دعا تنظيم القاعدة باليمن إلى الجهاد "ضد المسيحيين" في معرض نقده لزيارة البابا فرنسيس إلى الإمارات في شهر فبراير/شباط الماضي.
ونشر التنظيم الرسالة المصورة في 28 فبراير/شباط 2019 للقيادي البارز خالد باطرفي.
وقد أنتج المقطع الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب المسماة "الملاحم"، ونشرتها على قناتها على تطبيق تليغرام.
ويمثل باطرفي الوجه الإعلامي لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب منذ وفاة أغلب قيادات التنظيم -بمن فيهم الأمير السابق- خلال قصفٍ أمريكي باستخدام الطائرات بدون طيار في عام 2015.
وقد ظهر في العديد من مقاطع التنظيم داعياً إلى استهداف اليهود والأمريكيين.
ليست المرة الأولى
زار البابا فرنسيس، رأس الكنيسة الكاثوليكية، الإمارات العربية المتحدة في 3 فبراير/شباط من العام الحالي، حيثُ شارك في مؤتمرٍ للأديان، وعقد قداساً.
وتعد تلك الزيارة الأولى من نوعها لأي شخصٍ تولى منصب البابا إلى شبه الجزيرة العربية.
وفي المقطع الممتد لنحو 17 دقيقة، وصف باطرفي زيارة البابا بأنَّها "مؤامرة ضد الإسلام والمسلمين" تواطأ فيها حكام العرب وعلماء المسلمين.
وقال القيادي الجهادي إن هناك أجندة تهدف إلى تمييع الدين، والدعوة على نسخة مخففة من الإسلام تناسب الغرب وتُضعف المسلمين.
واستشهد باطرفي بأحاديث وآيات عديدة من القرآن، زاعماً أنَّها تثبت أن المسلمين ملزمون بمحاربة أعدائهم المسيحيين في ظروف معينة.
ووصف المسيحيين بأنهم يمتلكون أجندةً نشطة وقوية لتقويض المسلمين، ودعا علماء المسلمين إلى "القيام بواجبهم"، والجهر بـ"الحق" بين المسلمين، وحثهم أيضاً على شجب زيارة البابا.
لا تعد هذه المرة الأولى التي يصدر فيها تنظيم القاعدة رد فعلٍ على زيارة بابا الفاتيكان إلى الإمارات، وعلى علاقات قادة المسلمين مع الدول المسيحية.
وفي المقطع الأخير لم يوجّه باطرفي دعوةً مباشرة لمهاجمة المسيحيين المقيمين في دول الخليج، ولم يحدد أهدافاً مسيحية معينة.
لكنْ لتنظيم القاعدة موقف رافض للوجود العسكري الأمريكي والغربي في دول الخليج، وحرض على مهاجمة قواعد تلك القوات.
لماذا تعد الزيارة تاريخية؟
وفي الوقت نفسه اعتبر الأسقف بول هيندر، النائب الرسولي لجنوب شبه الجزيرة العربية -رئيس الكنيسة الكاثوليكية في الإمارات والبحرين وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية واليمن- إن زيارة فرانسيس إلى "قلب الإسلام"، من شأنها أن "تشكل علامة، وهي أننا يجب أن نبني الجسور، حتى وإن كنا لا نؤمن بنفس الأشياء".
وقال لمجلة Alle Welt، وهي مجلة كاثوليكية: "إن هذه الزيارة هي بلا شك زيارة تاريخية، لأن البابا لم يذهب إلى شبه الجزيرة العربية من قبل، وحتى وقت قريب كان يعتبر أمراً غير وارد". وأضاف أن المسيحيين في الخليج كانوا "ينتظرون هذه الزيارة منذ وقت طويل للغاية".
وأضاف: "أخشى أن البعض منهم قد يشعر بخيبة أمل، لأنه ليس كل من يرغب في الحضور سيتمكن من ذلك لأسباب لوجيستية".
وقال إن السكان العرب "منفتحون ومتحمّسون للغاية لتلك الزيارة".
لكن إميل نخلة، وهو مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، قال إن الزيارة البابوية لا يمكن تبريرها عندما تكون الإمارات متورطة في الحرب في اليمن.
سيفقد البابا جزءاً من مصداقيته
وقال لصحيفة National Catholic Reporter الأمريكية: "ليس من الجيد لمظهر البابا أن يزور الإمارات العربية المتحدة، فيما لا يزالون متورطين في جميع أنواع الفظائع الإنسانية في اليمن".
وأضاف: "إذا لم يُثر البابا هذه القضية، فإنه سيفقد جزءاً كبيراً من مصداقيته في الشرق الأوسط".
وقال الأب بول لانسو، من منظمة السلام الكاثوليكية Pax Christi International، إنه يأمل أن يتمكن البابا من "إقناع قيادة الإمارات بإيجاد سياسة أخرى بشأن اليمن".
وقالت الأمم المتحدة، العام الماضي، إن التحالف الذي تقوده السعودية قتل الآلاف من اليمنيين في الغارات الجوية، وربما ارتكبوا جرائم حرب بموجب القانون الدولي.
وقال مسؤولون من الأمم المتحدة، هذا الشهر، إن أكثر من 10 ملايين شخص في اليمن معرضون لخطر المجاعة.