طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كافة دول العالم بالتصدي للنازيين الجدد، محذراً من أن "تجاهُل إرهابهم سيكلفنا ثمناً باهظاً"، وذلك في كلمة ألقاها، الجمعة 22 مارس/آذار 2019، في اجتماع اللجنة التنفيذية للطوارئ على مستوى وزراء الخارجية بمجلس التعاون الإسلامي، بمدينة إسطنبول التركية، حول هجوم نيوزيلندا الإرهابي.
وقد أكدت وكالة أنباء الأناضول أن بعض الدول التي أكدت حضورها على مستوى وزراء الخارجية، وهي: إيران وإندونيسيا وباكستان وأفغانستان والسودان وقطر وليبيا والصومال، في الاجتماع الذي دعت إليه تركيا.
أردوغان يطالب العالم بالتصدي للنازيين الجدد
قال أردوغان إنه يجب التعامل مع النازيين الجدد ككيانات إرهابية مثل تعاملنا مع تنظيمات "داعش" و "بي كا كا" الإرهابية.
وأضاف: "كلها وجهان لعملة واحدة، وعلى المجتمع الدولي معرفة ذلك، وتبني ردود فعل واحدة تجاه هجمات النازيين الجدد، كما يفعل تجاه هجمات "داعش".
وأردف أردوغان: "نواجه اليوم عداء صريحاً للإسلام وكراهية للمسلمين، وهذه المسألة لم تعد مجرد قضية سياسية ومجتمعية، وإنما خطراً يؤرق الأمن ورجال الدولة والمواطنين".
وأوضح أن هجوم نيوزيلندا الإرهابي يعد أحد مظاهر الكراهية المتجذرة التي لا يمكن إنكارها أبداً.
وأشار إلى أنه لا يمكن أبداً اعتبار هذا الهجوم الغاشم الذي أودى بحياة أكثر من 50 من أشقائنا خلال أدائهم صلاة الجمعة، حادثاً عادياً.
كلمة خلال الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي https://t.co/S5xmgzdufQ
— رجب طيب أردوغان (@rterdogan_ar) March 22, 2019
وشدد الرئيس التركي أيضاً على أن تصاعد ثقافة العنصرية لا يضر فقط بالمسلمين بل يؤثر أيضاً على اليهود والأفارقة والآسيويين والغجر.
وأضاف: "نتلقى كل يوم أخباراً عن هجمات على مساجد ومعابد ومراكز أعمال وجمعيات خيرية في أوروبا، كذلك نسمع يومياً أنباء عن آليات جديدة لتقييد الحقوق الديمقراطية للمسلمين والمهاجرين".
وعن تاريخ هذه الهجمات، قال أردوغان: "في عام 1993، النازيون الجدد أضرموا النار في بيت أحد مواطنينا في مدينة زولينغين الألمانية، ما أسفر عن استشهاد 5 نساء تركيات، وفي 1994، قتل مستوطن صهيوني 29 فلسطينياً وجرح 125 آخرين خلال أدائهم الصلاة في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل المحتلة".
وأضاف: "في عام 2011، قتل يميني متطرف 77 شخصاً وجرح 151 آخرين قرب العاصمة النرويجية أوسلو، وفي 2017، قتل إرهابي آخر 6 مصلين في أحد مساجد مدينة كيبيك الكندية".
وأوضح أن هجمات النازيين الجدد في أوروبا بلغت في الفترة بين (2013 و2017) 113 هجوماً، راح ضحيتها 66 إنساناً بريئاً.
وانتقد أردوغان الصمت العالمي حيال جرائم النازيين الجدد، وقال: "لا يمكن حماية الإنسانية من هذه الكوارث، عبر السكوت والهروب من المشاكل، أو التغطية عليها، بل على النقيض، إهمالنا للأزمات سيضاعفها، وسيواصل فيروس النازيين الجدد التفشي في جسد العالم".
وأضاف: "في معظم الأوقات لا نرى مرتكبي هذه الجرائم، وفي حال الكشف عنهم، تحاول السلطات التقليل من فظاعة الحوادث، والتغطية على جرائمهم عبر إعلان أنهم يعانون من مشاكل نفسية، ولا يمثلون أمام القضاء على أنهم إرهابيون، أو أعداء للإسلام والأجانب".
وزاد: "يتوجب أن نصدح بالحقائق لدى الحكومات الغربية حتى لا تتواصل هذه الهجمات الوحشية"، محذراً من احتمالية وقوع مجازر مستقبلاً لا تحمد عقباها كما شهدت أوروبا إبان الحرب العالمية الثانية.
وأكد أنه على الإنسانية التصدي للكراهية المتصاعدة ضد المسلمين مثلما تصدت لمعاداة السامية بعد آفة الهولوكوست.
وفي ختام كلمته، دعا أردوغان السياسيين اليمينيين الذين يربحون الانتخابات حول العالم عبر تبنّي مواقف تدعو لإقصاء المسلمين وكراهية اللاجئين إلى ضبط خطاباتهم، لتجنب وقوع كوارث جديدة.
كما طالب أردوغان بضرورة اتخاذ سلسلة تدابير عاجلة بداية من تغليظ العقوبات، وحتى مراجعة تعريف الإرهاب في المناهج الدراسية، لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا وكراهية المسلمين.
وزير خارجية نيوزيلندا يفتتح مؤتمره بإسطنبول بتحية الإسلام
افتتح وزير خارجية نيوزيلندا، وينستون بيترز، الجمعة 22 مارس/آذار 2019، مؤتمره الصحفي بمدينة إسطنبول، بتحية الإسلام، وذلك في إطار مشاركته في الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي.
وردَّ عليه العشرات من الصحفيين المسلمين وغيرهم المتواجدين في قاعة المؤتمر قائلين: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته".
وأعرب بيترز، خلال مؤتمره، عن حزنه تجاه الحادثة التي أودت بحياة عشرات الأبرياء من المسلمين.
وقد التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وزير الخارجية نائب رئيس الوزراء النيوزيلندي، وينستون بيترز، والوفد المرافق له في مدينة إسطنبول.
كما شارك في اللقاء المغلق وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، ورئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، ومتحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن.
"التعاون الإسلامي" تطالب الأمم المتحدة بمواجهة "الإسلاموفوبيا"
يذكر أن منظمة التعاون الإسلامي طالبت الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرتش، بعقد دورة خاصة للجمعية العامة لأجل إعلان الإسلاموفوبيا "شكلاً من أشكال العنصرية"، وذلك في اجتماعها الطارئ الذي دعت له تركيا لبحث تداعيات مجزرة المسجدين في نيوزيلندا.
وأدانت المنظمة بأشد العبارات الهجوم الإرهابي المروع والشنيع في نيوزيلندا، ودعت الأمم المتحدة إلى إعلان 15 مارس/آذار، تاريخ مجزرة المسجدين في نيوزيلندا، يوماً دولياً للتضامن ضد الإسلاموفوبيا.
كما دعت الأمم المتحدة أيضاً إلى تعيين مقرر خاص معنيّ بمكافحة الإسلاموفوبيا.