لقبوها بـ «حفيدة عائشة».. زوجة أحد مقاتلي داعش تكشف أسراراً عن أوامر البغدادي تلفزيونياً

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/03 الساعة 08:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/03 الساعة 09:25 بتوقيت غرينتش
A female fighter from Syrian Democratic Forces (SDF) hands a baby to a woman near the village of Baghouz, Deir Al Zor province, Syria March 1, 2019. REUTERS/Rodi Said

تجاوب أنصار تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على الإنترنت، بردود فعلٍ متباينة، على مقابلة تلفزيونية مع زوجة مقاتل بداعش أُفِيد بأنَّها غادرت للتو موطئ قدم داعش الأخير شرق سوريا.

وفي مقطع فيديو للمقابلة نُشِر على نطاق واسع، ادَّعت سيدة تُغطي وجهها بالكامل تُعرَف بأنَّها زوجة أحد المسلحين، أنَّ قائد داعش، أبو بكر البغدادي، أَمَرَ النساء بالاستسلام لخصوم التنظيم، حتى "يُركِّز" رجال داعش "على الجهاد".

أشاد بعض أنصار التنظيم على تطبيق التراسل Telegram (تليغرام) بدعم المرأة القوي لـ "داعش" في أثناء المقابلة، في حين انتقد آخرون أولئك الذين "يُروِّجون" لعمل وسائل الإعلام "المعادية لداعش".

تفاصيل المقابلة التلفزيونية

بثَّت قناة "الآن" التلفزيونية، ومقرها أبوظبي الإماراتية، مقابلةً مع "زوجة داعشية" كانت قد غادرت للتو آخر موطئ قدم لـ "داعش" في الباغوز، وهي بلدة بدير الزور شرق سوريا.

تُظهِر المقابلة التي استمرت دقيقة و47 ثانية امرأة، ترتدي نقاباً ومُغطاة من رأسها حتى أخمص قدمها بلباسٍ أسود، وهي تجيب عن سلسلة أسئلة من إحدى المُراسِلات الصحفيات.

تُعرِّف السيدة، التي تُزعَم صلتها بـ "داعش"، نفسها بأنَّها سورية من دمشق، وتقول إنَّها كانت في أراضي داعش مع الأخريات "في سبيل الله".

وتضيف المرأة أنَّ زوجها مقاتل في داعش، يُنفِّذ أحياناً عمليات "انغماسية" أو عمليات تفخيخ.

وادَّعت أنَّ تعليمات البغدادي من شأنها مساعدة الرجال الباقين على "التركيز على الجهاد"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وتستخدم المرأة لغةً جهادية نمطية للإشادة بأعمال تنظيم داعش وشخصية زعيمه.

على سبيل المثال، تقول المرأة إنَّه لا هي ولا زوجها قابلا البغدادي. لكن حين سُئِلَت عما إذا كان "شخصاً حقيقياً"، تردُّ بإيجاب وتختتم إجابتها بآية من القرآن: "سيماهم في وجوههم".

وفي إجابتها الأخيرة، تقول المرأة الداعشية إنَّها لا تعرف مكان وجود البغدادي في تلك اللحظة.

وتختم قائلةً: "الله أعلم، لكن هو مع الإخوة إن شاء الله".

نُشِرت المقابلة الثنائية كذلك على قنواتٍ جهادية على تطبيق تليغرام، الذي يُعَد المنصة رقم واحد للجماعات الجهادية ومناصريها.

أشاد البعض بزوجة مقاتل داعش لـ "صراحتها" و "شجاعتها"، ولقَّبوها هي ونساء داعش الأخريات اللقب التكريمي "حفيدات عائشة (إحدى زوجات النبي محمد)".

ويصف أحد المنشورات، على سبيل المثال، الزوجة الداعشية المزعومة بأنَّها "امرأة بألف رجل".

ووصفها داعم آخر موالٍ لـ "داعش" بأنَّها، من وجهة نظره، "مُوحِّدة" أثارت إعجاب "الجميع" بـ "صبرها وثباتها".

