سيختتم الموسم 105 من سباق الدراجات في فرنسا 2018، يوم الأحد القادم. وستلتزم هذه الدورة بنفس التقاليد المتمثلة في تخصيص عرض في وسط العاصمة باريس. في الأثناء، لم تتمكن رياضة الدراجات الهوائية من الخروج عن دائرة ضوء ممالك الخليج العربي، المهتمة بالتربع على عرش الرياضات التي تجذب وسائل الإعلام والأنظار إليها.
وقالت صحيفة El mundo الإسبانية، إنه في الوقت الذي أنشأت فيه العائلة المالكة البحرينية فريق البحرين ميريدا للدراجات الهوائية، الذي يعد من أحد اهتمامات نجل الملك الحالي، لا يمكن أن تكون الإمارات العربية المتحدة أقل وزناً في هذه الرياضة وهذا المجال. تبعاً لذلك، شاركت إمارة أبوظبي في هذا الموعد الفرنسي لسباق الدراجات، بفريق يحمل اسم الاتحاد الذي يرأسه خليفة بن زايد آل نهيان.
لكن، خلافاً لجارتها البحرين، سعت العائلة المالكة الإماراتية إلى جذب الأضواء إليها. ويكمن ثقل هذا الفريق في أهمية مالكه المفترض، ألا وهو مطر سهيل اليبهوني. ويعد مطر قطباً إماراتياً نجح في السابق في إنقاذ فريق لامبري ميريدا الإيطالي، وهو فريق إيطالي تاريخي تم تأسيسه في بداية التسعينات، بحسب الصحيفة الإسبانية.
لكن، لم تكن الإمارات العربية المتحدة الخيار الأول لإنقاذ الفريق الإيطالي للدراجات الهوائية. وفي عام 2016، نجح ماورو جيانيتي، الدراج المحترف السابق، ومنسق إعادة تشكيل النادي الإماراتي، في إغراء مجموعة شركات صينية -من بينها شركة Alibaba- لقبول التحدي المتمثل في ضمان بقاء الفريق الإيطالي التاريخي المختص في الدراجات الهوائية على قيد الحياة. لكن، أدى المرض المفاجئ والحاد لصاحب الشركة التي قادت المشروع إلى إحباط هذه المغامرة.
وخلال هذه المرحلة، ظهر مطر سهيل، الذي جلب معه العصا السحرية التي تحركها البترودولارات. وبعد إبرام اتفاق، أصبح فريق لامبري، أيقونة رياضة الدراجات الهوائية في إيطاليا، يحمل اسم فريق (الإمارات أبوظبي) للمحترفين للدراجات الهوائية. كما ورث الفريق الإماراتي مكانة فريق لامبري في مسابقة طواف العالم للدراجات. وتشير المعلومات القليلة المتوفرة إلى أن مطر يملك شركة Kopaonik، التي تعد واحدة من أكبر شركات البناء والعقارات الإماراتية.
ثروة هائلة في صربيا
وتحديداً، يحمل اسم شركة مطر اسم الجبل الأعلى في صربيا (كوباونيك)، حيث توجد العديد من مرافق التزلج. علاوة على ذلك، تمكن مطر من تكوين ثروة هائلة في هذا البلد. وخلال سنة 2016، أثار مشروع ضخم لإنشاء منازل وفنادق ومكاتب ومحلات تجارية في وسط مدينة بلغراد بقيادة القطب الإماراتي، موجة من الاحتجاجات. وخلال ذلك الوقت عارض الشارع الصربي العلاقة الغامضة بين النخب الصربية والإمارات العربية المتحدة. وقد تأكدت هذه النقاط المعتمة في العلاقات الصربية الإماراتية خلال فضائح وثائق بنما.
وبحسب الصحيفة الإسبانية، ففي الوثائق التي كشف عنها مكتب المحاماة البنمي موساك فونسيكا، ظهر مطر بصفة المالك، بالشراكة مع أخيه فارس، لشركة أُسست في أغسطس/آب سنة 2007، والمتمركزة في ملاذ ضريبي في جزر فيرجن البريطانية. وعلى الرغم من الكشف عن هذه الوثائق والأحداث التي جدَّت في العاصمة الصربية، إلا أن المشروع العقاري بقي قيد التنفيذ، وتم مواصلة العمل عليه. وتجدر الإشارة إلى أنه تمت إدارة مشروع شركة مطر بالاشتراك مع القطاع العام الصربي، مما أتاح لها فرصة الاستفادة من الإصلاحات القانونية التي تمنح الدولة حق مصادرة الأملاك الخاصة لصالح المشاريع العامة.
وفي وقت سابق، كان الإماراتي مطر على علاقة بالصربي ألكسندر فوتشيتش، الذي أصبح حالياً رئيساً للدولة. وعندما كان المسؤول الصربي في منصب الوزير الأول منح القطب الإماراتي الجنسية الصربية. وفي ذلك الوقت، تم الإعلان عن هذه الهبة في الجريدة الرسمية الصربية، الخبر الذي زوَّد بالعديد من المعلومات الإضافية حول رئيس فريق الإمارات للدراجات الهوائية الغامض. وورد في هذه المعلومات أن مطر ولد في 18 من يوليو/تموز سنة 1965 في مدينة العين، التي تعد مدينة تشتهر بواحاتها وبساتين النخيل وينابيعها المائية. وتقع المدينة في إمارة أبوظبي وعلى الحدود مع سلطنة عمان.
خلال ذلك الوقت اعترفت مصادر حكومية للصحافة المحلية الصربية، أن منح مطر الجنسية الصربية كان بمثابة "طريقة لشكره على مجهوداته التي طورت العلاقات التجارية بين البلدين". أما الجهات المعارضة لهذا القرار، فقد أكدت أن منح مطر الجنسية الصربية كان إجراء يهدف إلى السماح له بالحصول على أرض محمية وأخرى منخفضة الثمن في هذه البلاد، بحسب الصحيفة الإسبانية.
الذراع اليمنى لولي عهد أبوظبي
وبحسب الصحيفة الإسبانية، ففي واقع الأمر، يعد مطر اليد اليمنى لولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد الذي يتميَّز بطموحه العالي، ووفقاً لوسائل الإعلام الصربية، يعد مطر شخصاً يحظى بثقة ولي العهد المطلقة، والمسؤول عن إدارة أعماله في صربيا، التي يعد لها ماض أليم وتطمح إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ومن بين المشاريع التي تملكها العائلة المالكة الإماراتية على الأراضي الصربية، يمكن الحديث عن العديد من الفنادق الإماراتية الفاخرة في صربيا.
تأكيداً على مكانته المرموقة بين النخب الإماراتية وأعلى مسؤولي البلاد، يملك مطر مقعداً في مجلس أبوظبي الرياضي جنباً إلى جنب مع الجنرالات، والشخصيات السامية في الدولة، وأيضاً الأمير نهيان بن زايد آل نهيان. ونظراً لأن مطر نادراً ما يقدم تصريحات لوسائل الإعلام، احتفل المسؤول الإماراتي، بهدوء بولادة النادي الذي يتولى رئاسته. وعلق مطر بإيجاز على إنشاء نادي الدراجات الهوائية قائلاً: "إن إنشاء هذا الفريق خطوة من شأنها أن تعزز رياضة ركوب الدراجات، وتروّج لها في أبوظبي وفي كامل الإمارات العربية المتحدة".