شنت إسرائيل ليل السبت إلى الأحد 15 يوليو/تموز 2018 غارة ضد أهداف تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة رداً على إطلاق قذائف باتجاه إسرائيل.
وكانت حماس أعلنت مساء السبت التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وإسرائيل إثر تصعيد واسع شنت خلاله إسرائيل غارات هي الأعنف على القطاع منذ صيف 2014 وأسفرت عن قتيلين فلسطينيين و15 جريحاً على الأقل.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان إن المنظومة المضادة للصواريخ اعترضت إحدى قذيفتين أطلقتا ليل السبت إلى الأحد من القطاع، وإن الجيش رد على ذلك بضرب عدة أهداف لحماس في مدينة غزة ولا سيما مبنى قال إنه يستخدم "مركز تدريب".
وقال إن المبنى المؤلف من خمس طبقات كان يستخدم مكتبة وطنية.
وشهد يوم السبت تصعيداً في إطلاق القذائف من قطاع غزة والغارات الإسرائيلية.
ضحايا ومصابون
وسقط فلسطينيان في الخامسة عشرة والسادسة عشرة من عمرهما وأصيب 15 شخصاً بجروح في الغارات الإسرائيلية التي استهدفت بعد ظهر السبت قطاع غزة على غرار تلك التي سبقتها فجراً مواقع لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، وذلك غداة احتجاجات الجمعة على الحدود بين القطاع وإسرائيل والتي خلفت قتيلين وأكثر من 200 جريح في صفوف الفلسطينيين.
وأصيب ثلاثة مدنيين إسرائيليين بجروح عندما سقطت قذيفة على منزلهم في جنوب إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن "حماس تواصل استخدام المنشآت المدنية لأغراض عسكرية مهددة حياة المدنيين".
وقال الناطق باسم حماس فوزي برهوم في بيان السبت، "بعد جهود من أطراف عدة بذلت منذ بداية التصعيد والقصف الإسرائيلي على غزة لوقف العدوان، توّج بالنجاح الجهد المصري في العودة إلى التهدئة ووقف هذا التصعيد". ولكن متحدثاً عسكرياً إسرائيلياً رفض التعليق على هذا التصريح.
في سياق متصل، يجري الجيش الإسرائيلي مناورة عسكرية تحاكي إعادة احتلال غزة، تستمر نحو أسبوع.
مناورات لاحتلال غزة
وقال موقع "وللا" العبري، إن "المناورة العسكرية التي ستبدأ صباح الأحد ستستمر لمدة أسبوع، وسيبدأ القسم 162 تمريناً يحاكي الاستيلاء على مدينة غزة التي يبلغ عدد سكانها حوالي نصف مليون نسمة، وسيجري التمرين في النقب وبئر السبع".
ولفت الموقع إلى أن الجيش "يولي أهمية كبيرة لهذه المناورة التي تعتبر الأكبر من نوعها منذ سنوات"، موضحاً أنه سيتم خلال المناورة التدريب على "ممارسة صيد السرب والتهديدات تحت الأرض وإجلاء الضحايا".
وكجزء من المناورة، "ستقوم مختلف قوات الجيش الإسرائيلي؛ بما في ذلك المشاة والدروع والهندسة والمدفعية؛ بالمناورة في مناطق البدو بالنقب ومدينة بئر السبع، وكذلك أجزاء منها".
ومن المتوقع، أن "تشمل هذه التدريبات؛ اصطياد الخلايا الإرهابية (المقاومة) في المناطق المفتوحة والمغلقة، والتعامل مع تهديدات الأنفاق والعبوات المتفجرة وعمليات التزويد وطرق إجلاء الضحايا ومعالجة السكان".
وزعم الموقع، أن المناورة جرى التخطيط لها قبل عام كامل، وهي مدرجة ضمن الخطة التدريبية للجيش الإسرائيلي.
تهدئة
وأعلنت حركتا حماس والجهاد الإسلامي مساء أمس، التوصل إلى وقف التصعيد مع الاحتلال الإسرائيلي، بعد تدخل العديد من الأطراف والذي توج بنجاح الجهود المصرية، في "العودة إلى التهدئة ووقف التصعيد".
ومنذ 30 آذار/مارس، ينظم الفلسطينيون في قطاع غزة "مسيرات العودة" لتأكيد حق اللاجئين بالعودة إلى أراضيهم ومنازلهم التي غادروها أو هجروا منها في عام 1948 لدى إقامة دولة إسرائيل، ولكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ أكثر من عقد.
وارتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي منذ بدء التظاهرات، إلى 141 على الأقل. ولم يُقتل أي إسرائيلي.
وخاضت إسرائيل وحماس ثلاث حروب منذ 2008. ومنذ 2014، يطبق وقف هش لإطلاق النار على جانبي السياج الفاصل بين الدولة العبرية والقطاع.
شهد القطاع مواجهة في نهاية مايو/أيار. وأعلن الجيش الإسرائيلي حينها أنه ضرب 62 موقعاً عسكرياً لحماس رداً على إطلاق نحو مئة قذيفة باتجاه إسرائيل.