قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، الأربعاء 10 أبريل/نيسان 2019، إن خطة الرئيس دونالد ترامب بشأن السلام في الشرق الأوسط، المعروفة إعلامياً باسم " صفقة القرن "، باتت قريبة جداً.
وأضاف بولتون في تصريحات لشبكة "إيه بي سي" الأمريكية: "أعتقد أنه سيُكشف عن خطة ترامب للسلام قريباً جداً". وتابع: "نحن في المراحل النهائية لجعلها جاهزة".
وأوضح المسؤول الأمريكي أن الكشف عن الخطة سيتم فور الإعلان رسمياً عن فوز رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الانتخابات العامة. وقال: "إن إعادة انتخاب نتنياهو تفتح المجال أمام جميع الآفاق".
من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الأربعاء، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستطرح "قريباً" اقتراحاً بشأن حل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. وقال بومبيو في جلسة بمجلس الشيوخ: "نعكف حالياً على إعداد مجموعة من الأفكار التي نأمل تقديمها قريباً".
فوز نتنياهو بالانتخابات، و"صفقة القرن"
وكان ترامب قد اعتبر في تصريحات صحفية بالبيت الأبيض، الأربعاء، أن فوز نتنياهو بالانتخابات "مؤشر جيد للسلام".
ووفق النتائج الأولية للانتخابات العامة الإسرائيلية التي جرت الثلاثاء 9 أبريل/نيسان 2019، فإن حزبي "الليكود"، وخصمه تحالف "أزرق-أبيض"، حصلا على عدد مقاعد متساوية، لكن كتلة أحزاب اليمين المتحالفة مع نتنياهو حصدت أغلبية مقاعد البرلمان.
وكان غاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي، أعلن في منتصف فبراير/شباط 2019، أن واشنطن ستقدم خطة صفقة القرن للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية (9 أبريل/نيسان 2019)، و "سيتعين على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تقديم تنازلات".
خطة كبير مستشاري البيت الأبيض للسلام
وفقاً لكتاب جديد يتحدث عن عائلة كوشنر، فإنَّ خطة كبير مستشاري البيت الأبيض للسلام في الشرق الأوسط، وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، غاريد كوشنر، في صفقة القرن تضمَّنت في مرحلة ما، أخْذ أراضٍ من الأردن تضاف إلى الأراضي الفلسطينية، في مقابل حصول الأردن على أراضٍ من السعودية، التي حصلت على جزيرتين من مصر.
هذا الكتاب المثير للجدل والمعنون: "Kushner, Inc: Greed. Ambition. Corruption. The extraordinary story of Jared Kushner and Ivanka Trump" (مؤسسة كوشنر: الجشع والطموح والفساد، القصة الاستثنائية لغاريد كوشنر وإيفانكا ترامب) من تأليف الكاتبة البريطانية فيكي وارد، الخميس 14 مارس/آذار 2019. تفصّل صفحات الكتاب، البالغ عددها 300 صفحة، الطريقَ الذي سلكه غاريد وإيفانكا للمشاركة في كل جانب من جوانب شؤون البيض الأبيض، وخططهما المزعومة لاستخدام نفوذهما لتحقيق مكاسب شخصية.
استشهدت الكاتبة وارد بـ "كثير من الأشخاص الذين رأوا مسودات هذه الخطة" التي وضعها كوشنر، والتي لا تتضمن إسرائيل والفلسطينيين فحسب، وإنما تشمل أيضاً السعودية والأردن ومصر والإمارات.
"قضايا الحدود".. صفقات عجيبة لتبادل الأراضي
كتبت وارد: "إنَّ ما أراده كوشنر في صفقة القرن هو أن يقدم السعوديون والإماراتيون المساعدة الاقتصادية للفلسطينيين. كان ثمة خطط لإنشاء خط أنابيب من السعودية إلى غزة، حيث يمكن بناء مصافٍ ومحطة للشحن. وسوف تمكّن الأرباح من إنشاء مصانع لتحلية مياه البحر، ليتمكن الفلسطينيون من العثور على عمل، ومعالجة معدل البطالة المرتفع".
وقالت وارد إنَّ هذه الخطة شملت أيضاً تبادلاً للأراضي، يمنح بموجبه الأردن أرضاً تُضاف إلى الأراضي الفلسطينية، و "في المقابل، يحصل الأردن على أرض من السعودية، التي سوف تستعيد جزيرتين في البحر الأحمر كانت قد منحتهما لمصر لإدارتهما عام 1950".
لكن كوشنر، قال في حديثه لقناة Sky News Arabia، بوارسو، الشهر الماضي (فبراير/شباط 2019)، إنَّ خطة البيت الأبيض، صفقة القرن المتوقع تقديمها في وقت ما بعد انتخابات الـ9 من أبريل/نيسان 2019 بإسرائيل، سوف تركز على "قضايا الحدود".
وقال كوشنر إنَّ الخطة سياسية واقتصادية على حد سواء، وإنها "فعلاً متعلقة بإنشاء الحدود وحل قضايا الوضع النهائي… سوف يكون للخطة تأثير اقتصادي واسع، ليس على إسرائيل والفلسطينيين فحسب، وإنما على المنطقة بأَسرها أيضاً"، وضمن ذلك مصر والأردن ولبنان.