أميركا مترددة في دعم الإمارات بمعركة الحديدة اليمنية.. مكالمة تلقاها ترمب زادت شكوكه من المساهمة في هذه الحرب

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/09 الساعة 10:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/10 الساعة 07:47 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (الى اليمين) وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في البيت الأبيض بواشنطن يوم 15 مايو ايار 2017. تصوير: كيفين لامارك - رويترز.

قالت صحيفة The Wall Street Journal الأميركية الجمعة 7 يونيو/حزيران 2018، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، متشككة في طلب الإمارات من أجل المساعدة العسكرية لها في معركة ميناء الحديدة اليمنية، خشية تدهور الأوضاع الإنسانية وزيادة غضب إيران تجاه واشنطن.

وأضافت الصحيفة الأميركية، أن المشرعين في الكونغرس الأميركي قلقون من مشاركة بلادهم في هذه المعركة، مما سيزيد من تصعيد إيران حليفة الحوثيين، ضد المصالح الأميركية في الشرق الأوسط، كما أن العديد من المنظمات الدولية اعتبرت أن هذه المشاركة ستفتح باب الدمار في المنطقة التي يسكنها 400 ألف شخص.

وبحسب الصحيفة الأميركية فخلال سلسلة من الاجتماعات هذا الأسبوع، أعرب مسؤولون بإدارة ترمب عن تحفظات قوية بشأن جهود الإمارات للسيطرة على الحديدة، وفقاً لما ذكره بعض المقربين. ويقع ميناء الحديدة على البحر الأحمر ويعد المنفذ الرئيسي للمساعدات الإنسانية الوافدة إلى اليمن خلال الحرب الأهلية التي دخلت عامها الثالث.

وسعت الإمارات وراء الحصول على الدعم الاستخباراتي الأميركي وطائرات الاستطلاع بدون طيار؛ ومع ذلك، يشعر مسؤولون أميركيون ودوليون بالقلق من أن تؤدي تلك المعركة للسيطرة على الميناء إلى تعميق الأزمة الإنسانية هناك والخروج عن مسار جهود السلام.

قلق دولي أيضاً من الخطوة

وخلال مكالمة تم إجراؤها هذا الأسبوع، أخبرت رئيسية الوزراء البريطانية تيريزا ماي الرئيس الأميركي ترمب أنها تخشى أن يلقى النساء والأطفال حتفهم خلال القتال على الميناء، وأبلغها الرئيس أنه يشاركها تلك المخاوف، بحسب أشخاص مقربين من الأمر.

آلت الحرب في اليمن إلى قتال شرس بين قوات الحوثي التي تدعمها إيران من جانب والإمارات والسعودية وتحالف عسكري صغير تدعمه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والحلفاء الغربيين الآخرين، بحسب الصحيفة الأميركية.

وتتبادل الولايات المتحدة بالفعل معلومات استخباراتية محدودة مع دولتي الإمارات والسعودية، ولكن معظم تلك المعلومات تركز على قتال تنظيم القاعدة، وليس قوات الحوثي. وتقدم الولايات المتحدة المساعدة إلى التحالف الذي تتزعمه السعودية من خلال تنفيذ عمليات إعادة تزويد الطائرات الحربية بالوقود جواً، وبيع الصواريخ ذات التوجيه الدقيق إلى بلدان الخليج وتوفير قوات خاصة للتعاون مع القوات الإماراتية داخل اليمن لاستهداف المتطرفين الإسلاميين الذين استغلوا الفراغ الأمني، كما تقول The Wall Street Journal.

وقد أصبح ملايين اليمنيين على حافة المجاعة. ولقي أكثر من 10 آلاف شخص مصرعهم نتيجة سوء التغذية والأمراض والقتال. وسحبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الخميس الماضي أكثر من 70 من أعضاء فريقها العامل باليمن جراء الوضع الأمني المتدهور.

اليمن مشكلة استراتيجية لأميركا.. كيف؟

وتعتبر إدارة ترمب اليمن بمثابة مشكلة استراتيجية بسبب دعم إيران للمقاتلين الحوثيين، وهو ما تراه جهداً من جانب طهران لتوسيع نفوذها في أنحاء المنطقة. ويطلق المتمردون الحوثيون الصواريخ الإيرانية بصورة دائمة على السعودية المجاورة، رغم أن طهران تنكر تقديم مثل تلك الأسلحة إلى المقاتلين اليمنيين.

وقد حذرت ليز جراند، منسقة الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية باليمن، هذا الأسبوع من أن الاعتداء على الحديدة قد يخلف آثاراً مدمرة على الدولة والمدينة الساحلية، التي يقطنها نحو 400 ألف نسمة.

وقالت جراند "نخشى إذا امتدت فترة القتال أن يفقد نحو 250 ألف شخص كل شيء، بما في ذلك حياتهم".

وتقترب القوات الإماراتية وحلفاؤها اليمنيون من الميناء. ويُذكر أن القوات اليمنية قد أصبحت على مسافة ستة أميال من ميناء الحديدة منذ يوم الجمعة.

وذكر مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية يوم الجمعة "إننا ندعو كافة الأطراف للتهدئة وضمان استمرار وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني. ونرفض الخطوات التي تعرقل قدرة المبعوث الأممي الخاص على إحياء محادثات السلام".

خطة طريق جديدة.. ماذا عنها؟

ويخطط المبعوث الأممي الخاص الجديد مارتن جريفز، في وقت لاحق من هذا الشهر، الكشف عن خارطة طريق لمحادثات السلام. ويصف مسؤولون غربيون جهوده بكونها واعدة للغاية خلال سنوات السعي وراء تسوية النزاع.

وسعى جريفز وراء تجنب القتل بالميناء من خلال التحدث خلال الأيام الأخيرة مع قوات الحوثي حول تسليم السلطة إلى القوات التي تدعمها دولة الإمارات، بحسب أشخاص مقربين من المناقشات. ومع ذلك، يبدو أن تلك الجهود قد أخفقت، بحسب الصحيفة الأميركية.

وفي الولايات المتحدة، حاول المشرعون من كلا الحزبين وقف الدعم العسكري الأميركي للقتال في اليمن؛ ويرجع ذلك بصفة جزئية إلى مخاوفهم من عدم قيام الرياض وأبو ظبي بما يكفي للحد من أعداد المدنيين الذين يلقون مصرعهم جراء الضربات الجوية، التي تستخدم معظمها الصواريخ الأميركية.

وحذر المشرعون الأميركيون يوم الخميس من أن الاعتداء على الميناء قد يواجه معارضة أوسع نطاقاً بالكونغرس، الذي يمكنه إلغاء مبيعات السلاح الجديدة إلى بلدان الخليج أو الحد من الدعم العسكري الأميركي للقتال في اليمن، بحسب الصحيفة الأميركية.

وذكر عضوا الكونغرس تود يانج وجان شاهين في بيان مشترك "كلما طالت هذه الحرب وتفاقمت حدة الأزمة الإنسانية، سنحت الفرص أمام طهران لتقويض مصالحنا في المنطقة ومع ذلك، ينبغي أن تدرك السعودية والإمارات أن الاعتداء على ميناء الحديدة – الذي يحظى بأهمية كبيرة لمنع حدوث مجاعة باليمن – سوف يثير معارضة إضافية غير مسبوقة بالكونغرس ضد أنشطة التحالف الذي تتزعمه المملكة باليمن".

تحميل المزيد