قبل مواجهة السويد المصيرية.. المنتخب الألماني في ورطة لهذا السبب!

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/23 الساعة 17:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/24 الساعة 07:32 بتوقيت غرينتش
Soccer Football - World Cup - Group F - Germany vs Mexico - Luzhniki Stadium, Moscow, Russia - June 17, 2018 Germany players pose for a team group photo before the match REUTERS/Christian Hartmann

في الوقت الذي يسعى فيه المنتخب الألماني لتعويض خسارته في المباراة السابقة أمام المكسيك في كأس العالم، المقامة حالياً في روسيا، تعالت الأصوات اليمنية بإقصاء 2 من نجوم المنتخب، ليس بسبب أدائهما الفني، بل بسبب جنيستهما السابقة، وهما مسعود أوزيل وإلكاي غوندوغان ذَوا الأصول التركية.

وفي تقرير لصحيفةThe Guardian  البريطانية، السبت 23 يونيو/حزيران 2018، قالت إن المنتخب الألماني في ورطة، بسبب وجود ولاءات أخرى غير الألمانية في المنتخب الذي يمثل برلين في كأس العالم، معتبرة أن اللاعبَيْن أثارا الشكوك حول ولائهما لألمانيا، بسبب صورتهما مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أسابيع.

وأضافت الصحيفة البريطانية، في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2010، أجرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل زيارةً غير مخطَّطٍ لها إلى غرفة ملابس المنتخب الألماني، بعد فوزه في أرضه وبين جماهيره على المنتخب التركي بثلاثية نظيفة. وصُوِّرت ميركل وهي تُصافح مسعود أوزيل لاعب خط الوسط الألماني التركي، ما أثار عاصفةً من الجدل.

وأعرب ثيو زفانتسيغر -رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم آنذاك- عن "استيائه" قائلاً: "لم تكن الأحداث التي أعقبت المباراة مثاليةً بكل تأكيد". ومع بروز قضية الاندماج الاجتماعي في المقدمة، اتُّهِمَت ميركل باستغلال المنتخب الألماني وأوزيل لتحقيق مكاسب سياسية. واضطرت إلى إصلاح الأمور بينها وبين زفانتسيغر.

صورة أردوغان واللاعبين

وفي الشهر الماضي مايو/أيار، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارةً إلى العاصمة البريطانية لندن، وصُوِّرَ مع أوزيل وإلكاي غوندوغان، وهو لاعب خط وسط ألماني آخر من أصول تركية. أهدى أوزيل وغوندوغان الرئيس التركي قميصين يحملان توقيعهما، وكان قميص غوندوغان يحمل عبارة: "إلى رئيسي، مع احترامي".

أثار الأمر ضجَّةً في ألمانيا، وما زالت عاصفة الجدل قويةً قبل مباراة المنتخب المصيرية في كأس العالم ضد نظيره السويدي، المُقرَّر إقامتها مساء اليوم السبت 23 يونيو/حزيران. كان ستيفن سيبرت المتحدث الرسمي باسم ميركل قد علَّق على هذه الواقعة قائلاً، إنَّها "أثارت تساؤلاتٍ وسوء فهم"، وأصابت تلك التساؤلات مرةً أخرى وتر الجدل المُثار حول الجنسية المزدوجة والهوية الوطنية في ألمانيا.

فالعديد من الألمان ينقدون الرئيس التركي، لأنه حاول التخلُّص من هوية تركيا العلمانية، فضلاً عن سجن الصحفيين الذين ينتقدونه، بحسب الصحيفة البريطانية.

وقال راينهارد غريندل، رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم: إنَّ وقوف أوزيل وغوندوغان بجانبه لالتقاط الصور معه "ليس أمراً جيداً" لهما.

