحائز على جائزة نوبل، وأم كلثوم المغنية الشهيرة. وبعد ثورة عام 2011، أخرجت مجموعة جديدة من الفنانين أعمالها إلى الجماهير. إذ قدّمت عدة فرق مسرحية أعمالها في الساحات العامة، وانتشرت الجداريات الملونة عبر شوارع القاهرة.وترى المجلة البريطانية أنه رغم هذه الإسهامات المصرية في الثقافة إلا أن الحكومة المدعومة من الجيش التي استولت على السلطة في عام 2013 تنظر إلى الفن باعتباره تهديداً، شأنه شأن كل صور حرية التعبير.

ووفقاً لمنظمة هيومن رايتس ووتش، وهي إحدى جماعات الضغط المعنية بحقوق الإنسان، اعتقلت السلطات منذ شهر فبراير/شباط الماضي ما لا يقل عن 12 فناناً. إذ حُكم على شاعر بالسجن ثلاث سنوات بسبب كتاب لم يُنشَر حتى، وصدرت بحق مخرج وكاتب مسرحي أحكام مع إيقاف التنفيذ بسبب تقديمه عرضاً "غير مُصرَّح به". وعلى الرغم من علمانيتها الظاهرية، تفرض الحكومة أيضاً قوانين أخلاقية خانقة. واعتُقِلَت راقصة شرقية في فبراير/شباط الماضي  بسبب كشفها الكثير من مفاتنها.

وتقول المجلة إن الحكومة تترك للبيروقراطيين العبث بالثقافة، ما يؤدي إلى تشويه تماثيل فنية، ففي عام 2015 أراد مسؤولو مدينة سمالوط، التي تقع على بعد 200 كيلومتر جنوب القاهرة، نصب تمثال عند بوابات المدينة. فأمروا بعمل نسخة مطابقة من أحد أشهر الأعمال في مصر، تمثال نفرتيتي النصفي المذهل الذي نُحِت عام 1345 قبل الميلاد، والذي يُجسِّد ملامحها الرفيعة المُكلّلة بتاج أزرق. خرجت النسخة المقلدة للتمثال غريبة على نحوٍ مضحك، وجاءت بشرة الملكة صفراء سقيمة، وعيناها مغلقتين، ووجهها رديئاً مشوهاً.

لكن لا تُعد السخرية أمراً مخالفاً للقانون في مصر (بعد). فشبّه المصريون تمثال نفرتيتي بوحش فرانكنشتاين. وعندما طُليَ تمثال أم كلثوم  في عام 2016، قال الكثيرون إنَّها تشبه الأميرة فيونا، وهي شخصية غول كارتونية من فيلم "Shrek". أُزيل تمثال نفرتيتي من موضعه، وأُعيد تمثال أم كلثوم لصورته الأصلية، لكن المزيد من الفن القبيح، بتكليف من الحكومة، لا يزال موجوداً.

 

 

 

علامات:
تحميل المزيد