نصر الله يبكي بسبب لقاء خامنئي بالأسد.. تصريحات سابقة عن نظرته لإيران تخبرك السر وراء هذه الدموع

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/28 الساعة 10:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/28 الساعة 10:23 بتوقيت غرينتش
بشار الأسد ومرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي/ رويترز

"عيناي دمعتا عندما رأيت صورة الإمام القائد مع الرئيس بشار الأسد"، هكذا عبر الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، عن تأثره من عناق الرئيس السوري لمرشد الثورة الإيرانية على خامنئي، في لقائهما الأخير.
وكشف أمين عام حزب الله عن تأثره بهذا اللقاء خلال لقاء داخلي وخاص عقده مع الهيئات النسائية في حزب الله، بمناسبة "ولادة السيدة فاطمة الزهراء"، حسب موقع "ليبانون ديبايت" اللبناني.
لهذا بكى من عناق الرئيس السوري لمرشد الثورة الإيرانية على خامنئي

وقال نصر الله الذي دعم الأسد في أسوأ الظروف: "عيناي دمعتا عندما رأيت صورة الإمام القائد مع الرئيس بشار الأسد".
وأضاف نصر الله للنساء الحاضرات: "العنوان الأول للمعركة القائمة هو الإفقار والتجويع والحصار المالي للضغط على بيئة المقاومة".
وقال: "إن الغاية هي إضعافنا بنية السيطرة علينا"، مشيراً إلى أنه "يجب أن يكون لدينا إرادة تحدٍّ".

لولا حزب الله ما بقي الأسد

ولعبت مشاركة حزب الله في الحرب في سوريا بناء على توجيهات إيرانية دوراً حاسماً في إنقاذ الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة الثورة السورية، قبل أن يأتي التدخل الروسي لتحسم النزاع بشكل كامل لصالح النظام.

ويعبر عناق الرئيس السوري لمرشد الثورة الإيرانية على خامنئي عن امتنان عميق للدور الإيراني في إنقاذ النظام السوري، وهو الدور الذي تم بشكل أساسي عن طريق حزب الله، إضافة إلى الميلشيات الشيعية العراقية والباكستانية والأفغانية.

وقال مصدر لبناني مطلع على أنشطة حزب الله في سوريا، إن تدخل الحزب جاءت في لحظات فارقة كان جيش النظام فيها على وشك الإنهيار، وشهدت إنشقاقات واسعة حتى بين الضباط العلويين.

وأوضح المصدر لـ"عربي بوست" أنه خلال الأعوام الأولى للثورة السورية، كان أكبر عدو للنظام هو فساد ضباطه، بما فيهم العلويين (نفس طائفة آل الأسد)، الذين كان كثيراً منهم يتخلى عن مواقعه خوفاً من القتال أو مقابل المال.

نصرالله تدخل في سوريا بناء على أوامر إيرانية /رويترز
نصرالله تدخل في سوريا بناء على أوامر إيرانية /رويترز

وأضاف" تدخل حزب الله في لحظات حاسمة، ولعب دوراً عبر إنضباطه في تصليب الجيش السوري، كما قادم بدور فارق كما حدث في معركة القصير المفصلية.

وقال المصدر إن حزب الله عاني خلال الحرب كثيراً من تخاذل الجيش السوري وعدم التزامه بوعوده في المعارك، إذ كان كثيراً ما ترك مقاتلي الحزب وحدهم، ولكن في النهاية حقق الحزب هدفه".

وتابع قائلا" الثمن الذي دفعه بالحزب لم كبيراً من حيث الخسائر البشرية، ولكن الثمن الأكبر هو من سمعته في العالم الإسلامي وتحوله من رمز المقاومة ضد إسرائيل إلى حزب طائفي مكروه في أوساط المسلمين السنة".

زيارة كانت منتظرة منذ سنوات

وتأتي زيارة الأسد لإيران في محاولة لدحض الحديث عن تراجع النفوذ الإيراني في سوريا لصالح موسكو.

وقالت مصادر إيرانية إن طهران كانت تنتظر منذ أشهر زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إليها، لا سيما بعد زيارتين متتاليتين إلى روسيا، الحليف اللدود، وسط انتظار إيراني تطور إلى استعجال فِي ظل الحديث المتزايد عن انكفاء الدور الإيراني وضغوطات واشنطن وعواصم غربية وعربية عليها للخروج.

 

وأشارت المصادر إلى أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني عمل بشكل شخصي على ترتيب الزيارة والاهتمام بتفاصيلها وإجراءات الأسد الأمنية، بل هو كان مع الأسد على متن الطائرة الإيرانية التي أقلت الرئيس السوري إلى طهران.

وبشأن التكتم على زيارة الأسد لطهران، تابعت المصادر القول إن "لتكتم كان السمة الأبرز لهذه الزيارة، لمنع أي تسريب قد يعرض حياة الضيف للخطر، وهو السبب عينه الذي جعل من الزيارة قصيرة جدًا".

