جهة مجهولة تسرّب مكالمة بين مدير حملة بوتفليقة وأكبر ممول لها.. تفاصيل التسريب الذي أربك أنصار الخامسة

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/28 الساعة 10:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/28 الساعة 11:59 بتوقيت غرينتش
Algeria's President Abdelaziz Bouteflika waves after casting his vote during the local elections at a polling station in Algiers, Algeria November 23, 2017. REUTERS/Zohra Bensemra

انتشر تسريب تسجيل صوتي لحملة بوتفليقة ، الراغب في الترشح لعهدة رئاسية خامسة، كشف عن تخوّف محيطه من المسيرات الشعبية الرافضة لاستمراره في الحكم.

وسُرب عشية الأربعاء 27 شباط/فبراير، تسجيلٌ صوتي لمحادثة هاتفية جمعت بين عبدالمالك سلال مدير الحملة الانتخابية لبوتفليقة، وعلي حداد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات أكبر ممول للحملة، على الشبكات الاجتماعية.

التسجيل المسرب أظهر خشية داعمي العهدة الخامسة من الحراك الشعبي الرافض للعهدة الخامسة، وأبان أن سلال يخشى من التعرض لإطلاق النار خلال احتكاكه بمتظاهرين معارضين، وأنه مستعد للرد بالمثل في حالة حدوث ذلك.

مكالمة خطيرة بين عبدالمالك سلال و علي حداد يهدد فيه سلال بإستعمال الرصاص ضد المتظاهرين …….. نحذر و نقول لكل الفاسدين سياسيين و عسكريين و رجال مال و أعمال فاسد أنهم تحت المراقبة و التصنت و أي خطأ اي تصريح ساقط اي تهور اي قرار سيندمون عليه و لو بعد حين .:المطلوب إلغاء زيارة سلال الى عين وسارة حقنا للدماء …الجزائر أولا … و الجزائر قبل كل شيئ .:ملاحظة / الغرض من نشر هذه المكالمة هو تحميل مسؤولية اي انزلاق اي فوضى اي استعمال للقوة يوم الجمعة القادم لكل من سلال و حداد و من معهما … و هذه المكالمة من بين عشرات المكالمات بين مسؤولين كبار و حديث فيما بينهم حول المسيرات الشعبية و قد إختصرت قدر المستطاع تفاديا لاي انزلاق اي فوضى اي …… ربي يقدر الخير

Gepostet von Ben Sedira Alsaid am Mittwoch, 27. Februar 2019

تفاصيل تسريب تسجيل صوتي لحملة بوتفليقة 

التسريب الصوتي الذي لم يتسنَّ لـ"عربي بوست" التأكد من صحته، ومدته 11 دقيقة وثانيتان، يكشف ما دار بين سلال وعلي حداد رفقة آخرين لم تتضح هويتهم، أثناء اجتماع عبر الهاتف، بحثوا فيه تحضير  لقاء لشيوخ الزوايا بمدينة عين وسارة التابعة لولاية الجلفة 300 (جنوب العاصمة).

وأظهر التسجيل الصوتي أن الشخصيتين القريبتين جداً من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، أجريا تقييماً للمسيرات المنتظرة غداً الجمعة الأول من مارس/آذار 2019، ضد العهدة الخامسة.

ونقل حداد توقعات شخص يدعى إسماعيل بأن" المظاهرات سوف تنتشر في الداخل (المدن الداخلية)، مع احتمال غلق الطريق الوطني السريع رقم 01 الرابط بين العاصمة وولاية الجلفة.

ليرد سلال قائلاً: "لا.. مش رايحة تمشي (لن نتنشر)"، وأشار حداد إلى اعتداءات وقعت بطريق العفرون (ولاية البليدة)، لكن سلال رد بأن "أي اعتداء سيقابل بردٍّ قاسٍ من قبل الدرك الوطني.. الدرك لا يلعب".