وتستعد تركيا لانتخاباتٍ عامة من المقرر إجراؤها غداً الأحد، 24 يونيو/حزيران، وكانت الصورة مع أوزيل وغوندوغان ضربةً دعائية موفَّقة للرئيس التركي؛ إذ يوجد نحو 1.2 مليون شخص في ألمانيا من ذوي الأصول التركية، يحق لهم التصويت، فيما اعتبر البعض أن هذه الصورة دعاية كبيرة في ألمانيا بعد منعها الأتراك بالقيام بحملاتٍ انتخابية.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فلا شكَّ أنَّ حظ أوزيل عَثِر، فصحيحٌ أنَّ عازف الليل لم يتوقع قط أن يكون دميةً سياسية في يد أحد، ولكن إذا كان هناك لومٌ في هذه الحالة، فجزءٌ منه من نصيب أوزيل. وإذا كان اللاعب الفرنسي بول بوغبا هو اللاعب الأكثر تعرُّضاً للانتقاد في العالم، على حد قوله، فلا بد أنَّ أوزيل في المركز الثاني خلفه مباشرةً. ولا شكَّ أنَّ حظ غوندوغان عثِرٌ كذلك. لا بد أنَّ تجاهل الدعوة التي وجَّهها إليهما الرئيس التركي كان صعباً على كليهما، ومن الممكن انتقادهما في الحالتين، سواءٌ أقبِلَا الدعوة أو رفضاها.  

التزم أوزيل الصمت حيال هذه المسألة، لكنَّ غوندوغان قال إنَّه التقى أردوغان بدافعٍ الأدب والاحترام فقط، وأوضح أنَّه "يحترم القيم الألمانية تماماً". لكنَّ ذلك لم يمنع بعض الناس من الشعور بأنَّ غوندوغان وأوزيل ارتكبا خطأً فادحاً، وأنَّهما استهانا بعواقب أفعالهما.

اليمينيون يقفزون على الموجة

وعلى نحوٍ غير مستغرب، قفز حزب "البديل من أجل ألمانيا" القومي اليميني وسط هذه الموجة، مُطالباً بإقصاء أوزيل وغوندوغان من قائمة المنتخب المُشاركة في النسخة الحالية من كأس العالم. وجاءت أحدث مُطالباته بذلك بعدما خسر المنتخب الألماني مبارته الافتتاحية في المجموعة السادسة ضد نظيره المكسيكي، بحسب الصحيفة البريطانية.

لم يخسر فريق المُدرِّب الألماني يواخيم لوف أمام المنتخب المكسيكي بسبب التداعيات المستمرة لأزمة أردوغان، بل خسر لاعبو المنتخب الألماني حامل اللقب لأنَّهم افتقروا إلى تنوُّع الحلول، وكان دفاعهم مفتوحاً إلى حدٍّ مثير للسخرية. وبينما كان أداء المنتخب المكسيكي أكثر حركيةً ووعياً تكتيكياً، بدا الأداء الألماني مُستهلكاً. ومع ذلك،  تُقدِّم الأزمة مثالاً على الجو العام الذي يحيط بمعسكر المنتخب، والذي يُعَد أحد أشكال الانقسام وعدم الثقة والتشاؤم.

لوف والمنتخب الألماني في ورطةٍ استحوذت على عقول المتابعين بسرعةٍ بالغة، ودفعتهم إلى تتبُّع أحوال الفريق بتدقيقٍ لا يرحم. إذ ذكرت مجلة Sport Bild الرياضية الألمانية أنَّ هناك عُصبتين داخل المنتخب، أطلقت على إحداهما اسم "عصبة بلينغ بلينغ"، وهي تعني القومية -غير الألمانية الأصل- التي تضم أوزيل وسامي خضيرة وجيروم بواتينغ وجوليان دراكسلر، بينما أطلقت على الأخرى اسم المجموعة البافارية، وتضم مانويل نوير وماتس هوملز وتوماس مولر وتوني كروس، بحسب الصحيفة البريطانية.

وذكرت تقارير أنَّ عصبة بلينغ بلينغ تشعر بأنَّه كان بإمكان المجموعة البافارية فعل المزيد من أجل الضغط على لوف، لضمِّ اللاعب الألماني ليروي ساني، الذي استُبعِد استبعاداً مُفاجئاً من قائمة المنتخب المُشاركة في كأس العالم. وكان سبب الاستبعاد الذي ذكره لوف تكتيكياً في المقام الأول؛ إذ قال إنَّه يُفضِّل دراكسلر واللاعب ماركو رويس على ساني في مركز الجناح، وإنَّه ربما كان سيُشرِك ساني لمدة 20 دقيقة فقط إذا ضمَّه إلى المنتخب.  

