على وقع الهجمات التي هزَّت نيوزيلندا وسريلانكا خلال الفترة الماضية، يعيش المسلمون حالةً من التوتر في هذين البلدين مع قدوم شهر رمضان، الذي يشهد تجمعات في المساجد.
فبينما يتخذ المسلمون في نيوزيلندا إجراءات احترازية لمنع تكرار أي هجمات على غرار الهجوم الدموي الذي استهدف مسجدين، يعيش المسلمون في سريلانكا حالة من الترقب لأي ردِّ فعل انتقامي على الهجمات التي استهدفت كنائس وفنادق.
إجراءات أمنية غير مسبوقة في نيوزيلندا حول المساجد في رمضان
فرمضان هذا العام لن يكون كسابقه في نيوزيلندا، فقد أعلنت السلطات رفع درجات الأمن حول المساجد إلى مستويات غير مسبوقة خلال شهر رمضان، كما ستختفي بعض الفعاليات التي يقيمها المسلمون خلال الشهر الفضيل، بحسب رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية في نيوزيلندا.
وعقد عدد من أعضاء اتحاد الجمعيات الإسلامية في نيوزيلندا اجتماعات مع الشرطة منذ هجمات مسجد كرايستشيرش، وتم إطلاعهم على التدابير الأمنية المشددة التي سيتم اتخاذها خلال أقدس الشهور لدى المسلمين.
وسينتشر عناصر من الشرطة حول المساجد طوال شهر رمضان، وسيقومون بعمليات مراقبة وتفتيش وفحص للحقائب.
لا موائد إفطار جماعية في المساجد في رمضان
وقرَّر الاتحاد إلغاء عدد من الفعاليات التي يقيمها المسلمون في شهر رمضان، أبرزها الإفطار الجماعي في مساجد البلاد، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول.
مصطفى فاروق، رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية أوضح أيضاً أن الهدف من ذلك هو توفير الأمن للمصلين طوال شهر الصيام، وأن هذه الإجراءات اتُّخذت بالتعاون مع الشرطة النيوزيلندية.
فعاليات أخرى كانت مقررة تم إلغاؤها
وتعكس هذه الإجراءات حالة القلق المستمرة لدى مسلمي نيوزيلندا، وذلك بعد الهجوم الدامي الذي ارتكبه أسترالي، عندما فتح النار على المصلين داخل مسجدين، وأسفر عن مقتل 50 مصلياً بطريقة وحشية.
ومن الإجراءات التي أعلنها فاروق أيضاً إلغاء فعاليات كانت مقررة في 10 مساجد نهاية الأسبوع، وتأجيل فعالية "أيام المسجد المفتوح"، التي تعرف النيوزيلنديين بالإسلام، إلى يونيو/حزيران 2019.
وتابع قائلاً: "عيَّنا مسلماً يعمل في الجيش النيوزيلندي سيساعدنا في تنسيق شؤون الأمن في المساجد بعموم البلاد".
في سريلانكا الوضع أصعب، وترقب وخوف للمسلمين
هذا المشهد يبدو أنه لن يكون بعيداً عن مسلمي سريلانكا، بل ربما يكون الوضع أصعب بسبب التفجيرات التي وقعت في 3 كنائس و4 فنادق، وأسفرت عن مقتل أكثر 250 شخصاً وإصابة المئات.
وبدا التوتر والخوف بشكل واضح عندما دعا وزير الشؤون الدينية الإسلامية السريلانكي جميع المسلمين لـ "تجنُّب التجمع لصلاة الجمعة (26 أبريل/نيسان 2019)"، وهو الأمر الذي لا يبشر برمضان آمن.
وعلى الرغم من هذه الدعوات، توجَّه مئات المصلين إلى المساجد، في أجواء مليئة بالخوف والتوتر الشديد، فقد انتشر عشرات الجنود المسلحين بالبنادق الهجومية خارج المساجد لتأمينها.
وحتى السير إلى المسجد لم يكن طبيعاً، فقد كان الجنود يحثون المصلين على إسراع الخطى إليه، في حالة تعكس الخوف والترقب لهجمات انتقامية.
وانعكس هذا الخوف أيضاً على أحد المسلمين، ويدعى رئيس الحق (28 عاماً)، عندما قال: "شيء محزن جداً.. نعمل مع مسيحيين وبوذيين وهندوس. إن الخطر يهددنا جميعاً بعد ما فعلته هذه القلة من الناس بهذه البلاد الجميلة".