تعهَّد حزب الأزرق والأبيض الإسرائيلي، الأربعاء 6 مارس/آذار، بتبني سياسة "الانفصال" عن الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، دون الإشارة إلى دعم هدف الفلسطينيين إقامة دولتهم المستقلة.
ويمثل الحزب، المنتمي لتيار الوسط، أكبر تهديد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الانتخابات المقبلة.
خلاف إسرائيلي حول الانفصال عن الفلسطينيين
الرجل الثاني في الحزب، وهو وزير المالية السابق يائير لابيد، توقع أن يؤدي الانفصال عن الفلسطينيين في نهاية المطاف إلى إقامة دولتهم المستقلة إلى جانب إسرائيل.
ويصور نتنياهو وأتباعه اليمينيون أنفسَهم على أنهم حائل دون أي مبادرة لتسليم أراض للفلسطينيين.
ويتكتم حزب الأزرق والأبيض، بقيادة رئيس الأركان السابق بالجيش بيني جانتس على هذه القضية منذ أسابيع، بينما تزداد شعبيته في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات المقررة في التاسع من أبريل/نيسان المقبل.
خاصة مع دعوات لحزب الأزرق والأبيض للانفصال
وفي برنامجه الانتخابي الذي أعلنه الأربعاء، قال حزب الأزرق والأبيض إنه بمجرد أن يصل إلى السلطة سيُجري محادثات مع دول عربية "ويكثف عملية الانفصال عن الفلسطينيين، مع ضمان الالتزام التام بأمن إسرائيل القومي".
وينصُّ البرنامج على أن تحتفظ إسرائيل بسيطرتها على غور الأردن وكتل استيطانية في الضفة الغربية، لكنه لم يوضح ما قد يتم اتخاذه بشأن البؤر الاستيطانية الأكثر انعزالاً في الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967.
وعندما سئل عن ذلك قال لابيد لتلفزيون يديعوت أحرونوت "أعتقد أننا بالانفصال عن الفلسطينيين سنصل في نهاية المطاف إلى دولتين، لكن لن يخوض أي سياسي مسؤول في التفاصيل قبل طرح خطة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب".
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يُعلن ترامب عن خطته للسلام بعد الانتخابات الإسرائيلية.
وعندما سئلت إن كانت تصريحات لابيد تعكس سياسة حزب الأزرق والأبيض، قالت متحدثة باسم الحزب، إنه ليس بوسعها الحديث عن برنامج الحزب.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الحزب سيحصل على 35 مقعداً من مقاعد البرلمان، وعددها 120 مقابل 30 مقعداً لحزب الليكود الذي يقوده نتنياهو.
وهذا موقف الفلسطينيين
واصِل أبو يوسف، المسؤول بمنظمة التحرير الفلسطينية تساءل قائلاً: "ما الذي يقصده لابيد بدولة فلسطينية؟… نحن نريد دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، خالية من المستوطنات، متواصلة جغرافياً، وليست أراضي متقطعة أو منعزلة وضمان حق العودة للاجئين".
وفي 2009 قال نتنياهو، بضغط من إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، إنه سيقبل دولة فلسطينية بموجب عدة شروط ، لكن في ظل تعثر محادثات السلام التي ترعاها واشنطن منذ 2014، غيَّر نتنياهو نبرته، وتعهَّد بعدم إزالة المستوطنات التي بُنيت في الضفة الغربية المحتلة.
وقال في خطاب، الشهر الماضي: "أي دولة فلسطينية ستُعرِّض وجودَنا للخطر.. هذا ما يعتزم (جانتس ولابيد) فعله. إنهم يتكتمون على ذلك ويخفونه".
وتعتبر معظم القوى العالمية المستوطنات غير شرعية، وتدعم الاستقلال للفلسطينيين الذين يرغبون في إقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة، تكون عاصمتها القدس الشرقية.
وسحبت إسرائيل المستوطنين وقواتها من قطاع غزة في عام 2005. وضمَّت القدس الشرقية بعد حرب عام 1967، في خطوة لم تحظَ باعتراف دولي. وتعتبر إسرائيل القدس بأكملها عاصمة لها، وأكد حزب الأزرق والأبيض على هذا الموقف في برنامجه الانتخابي.