أزمة دبلوماسية في أول يوم عمل لها!.. تصريحات “غريبة” من الحكومة الإيطالية توتِّر الأجواء مع تونس

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/05 الساعة 22:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/05 الساعة 22:53 بتوقيت غرينتش

دخلت الحكومة الائتلافية الجديدة في إيطاليا في خلافٍ دبلوماسي مع تونس في أول يوم عمل كامل لها يوم الإثنين 4 يونيو/حزيران 2018، بعد أن اتهم وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني  تونس بإرسال أشخاص "مُدانين" قضائياً في قوارب المهاجرين عبر البحر المتوسط.

سالفيني هو رئيس حزب الرابطة اليميني المتشدد المناهض للمهاجرين ونائب رئيس الوزراء. وأدلى بهذه التصريحات يوم الأحد 3 يونيو/حزيران خلال زيارةٍ إلى ميناء بوزالو في جزيرة صِقِلِّية، حيث تُحضِر السلطات المهاجرين الذين أنقذتهم إلى الشاطئ، بحسب صحيفة  The Telegraph البريطانية.

مشكلة في أول رحلة

كانت هذه أول رحلة رسمية لوزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، إذ أدت الحكومة الجديدة اليمين الدستورية فقط يوم الجمعة 1 يونيو/حزيران، منهيةً بذلك مأزقاً سياسياً استمر ثلاثة أشهر.

ولشعورها بالغضب من تصريحات سالفيني، استدعت الحكومة التونسية السفير الإيطالي يوم الإثنين، معربةً عن "اندهاشها العميق من تصريحات وزير الداخلية الإيطالي بشأن الهجرة"، بحسب الصحيفة البريطانية.

وقالت تونس إنَّ تعليقات سالفيني "لا تعكس التعاون بين البلدين في إدارة الهجرة، وتشير إلى نقص المعرفة بشأن آليات التنسيق المختلفة الموجودة بين السلطات التونسية والإيطالية".

وقال سالفيني خلال زيارته لأحد مراكز استقبال المهاجرين إنَّه لا يرى أي سببٍ يجعل التونسيين يتجهون إلى الشواطئ الإيطالية، لأنَّ تونس "دولة حرة وديمقراطية لا توجد فيها حرب أو مجاعة أو وباء".

وادَّعى إنَّ تونس، الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، كانت تشجع عمداً الأشخاص "المُدانين" قضائياً في محاولتهم للوصول إلى أوروبا. واستخدم في تصريحاته كلمةً إيطالية يمكن أن تعني أيضاً "المجرمين" وأيضاً "الكسالى".

ألغى اجتماعه

Relatives in the port of Sfax carry a coffin containing the body of an immigrant who drowned when a boat sank off the Tunisian coast at the weekend

كان من المقرر أن يتواجد سالفيني في لوكسمبورغ اليوم الثلاثاء 5 يونيو/حزيران لحضور اجتماع وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي لبحث نظام اللجوء في دول الاتحاد.

لكنَّه ألغى ما كان سيُعتبر الظهور الأول له على الساحة الدولية لأنَّ مجلس الشيوخ الإيطالي، وهو المجلس الأعلى في البرلمان الإيطالي، سيُصوت على منح الثقة للحكومة الائتلافية الجديدة، التي تكونت من تحالفٍ غير مستقر بين حزبي الرابطة وحركة النجوم الخمسة.

وقال سالفيني إنَّ وفداً إيطالياً سيحضر بدلاً من ذلك، وسيصوت ضد الإصلاحات المُقترحة من جانب الاتحاد الأوروبي لأنَّها "بدلاً من مساعدة إيطاليا، ستضعها في موقفٍ أصعب، ومعها البلدان الأخرى على البحر المتوسط، وتدعم مصالح دول شمال أوروبا"، بحسب الصحيفة البريطانية.

وتعهد بالوفاء بوعد حملته الانتخابية وزيادة سرعة وتيرة عمليات ترحيل المهاجرين.

يدَّعي سالفيني أنَّ هناك ما يصل إلى نصف مليون مهاجر غير شرعي في إيطاليا، وأنَّ بلاده لم تعد تستطيع تحمل تكاليف رعايتهم.

وأوضح أنَّ السلطات الإيطالية طردت بضعة آلاف من طالبي اللجوء الذين رُفِضَت طلباتهم في العام الماضي، وهذا عددٌ قليل للغاية.

80 عاماً لحل المشكلة

Matteo Salvini, visiting a migrant reception centre in Sicily, accused Tunisia of sending 'convicts' across the sea to Italy

وقال إنَّ الأمر سيستغرق 80 عاماً لحل المشكلة إذا استمر المعدل الحالي لعمليات الترحيل.

وطالب بأن تقبل دول الاتحاد الأوروبي الأخرى إعادة توطين أعداد أكبر من اللاجئين.

وكتب على تويتر يوم الإثنين: "إما أن تساعدنا أوروبا لجعل بلادنا أكثر أماناً، أو سيتعين علينا اختيار سبلٍ أخرى".

وقال سالفيني إنَّ إيطاليا لن تكون بعد الآن "مخيماً للاجئين في أوروبا". وأضاف: "انتهى الأمر بالنسبة للمهاجرين"، بحسب الصحيفة البريطانية.

في السنوات الخمس الأخيرة، أُنقِذَ حوالي 700 ألف مهاجر ولاجئ في البحر الأبيض المتوسط، وجُلبوا إلى إيطاليا، بينما غذَّت المخاوف بشأن قضية الهجرة صعود حزب الرابطة.

حصل الحزب على 17% من الأصوات في الانتخابات العامة في مارس/آذار، لكن ارتفع هذا الدعم الآن إلى 28% حسبما تشير استطلاعات الرأي.

يأتي هذا الخلاف الدبلوماسي في الوقت الذي ارتفع فيه عدد القتلى في سفينةٍ مهاجرة غرقت قبالة الساحل التونسي في نهاية الأسبوع الماضي إلى أكثر من 100 شخص، رغم إنقاذ 68 ناجياً، إذ يُعتقد أنَّ السفينة كانت تحمل أكثر من 180 شخصاً.

علامات:
تحميل المزيد