ويشيد المنشور بصورة خاصة بالمرأة، لدعائها بسلامة البغدادي، في أثناء المقابلة.

 منبر "معادٍ لداعش"

لكنَّ منشورات أخرى عديدة على تليغرام حذَّرت من نشر المقطع الذي أنتجه منبر "معادٍ للدولة الإسلامية".

وعلى سبيل المثال، يتهم منشور رائجٌ قناة "الآن" ببث مقابلات سابقاً مع "المنشقين عن داعش، والهاربين، والساعين للحصول على مكافآت"، وادَّعى أنَّ الترويج للفيديو الأخير يمنح القناة مصداقية بلا مبرر.

ويقول المنشور نفسه إنَّ أنصار داعش ينبغي ألا يُسلِّطوا الضوء على مثل هذه المواد، التي يبدو ظاهرياً أنَّها تخدم داعش، لكنَّها في الحقيقة تهدف إلى تقويض التنظيم.

ويُشكِّك كاتب المنشور، على وجه الخصوص، فيما إذا كان البغدادي قد يرسل امرأة داعشية قط إلى أيدي "المرتدين".

ويصف المؤلف أيضاً الإشارة الواضحة من المرأة الداعشية إلى موقع البغدادي، باعتبارها "كارثة" من منظورٍ أمني.

ويضيف كاتب المنشور أنَّ المرأة الداعشية المزعومة في المقابلة التلفزيونية لا لوم عليها، وأنَّ أنصار داعش عليهم الوضع في الاعتبار حالتها النفسية بالنظر إلى "أنَّها غادرت للتو منطقة حرب".

شكَّك مستخدمٌ آخر على تليغرام مطلقاً في إمكانية منح البغدادي أوامر للسيدات وكبار السن والجرحى بتسليم أنفسهم إلى "دار الرِدّة"، وهو مصطلح ازدرائي يشير إلى المناطق التي يسيطر عليها خصوم داعش، قوات سوريا الديمقراطية.

ويدَّعي المستخدم، ويُدعى حمزة الخنزاخي، أنَّ الناس أساؤوا فهم "التعليمات اللفظية" لزعيم داعش.

ويقول الخنزاخي إنَّ البغدادي بالفعل سمح للنساء وكبار السن والجرحى بمغادرة أراضي داعش، لكن عبر "المعبر عند التل".

لكن ليس واضحاً ما هو أو أين يقع المعبر الذي يشير إليه الخنزاخي، وكان هذا المستخدم تعرَّض سابقاً للانتقادات من أنصار آخرين لـ "داعش" شكَّكوا في صدقية موالاته للتنظيم.

في غضون ذلك، اتهم منبر "تحليلي" موالٍ لتنظيم القاعدة على تطبيق تليغرام، يُدعى "النورس للدراسات"، لديه 53542 متابعاً، الزوجة الداعشية المزعومة، بأنَّها عضوة متنكِّرة من قوات سوريا الديمقراطية.

وفي حين لم يوضح "النورس" لِمَ قد تقْدِم قوات سوريا الديمقراطية على خطوةٍ كتلك، ربما كان يعني أنَّ مثل تلك الإعلانات المؤيدة لـ "داعش" في المقابلات تهدف إلى ضمان عدم تقديم أي تعاطف مع نساء داعش، خصوصاً أولئك اللاتي يُردن العودة إلى بلدانهن أو مجتمعاتهن.

الحرب السورية المقبلة ستكون دولية.. هنا قاعدة التنف العسكرية

لو اندلع الحريق الكبير على الأراضي السورية ستكون قاعدة التنف الأمريكية شريكة في إطلاق الشرارة، أو في تعقب من أطلقوها…هذه قصة أهم القواعد العسكرية في بلاد الحرب التي لم تعد أهلية

Gepostet von ‎عربي بوست‎ am Donnerstag, 21. Februar 2019

علامات:
تحميل المزيد