خرج ملايين الجزائريين، أمس الجمعة 15 مارس/آذار 2019، في مظاهرات ومسيرات حاشدة في معظم ولايات الجزائر، مطالبين بالرحيل الفوري لنظام عبدالعزيز بوتفليقة.
احتجاجات الجمعة الرابعة هي الأضخم في الجزائر
بلع عدد المتظاهرين أمس الجمعة مئات الآلاف، في أكبر احتجاجات ضد حكم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة منذ بدايتها في فبراير/شباط 2019.
واللافت في الأمر هو أن المشاركة في مسيرات ضخمة وبهذه الأعداد حالت دون وقوع أي أعمال تخريبية ودون تسجيل أي شكاوي، من المتظاهرين خاصة في المدن الكبرى، كالجزائر العاصمة، وعنابة في الشرق الجزائري، وتيزي وزو في الوسط الجزائري، ووهران غربي البلاد.
في سابقة من نوعها، انضمام الأمن الجزائري للمتظاهرين
شهدت احتجاجات 15 مارس/آذار لأول مرة انضمام الأمن الوطني إلى الحراك الشعبي، ففي ولايتي بجاية وسطيف شرقي البلاد، تناقلت وسائل إعلام محلية وشبكات التواصل الاجتماعي صوراً لشرطيَّين اثنين انضمَّا إلى المتظاهرين، وهما يردِّدان شعار "جيش شعب خاوة خاوة (إخوة)".
كما احتفلت عناصر من الشرطة الجزائرية في مشهد لافت تناقلته وسائل إعلام محلية.
وأظهرت مشاهد نقلتها قنوات محلية خاصة عناصرَ شرطة من قوات مكافحة الشغب، وآخرين بزيّ مدني، وهم يجوبون شارع "ديدوش مراد"، وسط الجزائر العاصمة، ويحتفلون مع طلقات للرصاص المطاطي في السماء.
كما ردَّدوا هتافات من قبيل: "جيش شعب خاوة خاوة (إخوة)"، و"وان تو ثري فيفا لالجيري" (1 2 3.. تحيا الجزائر)، وسط تصفيق مواطنين أحاطوا بهم، في حادثة غير مسبوقة بالبلاد.
الكسكس والتمر كانا حاضران بقوة
في الجزائر العاصمة، ومع بدء احتجاجات 12 مارس/آذار قدم السكان المحليون للمتظاهرين الكسكس والماء والتمر والحلوى، ومن جانبهم، شرع المتظاهرون في تنظيف الأحياء مباشرة بعد نهاية المسيرة.
بدأت سلمية ولا زالت، والقنوات الحكومية تغطي الحدث
رفع المتظاهرون شعارات "سلمية، سلمية" وهو الشعار الذي رُفع منذ 22 فبراير/شباط حيث بدأت أو مظاهرات، كما شارك في المسيرات النساء والأزواج والأطفال والمسنون والمعاقون دون تسجيل أي أضرار أو عنف.
كما قدم التلفزيون الرسمي الجزائري تغطية واسعة للحدث، وأكد أن المتظاهرين يطالبون باحترام الدستور.