قالت صحيفة "washington post"، أمس الإثنين 1 أبريل/نيسان 2019، إن أبناء الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قُتل في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، في إسطنبول، تسلّموا بيوتاً بملايين الدولارات كتعويضات، وإنّهم يتقاضون شهرياً آلاف الدولارات من السلطات السعوديّة.
الصحيفة التي كان خاشقجي مساهماً فيها، أشارت إلى أنّ تلك البيوت تقع في جدّة بغرب السعوديّة، في المجمّع السّكني نفسه، وتبلغ قيمة كلّ منها 4 ملايين دولار.
مسؤول سعودي ينفي أن يكون الهدف من هذه الأموال إسكات أبناء خاشقجي
هذه المدفوعات، التي لم يتم الكشف عنها سابقاً، هي جزء من الجهود التي تبذلها الرياض؛ للتوصل إلى ترتيب طويل الأجل مع أفراد عائلة خاشقجي، وذلك بهدف ضمان استمرارهم في ضبط النفس، وعدم التصريح للعامة حول مقتل والدهم، بحسب ما ذكره مسؤولون للصحيفة.
لكن الصحيفة نقلت عن مسؤول سعودي آخر قوله، إن المدفوعات تتفق مع الممارسة القديمة في البلاد، المتمثلة في تقديم الدعم المالي لضحايا جرائم العنف، أو حتى الكوارث الطبيعية، أو ما يعرف بـ "الدية".
وأكد المسؤول، الذي لم تذكر اسمه الصحيفة، أن هذه الأموال لا تهدف إلى إسكات عائلة خاشقجي، مشدداً على أن "هذا الدعم جزء من العادات والثقافة السعودية، ولا يرتبط بأي شيء آخر".
الدية تضمن أيضاً مخصصات شهرية لكل واحد من أبناء خاشقجي الأربعة
وإضافة إلى تسلم أبناء خاشقجي بيوتاً، فإن الحكومة قد خصصت دفعات شهريّة لكلّ واحد من الأبناء الأربعة، بأكثر من 10 آلاف دولار، بحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤولَين سعوديَّين، حالي وسابق، وكذلك عن أشخاص قريبين من العائلة.
ورجّحت الصحيفة أن يكون أبناء خاشقجي "يحصلون أيضاً على دفعات أعلى بكثير -ملايين عدّة من الدولارات لكلّ واحد منهم- في إطار مفاوضات الفدية" التي يُتوَقّع اكتمالها بعد انتهاء محاكمات المتّهمين بقتل خاشقجي خلال الأشهر المقبلة.
وذكرت الصحيفة أنّ دفع التّعويضات لأبناء خاشقجي تمّ بموافقة من العاهل السعودي الملك سلمان في مارس/آذار 2019، في إطار ما وصفه مسؤول سابق بأنّه اعترافٌ بأنّ "ظلماً كبيراً قد اقتُرف" ومحاولةٌ "لإصلاح خطأ".
وقد يكون خالد بن سلمان، شقيق وليّ العهد السعودي الأمير محمّد، هو من أجرى المفاوضات المتعلّقة بالتعويضات.
حاولت الصحيفة التواصل مع أبناء خاشقجي، لكنهم رفضوا التعليق
وحاولت الصحيفة الأمريكية الاتصال بـ "صلاح" نجل خاشقجي، الذي وصفته بأنه المسؤول عن المناقشات المالية مع السلطات السعودية، لكنه رفض التعليق على الأمر.
ويقيم صلاح حالياً في جدة، ويعمل مصرفياً، وينوي الاستمرار في العيش في السعودية، وفقاً لأشخاص مقربين من العائلة، فيما يقيم بقية أبنائه في الولايات المتحدة.
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن رغبة صلاح في البقاء في جدة مع أسرته ساهمت في تقييد الإخوة في التعامل مع السلطات، والحذر في بياناتهم العامة خلال الأشهر الستة الماضية.
وكانت ابنتا الكاتب جمال خاشقجي، نهى ورزان، قد نشرتا مقالاً في الواشنطن بوست، العام الماضي، تحدثتا فيه عن والدهما، وأكدتا أنه "ليس منشقاً"، ولم تتهما ولي العهد أو المسؤولين السعوديين الآخرين بقتل والدهما.
وحاولت الصحيفة الأمريكية التواصل مع نهى، لكنها رفضت التعليق، كما لم تتمكن من الوصول إلى رزان.