يجب أن نصمد

أشهر رجل أعمال في الجزائر أكد للوزير الأول الأسبق أنهم مطالبون بالصمود حتى 3 مارس/آذار، آخر موعد دستوري لتقديم ملفات الترشح، قائلاً: "يجب أن نصمد حتى الثالث".  

وهو اليوم، الذي يفترض أن يقدم فيه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، الذي انتقل الأحد الماضي 24 شباط/فبراير إلى جنيف لإجراء فحوص طبية، ملف ترشحه للمجلس الدستوري.

لن ينسحب بسهولة

عبدالمالك سلال، الذي سبق وصرح بأنه "لا أحد بإمكانه منع بوتفليقة من الترشح"، أكد أن مسألة عدول الرئيس عن التقدم لعهدة خامسة غير مطروحة إطلاقاً ضمن خططهم، وقال لحداد: "يظنون أنه من السهل أن ينسحب".

ويظهر التسريب أن معسكر الرئيس بوتفليقة متفائل بالفوز بنسبة معتبرة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 أبريل/نيسان 2019، واستند سلال إلى مقال تحليلي للكاتب اللبناني-الفرنسي أنطوان بصبوص توقع فيه "فوز بوتفليقة بنسبة 80%"، قائلاً إن "تحليله جيد رغم أنه لا يحب الرئيس".

من جانبه، حاول علي حداد في ذات التسجيل التقليل من أهمية المسيرات التي ستخرج الجمعة 1 مارس/آذار رفضاً لعهدة خامسة، معتبراً أن "خروج 5 آلاف أو 10 آلاف في ولاية أمر عادي".

وأضاف حداد أن شخصاً اسمه محمد يعرف جيداً ولاية تيزي وزو (ولاية بمنطقة القبائل) أبلغه "بأن الناس هنا يهمهم فقط الحصول على أشياء (مكاسب)، ويفضلون بوتفليقة على شخص آخر".

خائفون

وتناول الرجلان تعامل بعض حلفائهم مع المسيرات الشعبية، وقال حداد: "البعض بدؤوا بالتراجع"، ليرد سلال: "لا.. ليس تراجعاً.. ولكن بدؤوا يشعرون بالخوف.. قلت لهم لماذا الخوف، عندنا الدين وعندنا ربنا".

وطالب حداد بضرورة تجنيد الجميع يوم الجمعة، (يقصد أعضاء الحكومة)، ليجبه سلال: "من غير وزير الداخلية والوزير الأول لا أحد يأتي لمكتبه يوم الجمعة، وزير الشؤون الدينية الذي يفترض هذا اليوم يوم عمله لا يأتي إلى مكتبه".

وتابع سلال بأنه حث رؤساء الأحزاب وكل المنخرطين في حملة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة بألا يخافوا من الاحتجاجات، مستدلاً برئيس حزب الجبهة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس الذي عقد الأربعاء تجمعاً شعبياً بولاية الشلف (غرب)، وقال: "أخبرته بأن يكون قوياً، ولا يسبّ الناس (المحتجين) ويتحدث معهم بهدوء".

نحن أيضاً لدينا الكلاشينكوف

من مظاهرات الجزائر الرافضة للعهدة الخامسة
من مظاهرات الجزائر الرافضة للعهدة الخامسة

بين الدقيقتين الرابعة والخامسة، ترِدُ على لسان عبدالمالك سلال عبارات خطيرة للغاية، إذ كشفت أنه يخشى أن يتعرض إلى إطلاق النار في طريقه إلى ولاية الجلفة يوم الجمعة، من قبل المحتجين، وأنه "في هذه الحالة سيضطر حرسه الشخصي إلى الرد بالمثل".

وقال سلال: "أنا ذاهب وإذا اعترضوا طريقنا نحن أيضاً لدينا الكلاشينكوف (الحرس الخاص).. إذا أطلقوا النار علينا سنطلق أيضاً، وإن شاء لا يحدث هذا، وسأنزل وأتحدث معهم بشكل بهدوء".