تصريحات محذوفة تظهر نظرة نصر الله لخامنئي.. إنه فوق الدستور اللبناني

وكان موقع إيراني قد سبق أن حذف تصريحات مثيرة تظهر حجم الولاء الذي يكنّه الأمين العام لحزب الله لمرشد الثورة الإيرانية.

إذ نشر موقع "فردا نيوز" الإيراني الشهير في مارس/آذار 2018 تقريراً إخبارياً لمراسله في بيروت، عن تصريحات أدلى بها أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، خلال لقاء خاص له مع الجالية الإيرانية في لبنان.
ووفقاً لتقرير الموقع، فإن نصر الله اعتبر ولاية الفقيه في إيران مقدمة بالنسبة له على الدستور اللبناني.
والشيعة تركوا الحكم للعباسيين والعثمانيين

ونقل مراسل الصحيفة أن الحضور تأثروا بحديث نصر الله عن مظلومية الشيعة سابقاً، ونفوذهم وتوسعهم حالياً، مضيفا أن الجمهور ضحك "عندما تحدث نصر الله عن عدم وجود ثقة بالنفس لدى الشيعة في السابق".

وأثارت تصريحات نصر الله الجدل من جوانب عديدة، مثل قوله إن مدينة طرابلس (معقل السنة في لبنان) كانت في الأصل مدينة شيعية.

حزب الله أداة إيران الأقوى في توسيع نفوذها الإقليمي/ REUTERS
حزب الله أداة إيران الأقوى في توسيع نفوذها الإقليمي/ REUTERS

ونشر حزب الله بياناً ينفي فيه التصريحات التي نسبها موقع "فردا" الإيراني لنصر الله، لكن بيان الحزب لم ينفِ حدوث اللقاء بين زعيم الحزب وبين الجالية الإيرانية في لبنان.
وخلال اللقاء، تحدث نصر الله عن أهمية النظام الإيراني للشيعة في العالم.
وقال نصر الله: "كان الشيعة في لبنان مضطهدين، وليس لهم من يدعمهم كباقي الطوائف التي كانت مدعومة من السعودية وروسيا وبريطانيا وفرنسا".
وأضاف أن "الشيعة لم تكن لديهم ثقة بالنفس؛ لأن الحكم كان دائماً بيد العثمانيين وابن تيمية والعباسيين، ولم يستطع الشيعة إظهار معتقدهم"، معتبراً أن رجل الدين الإيراني موسى الصدر هو الذي بدأ عملية إعادة الثقة للشيعة.

ولاؤنا الأول لمرشد الثورة

وحول نشأة حزب الله، قال نصر الله: "نحن ولدنا مع الثورة الإيرانية، لقد حصلنا على حياتنا ووجودنا من خلال الثورة، وأهم تجربة لولاية الفقيه في الخارج كانت في لبنان، وإذا كنا الآن أحياء ونعيش بعزة وكرامة، فذلك ليس بسبب السلاح والمال، بل بسبب اعتقادنا بولاية الفقيه"، على حد تعبيره.
واعتبر نصر الله أن اعتقاد حزب الله بولاية الفقيه يفوق اعتقاد الإيرانيين أنفسهم، قائلاً: "إيماننا بولاية الفقيه يختلف مع العديد من الإيرانيين، فمعتقدنا أقوى منهم، ونحن نؤمن أن طاعة ولاية الفقيه هي طاعة المعصوم".
كما اعتبر أن مكانة ولاية الفقيه فوق الدستور اللبناني، قائلاً: "نحن نؤمن بأن ولاية الفقيه فوق الدستور اللبناني، ونعتبر تنفيذ أوامر الولي الفقيه واجباً إجبارياً".

لا نحارب من أجل الأسد، وميشال عون من نسل علي بن أبي طالب!

وحول موقف حزب الله من بشار الأسد، قال نصر الله: "نحن لا نقاتل من أجل بشار الأسد، نحن نقاتل من أجل التشيع، ولولا حزب الله وإيران لسقطت سوريا، الشيعة اليوم في ذروة قوتهم بالمنطقة".
واعتبر نصر الله أن الإيرانيين هم أنصار الإمام المهدي الغائب، قائلاً: "ظهور الإمام المهدي سيكون على يد الإيرانيين، والثورة الإسلامية الإيرانية مهدت الأرضية لظهور المهدي، وهذا لا مثيل له في التاريخ".
وهاجم نصر الله الثورة الخضراء التي شهدتها إيران عام 2009، وقال لقد "التقيت القادة (قادة الثورة الخضراء)، وقلت لهم إن جميع أعداء إيران سعداء، وجميع الشيعة في العالم منزعجون مما حدث".
ومن الأمور الغريبة في الحوار الذي حذفه الموقع قول نصر الله عن حليفه السياسي الرئيس اللبناني ميشال عون إن أصوله شيعية.

وقال نصر الله: "ميشال عون من أحفاد علي بن أبي طالب، والكثير من الشيعة في جزين إما تسنّنوا أو تنصروا، ومدينة جزين أصبحت مسيحية".

تحميل المزيد