كواليس أسبوع من المفاوضات من أجل إثناء ترمب عن قراره.. ولهذه الأسباب أصرَّ الرئيس الأميركي على الانسحاب

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/08 الساعة 20:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/08 الساعة 20:08 بتوقيت غرينتش
U.S. President Donald Trump speaks about Iran and the Iran nuclear deal in the Diplomatic Room of the White House in Washington, U.S., October 13, 2017. REUTERS/Kevin Lamarque

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الثلاثاء 8 مايو/أيار 2018، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، وهو ما يكشف عن تدميره للإنجاز الدبلوماسي الذي حققه سلفه، باراك أوباما، وعزل الولايات المتحدة بين حلفائها الغربيين.

وقال ترمب في البيت الأبيض: "لقد كانت هذه صفقة مروعة لم يكن من الممكن أبداً إبقاؤها"، مضيفاً "لم تجلب الهدوء، لم تجلب السلام، ولن تفعل ذلك أبداً، بحسب صحيفة New York Times.

وبحسب الصحيفة الأميركية فإن القرار الذي كان متوقعاً منذ فترة، سيدخل علاقات أميركا مع حلفائها الأوروبيين في حالة من عدم اليقين العميق، فهذه الأطراف قد التزمت بالبقاء في الصفقة، مما أثار احتمال حدوث صدام دبلوماسي واقتصادي بينما تعيد الولايات المتحدة فرض عقوبات صارمة على إيران.

كما أنه يثير احتمال زيادة التوتر مع روسيا والصين، واللتان هما أيضاً طرفان في الاتفاق.

"فرنسا وألمانيا وبريطانيا تأسف لهذا القراء

وعقب إعلان ترمب مباشرة قال الرئيس الفرنسي إيمانويل على تويتر . "النظام الدولي ضد الانتشار النووي أصبح على المحك".

لمَ أصر ترمب على الانسحاب؟

وقالت الصحيفة الأميركية إن أحد الأشخاص المطلعين على المفاوضات لإبقاء اتفاق 2015 قال إن المحادثات انهارت بسبب إصرار الرئيس الأميركي على إبقاء حدود حادة على إنتاج الوقود النووي الإيراني بعد عام 2030. والاتفاقية حالياً ترفع هذه الحدود.

وبهذا الانسحاب حقق ترمب وأحداً من وعوده الانتخابية المتكررة، وجاء على الرغم من الضغط الشخصي المكثف من قبل القادة الأوروبيين والمحاولات المحمومة لوضع تغييرات وإصلاحات على الصفقة التي من شأنها إرضائه.

وبحسب الصحيفة الأميركية فإن من الأسباب أيضاً وراء إقدام ترمب على هذه الخطوة هو الاعتقاد بأن اتخاذ موقف متشدد مع إيران من شأنه أن يساعد في المفاوضات المقبلة مع الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، الذي يخطط لمقابلته في الأسابيع العديدة القادمة.

وكان ترمب قد أوضح أن صبره مع الاتفاق نفد، وقال إن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يمكنهم أن يمنعوا إيران من صنع سلاح نووي "تحت الهيكل المتهالك والفاسد للاتفاق الحالي".

وقال: "الصفقة الإيرانية معيبة في جوهرها".

القرار متخذ منذ فترة

وبحسب الصحيفة الأميركية فإن ترمب اتخذ هذا القرار منذ الجمعة، فقد اتصل بومبيو بنظرائه في أوروبا ليخبرهم ترمب كان يخطط للانسحاب، لكنه كان يحاول منحة مزيد من الوقت.

وقال السيد بومبيو، وهو شخص مطلع على المحادثات، إنه يفضل أن يسمي ما يسمى بالانسحاب الناعم، الذي سينسحب فيه السيد ترامب من الصفقة، لكنه سيعطل إعادة فرض بعض العقوبات.

وبحسب الصحيفة الأميركية، تحدث كبير المفاوضين في وزارة الخارجية، بريان هوك، مع الدبلوماسيين الأوروبيين في محاولة لكسر الجمود حول الاتفاقية التي بموجبها تنتهي صلاحية القيود المفروضة على قدرة إيران على إنتاج الوقود النووي للاستخدام المدني بعد 15 عاماً.

وكان الأوروبيون قد وافقوا بالفعل على حل وسط مهم، وهو: إعادة فرض العقوبات على إيران دون الانسحاب من الاتفاقية، لكن هذا لم يرض ترمب، بحسب الصحيفة الأميركية.

وأمس الإثنين، بدأ البيت الأبيض بإبلاغ الحلفاء بأن ترمب سينسحب من الصفقة ويعيد فرض عقوبات نفطية وفرض عقوبات ثانوية ضد البنك المركزي الإيراني.

كما أصدر ترمب تعليماته إلى وزارة الخزانة لوضع عقوبات إضافية ضد إيران، وهي عملية قد تستغرق عدة أسابيع.

بموجب العقوبات المالية، سيكون أمام الشركات الأوروبية ما بين 90 يوماً و180 يوماً لإنهاء عملياتها في إيران، أو أنها ستتعرض لعقوبات من النظام المصرفي الأميركي. ستتطلب العقوبات النفطية من الدول الأوروبية والآسيوية تخفيض وارداتها من إيران.

علامات:
تحميل المزيد