وينصح علي حداد، مدير حملة بوتفليقة، بالتوجه إلى ولاية الجلفة، حيث ستقام مراسيم إعلان دعم الزوايا للرئيس بوتفليقة ليخوض عهدة رئاسية خامسة، في الصباح الباكر، (السادسة صباح) أخذاً بالاحتياطات، لكن سلال أكد لمحدثه أنه سيتوجه في الوقت المحدد (الحادية عشرة صباحاً).

ممنوع تكريم الرئيس  

ويكشف التسجيل أن سلال أمر رئيس جمعية الزوايا عبدالقادر باسين بعدم تكريم أي شخص وبالأخصّ "الرئيس"، واعتبر سلال أن "التكريمات التي تمت في وقت سابق من قبل الحكومة وحزب جبهة التحرير، بإهداء كوادر (إطارات صور) للرئيس أكبر كارثة، حتى على الصعيد الاتصالي كارثة". مؤكداً "الاكتفاء بقراءة بيان الدعم والمساندة والعودة إلى العاصمة بعد أداء صلاة الجمعة مباشرة".

ووترغيت بطريقة مختلفة

التسريب الصوتي لمكالمة عبدالمالك سلال وعلي حداد يعد أمراً غير مسبوق في تاريخ الانتخابات بالجزائر، واللافت فيه أن جهات مجهولة قامت بتسريبه عبر بريد صفحات فيسبوك يملكها صحفيون وذات انتشار واسع.

وكتب الصحفي عدلان ملاح، الذي تعرّض للسجن في الأسابيع القليلة الماضية، في إطار مزاعم ارتباطه بشبكة المدوّن المقيم بالخارج أمير دي زاد، قبل أن يطلق سراحه، أن "التسجيل وصل إلى صفحته على موقع فيسبوك، من حساب مجهول (أنشئ قبل 10 دقائق من إرساله) ثم حذف".

وأُرسل التسريب إلى عدد محدود من المدونين الجزائريين، المعروفين على مواقع التواصل الاجتماعي، من بينهم السعيد بن سديرة المقيم بلندن وصاحب الموقع الإلكتروني "فلاش ديسك".

ماإستخلصته من التسجيل الصوتي لحديث عبد المالك سلال وعلي حداد1- التسجيل سُرب بطريقة غريبة جدا، ووصلني في بريد الصفحة من…

Gepostet von ‎الصحفي عدلان ملاح‎ am Mittwoch, 27. Februar 2019

وذكرت تقارير إعلامية أن مسؤول مصلحة الاستخبارات بالعاصمة المعروف باسم العقيد إسماعيل، تمت إقالته من منصبه فور تسريب التسجيل على مواقع التواصل الاجتماعي.

الخوف غير موقعه

وتفاعل صحفيون مع المكالمة الهاتفية المسربة، واعتبروا أنها إشارة قوية على تهلهل معسكر الداعمين لعهدة رئاسية خامسة.

وكتب الصحفي مسعود هدنة على صفحته: "مكالمة الارتعاش النظام يرتعش.. غيّر الرعب معسكره إذا يا سي رضا مالك (رحمك الله).. مكالمة سلال-حداد، التي سرّبها من سرّبها، أدّت مرادها وفهمها الشعب هكذا: أنتم ترتعوش قبل الاحتضار.. فارتعشوا".

من جانبه كتب الإعلامي المعارض عبدالنور بوخمخم: "من سرّب المكالمة؟.. فحل ابن البلد بينهم، ممكن فهم يقولون الناس تركتهم ضابط وصلته أراد فضحهم، ممكن الأكيد الجيش مليء بالضباط الشرفاء.. بقايا توفيق (قائد المخابرات السابق) تنتقم، ممكن الفاسدين يأكلون بعضهم المهم ليس من؟ المهم انتهوا وهم محبطين منهزمين الضغط يستمر كبيراً سلمياً، وحده الضامن لتحرير البلد من كل الفاسدين".

تحميل المزيد