لكنَّ لوف تساءل عمَّا إذا كان ساني مستعداً للتضحية بنفسه من أجل التشكيلة إن وجد أنَّه قد يعيق خططه. ومن ناحية أخرى، كان قرار لوف باستبعاد ساني غريباً عن اهتمامه المعتاد بالحفاظ على تماسك وحدة الفريق والحالة النفسية للاعبين، بحسب الصحيفة البريطانية.

الولاء أولاً!

وبحسب الصحيفة البريطانية، يُعَد الولاء نقطةً أساسيةً في بحث لوف عن الحلول أمام المنتخب السويدي. لقد وضع لوف خطةً للفوز نفعته كثيراً، وأوضح أنَّه سيجري بعض التعديلات على التشكيل الرئيسي، لكنَّه لن يُغيِّر كل شيء بسبب هزيمةٍ قاسية واحدة.

وقال لوف إنَّ هوملز "تعرَّض لإصابةٍ في فقرات" رقبته، لذا فمن المنتظر أن يبدأ اللاعب نيكلاس سولي في مركز قلب الدفاع، بينما من المتوقع أن يحل اللاعب يوناس هيكتور محل زميله مارفن بلاتنهارد في مركز الظهير الأيسر، ومن المُرجَّح أن يلعب ماريو غوميز في خط الهجوم بدلاً من زميله تيمو فيرنر، نظراً إلى قوته البدنية الأكبر، إذ يمتلك المنتخب السويدي مجموعةً من أطول اللاعبين في كأس العالم.

وماذا عن خط الوسط الذي كان المشكلة الرئيسية في المباراة الماضية أمام المنتخب المكسيكي؟ إذ كان أداء أوزيل وخضيرة ومولر على وجه التحديد سيئاً؛ لذا فأماكنهم في التشكيل الأساسي مُهدَّدة. ومن المتوقَّع أن يبدأ رويس أساسياً على حساب دراكسلر في مركز الجناح الأيسر، وليس على حساب أوزيل في مركز اللاعب رقم 10، بينما من المتوقَّع أن يحل غوندوغان محل خضيرة.

وكانت نبرة لوف في المؤتمر الصحفي قبل مباراة فريقه ضد المنتخب السويدي واثقةً للغاية، وبدا غاضباً وكأنَّه تعرَّض لإهانةٍ حين سُئِل عمَّا إذا كانت ثقته بلاعبيه البارزين قد اهتزت.

وأجاب قائلاً: "رجاءً لا تقل ذلك، بالطبع لا. فهذه الثقة العميقة باللاعبين لن تُدمَّر بسبب مباراةٍ واحدة. لا ينبغي لنا أن نُشكِّك في كل شيء. وبالنسبة لطريقة اللعب، فلن يتغير شيء. ربما تتغير التفاصيل الصغيرة مثل التحوُّلات الدفاعية السريعة وتحرُّكات المهاجمين خلف الدفاع السويدي، ولكن لن نُغيِّر شيئاً أساسياً"، بحسب الصحيفة البريطانية.

وحين سُئِل مولر عن وجود عُصَبٍ من اللاعبين، اعترف بأنَّهم لم يتمتعوا بـ"انسجامٍ كبير" في كأس الأمم الأوروبية 2012، حين خسر المنتخب الألماني أمام نظيره الإيطالي في الدور نصف النهائي، لكنَّه أكَّد عدم وجود مشكلةٍ بين اللاعبين المُشاركين في النسخة الحالية من كأس العالم.

يُدرِك لوف أنَّ هذا هو وقت إظهار القدرة السريعة على التعافي التي اشتهر بها المنتخب الألماني أمام خصمٍ سيدافع باستماتة ويُضيِّق المساحات. وكلَّما مر الوقت على المنتخب الألماني دون إحراز أهداف سيزداد قلق لاعبيه. وقال مولر: "نحتاج إلى استعادة قوتنا من أجل الاستعداد لقطع هذا الميل الإضافي. الضغوط هائلة".  

علامات:
تحميل المزيد