لأول مرة أذاعت قناة يمنية، خطاباً تلفزيونياً مسجلاً للرئيس الراحل علي عبدالله صالح، قبل ساعات قليلة من مقتله على يد الحوثيين في منزله بالعاصمة صنعاء، مطلع ديسمبر/ كانون الثاني الماضي.
وهاجم صالح في خطابه الأخير، -والذي يبدو أنه كان السبب وراء مقتله- الحوثيين بشدة واتهمهم بترويج "فكر طائفي دخيل على اليمنيين، ونهب مرتبات الموظفين، والفساد والعنصرية".
ودعا صالح في الخطاب الذي بثته قناة "اليمن اليوم" الموالية له، اليمنيين إلى انتفاضة شعبية عارمة ضد الحوثي، وحملهم مسؤولية "النهب والدمار في البلاد"،
وأضاف: "الحوثيون هم سبب الحرب والدمار وتردي الأوضاع".
ووجه الرئيس اليمني الراحل انتقادات هي الأعنف لميليشيات الحوثي، عقب فض شراكته معهم بعد 3 أعوام من التحالف الانقلابي بين الطرفين، واتهم الحوثيين وقال إن الحوثيين "أتوا بإسلام غير إسلام اليمنيين".
وتُسمع في الخطاب الذي سجله صالح داخل منزله في صنعاء (ولم يعرف كيفية خروجه من منزله عقب سيطرة الحوثيين عليه)، أصوات الاشتباكات واضحة، وقال إنها تبعد عنه 150 متراً، ولفت إلى أن الحوثيين سحبوا كل الأسلحة والقوات من الجبهات لمهاجمته.
وأعلن عن براءة ذمته من ممارسات الحوثيين، وأضاف: "إن كُتب لي الشهادة فأنا أنتظرها بين شعبي وفي وطني، ثوروا ثوروا يا شعب اليمن ضد الحوثي الكهنوتي الذي أهان كرامتكم وعزتكم وحريتكم لتحيا الجمهورية اليمنية".
وعقب مقتله شن الحوثيون حملة واسعة طالت أقاربه والموالين له بالاختطاف والتصفية والإخفاء، وتعتقل حالياً اثنين من أبنائه هما "صلاح" و"مدين"، وعفاش طارق صالح، نجل قائد حمايته الخاصة وقائد معركة صنعاء على الحوثيين، والذي نجح في الإفلات من قبضتهم.