تتوقع صحيفة The Telegraph البريطانية أن وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد يستعد لحظر جماعة حزب الله اللبنانية، المدعومة من إيران، في أقرب وقت هذا الأسبوع.
ممنوع رفع أعلام حزب الله مرة أخرى
من المتوقع أن يحظر جاويد الجماعة الشيعية بالكامل باعتبارها "جماعةً إرهابيةً"، الأمر الذي يؤدي إلى منع أنصارها من رفع علمها في شوارع بريطانيا.
غير أن هذه الخطوة لا بد من المصادقة عليها من قبل البرلمان، مما يزيد من احتمالية الاعتراض عليها من قبل جيرمي كوربين، عضو البرلمان البريطاني وزعيم حزب العمال المعارض، الذي أشار من قبل إلى أفراد الجماعة على أنهم "أصدقاء".
وتأتي هذه الخطوة بعد تحذيرات من أعضاء البرلمان أن بريطانيا ميزت تمييزاً خاطئاً بين حظر الجناح العسكري للجماعة وترك جناحها السياسي.
وسمح هذا التمييز للمتظاهرين في يوم القدس السنوي بتنظيم مسيرة وسط لندن، ملوحين بعلم حزب الله الذي تظهر عليه بندقية.
لماذا تحظر بريطانيا حزب الله؟
قال عضوٌ بالبرلمان البريطاني، على درايةٍ بهذه الخطط: "دُرست هذه الخطوة لبعض الوقت وأصبحت الآن وشيكة، وكان ينبغي تنفيذها منذ وقت طويل".
وأضاف: "بدا القرار منطقياً دائماً. فمن الغريب ألا يُحظر الجناح السياسي لحزب الله، رغم أن دولاً أخرى اتخذت قراراً مشابهاً".
وتابَع: "في ظل الظروف الراهنة، تعد هذه الخطوة إشارةً قويةً على أننا لن نسمح بأي احتفالات للإرهابيين أو المعادين للسامية في شوارع بريطانيا".
بريطانيا بين حزب الله وحماس
كان حزب العمال البريطاني قد قرَّر حظر الجناح العسكري لحزب الله عام 2008، لدعمه أعمالاً إرهابية وتنفيذها، ولكنَّ وزراء جادلوا بأن حظر الجماعة بأكملها قد يؤدي إلى الإضرار بالعلاقات مع الحكومة اللبنانية، التي تضم ممثلين من حزب الله.
وكانت قناة الجزيرة قد نقلت عام 2009 تصريح كوربين، بأنه "في وقت ما" ينبغي إلغاء الحظر المفروض على حركة حماس، وهي حركة فلسطينية مسلحة، لأن "الاتصالات بين السياسيين وحماس في تزايد يوماً بعد آخر".
وفي العام نفسه، أشار كوربين في اجتماع في البرلمان إلى وفد زائر من ممثلي حركة حماس وجماعة حزب الله على أنهم "أصدقاء". إلا أنه تراجع في وقتٍ لاحق عن تصريحاته، قائلاً إنها كانت بهدف دفع "المناقشات حول عملية السلام".
تقديم طلب رسمي للبرلمان للحظر
من المتوقع أن يقدم جاويد طلباً للبرلمان، لإضافة الجناح السياسي لحزب الله لقائمة المملكة المتحدة للمنظمات الإرهابية المحظورة، وهو ما سيُعطي النواب فرصة لمعارضة الخطوة.
ويُحتمل أن تحظى الخطوة بدعم قوي من نواب حزب العمال السابقين، جوان ريان ومايك غابيس وإيان أوستن، الذين استقالوا من الحزب الأسبوع الماضي، إذ دعا هؤلاء النواب الوزراءَ إلى حظر الجماعة كاملة.
وأعلن صادق خان، عمدة لندن وأحد أعضاء حزب العمال، دعمه للخطوة.
مسيرة القدس أزعجتهم
بعد مسيرة القدس عام 2017، أخبر روبرت جنريك، الذي يشغل الآن منصب وزير الخزانة، آمبر رود، التي كانت تشغل منصب وزيرة الداخلية حينها: "زوجتي وبناتي يهوديات. وقابلتنا مسيرة احتجاجية ترفع أعلاماً وتهتف هتافات معادية للسامية، وكان هناك أشخاصٌ يحملون أعلام حزب الله. واستهزاء بالقانون كتب أحد المتظاهرين على لافتة: "لا يمكنكم اعتقالي لأنني أدعم الجناح السياسي لحزب الله وليس الجناح العسكري هذه المرة!".
وقالت ريان في نقاشٍ جرى في يناير/كانون الثاني 2018: "حزب الله جماعة إرهابية مدفوعة بأيديولوجيا معادية للسامية، وتسعى لتدمير إسرائيل. وقد جلبت الموت والدمار لمنطقة الشرق الأوسط بمساعدتها في المذابح التي يرتكبها نظام الأسد في سوريا، وتحريضه عليها ومساعدة إيران على التوسع في المنطقة. إنها لا تفرق بين جناحيها السياسي والعسكري، ولا ينبغي على الحكومة البريطانية فعل ذلك".
وقال توم توجندات، وهو سياسي من حزب المحافظين، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم البريطاني، في مقالة بصحيفة The Telegraph العام الماضي: "ينبغي أن نتبع نهج الهولنديين والأمريكيين وباقي الدول في حظر الجماعة، مع التعاون مع الحكومة اللبنانية".
وأضاف: "إن ذلك سيوقِف دعاية حزب الله ومعاداته للسامية في شوارعنا، مثلما رأينا في مسيرات القدس السابقة التي كان آخرها ما حدث اليوم. كما أن ذلك سيمكننا من دعم اللبنانيين الذين يعملون حقاً من أجل مستقبل سلمي".
وقالت وزارة الداخلية إنها لن تعلق على ما إذا كان يُنظر في حظر الجماعة أم لا.