نفت ديم جيني شيبلي، رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة، كتابتها مقال رأيٍ مثيراً للجدل، لصحيفةٍ صينيةٍ حكوميةٍ تحت عنوان: "نحتاج لتعلُّم الاستماع إلى الصين".
قدَّم المقال نقداً لاذعاً لنائب رئيس وزراء نيوزيلندا وينستون بيترز، وقد جاء في وقتٍ تنامى فيه التوتر بين البلدين، حسب تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة تكتب مقالاً تشيد فيه بالصين
كان قد ظهر مقال رأيٍ يحمل اسم شيبلي في صحيفة People's Daily الصينية، لسان الحزب الشيوعي الصيني، يُشيد بتقدم البلاد فيما يخص قضايا المرأة، ومبادرة "حزامٌ واحد.. طريقٌ واحد"، والحد من الفقر. وكان المقال هو الأكثر قراءةً على موقع الصحيفة، الأربعاء 20 فبراير/شباط 2019.
لكن شيبلي نفت كتابة المقال، وقالت إنه قد استُخلِصَ من مقابلةٍ أجرتها معها الصحيفة في ديسمبر/كانون الأول 2018. وقالت لصحيفة New Zealand Herald: "لم أتحدَّث إلى صحيفة People's Daily منذ ديسمبر/كانون الأول 2018".
وقالت: "من المهم بالنسبة لوزير الخارجية ورئيسة الوزراء والآخرين أن يفهموا أنني لا يمكن أن أفكر مُطلَقاً في الخروج بموقفٍ عام مثل هذا في مثل ذلك الوقت المهم بالنسبة للعلاقات النيوزيلندية".
خاصة أن لها علاقات جيدة مع بكين
كانت شيبلي تتمتَّع بعلاقاتٍ مهمة مع الصين، بما يشمل تولِّيها منصب رئيسة الفرع النيوزيلندي لبنك التعمير الصيني، والرئيسة السابقة لشركة أورافيدا، التي تُزوِّد الصين بالمنتجات الغذائية، بالإضافة إلى أنها "تزور الصين بصورةٍ منتظمة"، وفقاً لما أوردته في حسابها على شبكة LinkedIn.
وجاء في المقال: "بإمكان المرأة، على المستويات كافة، أن تشارك أفكارها وأن تكون على قدم المساواة مع الرجل في صنع القرار"، وقد انتُشِل من الفقر 700 مليون إنسانٍ خلال الأعوام الأربعين الماضية.
ذَكَرَ المقال أيضاً أن "أحد أسباب النجاح الكبير للصين خلال السنوات الأربعين الماضية منذ بدء الإصلاح والانفتاح، كان اتصال الشعب بالأسواق العالمية، وهو الأمر الذي أحدث موجةً هائلةً من التقدم في المجال الصناعي".
وأضاف: "وتُعدُّ مبادرة (حزامٌ واحد.. طريقٌ واحد) التي أقرَّتها الصين، واحدةً من أعظم الأفكار التي لم نسمع بها من قبل على المستوى العالمي، إنَّها فكرةٌ متطلعةٌ إلى المستقبل، وفي رأيي فإنَّها من الوارد أن تُحدث الموجة التالية للنمو الاقتصادي".
قد يصبح مشروع "حزامٌ واحد.. طريقٌ واحد"، الذي تبلغ تكلفته 900 مليار دولار، أكبر مشروع بنيةٍ تحتيةٍ في العالم، لكن بعض الدول قابلته بالريبة والنقد، متخوِّفةً من أن تصبح "تابعة اقتصادياً" إذا أصبحت تحت رحمة بكين، باستخدامها أو باحتياجها السماح لها باستخدام شبكة البنية التحتية الأضخم عالمياً. واتهم رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، الصين بمحاولتها "تقويض سيادة الأمم الأخرى"، وقال إنَّ المشروع قد صُمِّم لتحقيق سيطرةٍ استراتيجيةٍ على المحيط الهندي.
لكن شبيلي قالت إنه ليس بمقال بل مقابلة صحفية
رفضت شيبلي التعليق أكثر من ذلك، ولم تستجب لطلب صحيفة The Guardian البريطانية إجراء مقابلة.
تسبَّب المقال المنشور في إرباك الرأي العام بنيوزيلندا على نطاقٍ واسع، مع محاولةٍ من الشعب لإدراك كيف ولماذا يمكن أن تبدو رئيسة وزراء سابقةٌ داعمةً لبلدٍ أجنبي في وقتٍ توترت فيه العلاقات مع ذلك البلد.
وقال خبراء صينيون، الأربعاء 20 فبراير/شباط 2019، إن من عادة صحيفة People's Daily أن تختلق موضوعاتٍ وأن تجتزئ الاقتباسات من سياقها، وقد كان خطأً من شيبلي أن تُجري مقابلةً مع الصحيفة بوجه عام.
ويأتي مقال الرأي في وقتٍ تصاعد فيه التوتر بين نيوزيلندا والصين، بعد قرار نيوزيلندا الحظر المؤقت لهواتف هواوي الصينية من المشاركة في الإطلاق المحلي لخاصية 5G، لاعتباراتٍ أمنية.
وقد فاقم برود العلاقات مشاركة نيوزيلندا في اتفاقية "الشراكة عبر المحيط الهادئ" -وهي تقويةٌ لعلاقة البلاد بدول المنطقة، لمواجهة التأثير الصيني المتنامي- وعدة أمورٍ صغيرةٍ وتَّرت العلاقات كذلك.
ونبَّه جيسون يونغ، مدير مركز نيوزيلندا المعاصر للبحوث الصينية بجامعة فيكتوريا النيوزيلندية، إلى أنَّه مع كون المشكلات الحالية مشكلاتٍ كبيرة، لم يكن من المتوقع أن تؤثر في أرباح التجارة والعلاقات السياحية، وكان ذلك متسقاً مع علاقات الصين المتزايدة مع كلٍّ من المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا.