بعد أنباء عن نية المملكة إعدام العودة.. وجوه بارزة تقود إضراباً داخل السجون مع قائمة من المطالب

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/19 الساعة 11:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/04 الساعة 11:34 بتوقيت غرينتش
salman al-awdah

 يبو أن الكلام حول إضراب دعاة في السجون السعودية صحيح حيث يقود عدد من المشايخ والدعاة والناشطين المعتقلين بالسعودية إضراباً واسعاً وموسعاً يدخل يومه الرابع، يأتي على رأسهم داعية الإصلاح السياسي الدستوري الدكتور عبدالله الحامد والدكتور عبدالكريم الخضر وفوزان الحربي والدكتور محمد بن فهد القحطاني وجميعهم من نشطاء العمل السياسي والمدني والمطالبين بضرورة إيجاد إصلاحات سياسية جذرية في بنية النظام السياسي بالسعودية.

الإضراب الذي انضم إليه كل من محمد فهد القحطاني أستاذ الاقتصاد والناشط السياسي وأحد مؤسسي جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية.

والمعتقل فوزان الحربي العضو المؤسس بجمعية الحقوق المدنية (حسم)، يهدف إلى مطالبة السلطات السعودية إلى إطلاق سراح جميع نُشطاء العمل السلمي ودعاة حقوق الإنسان والديمقراطية وكافة أصحاب الرأي والمُعتقلين تعسفياً.

كما يأتي الإضراب احتجاجاً على سوء المعاملة والأوضاع غير الإنسانية التي تمارس بحق هؤلاء المعتقلين والموقوفين داخل السجون السعودية.

وعدم توفير مناخ قضائي عادل يحاكم هؤلاء بشكل عادل، خاصة بعد صعود نجم الأمير السعودي محمد بن سلمان وتصدره المشهد السياسي في السعودية، والذي ينتهج سياسات قمعية وتعسفية بحق كل من يعارضه أو ينتقده في منهجية حكمه.

كما ويتزامن مع التحذيرات التي كان قد أطلقها نجل الداعية السعودي سلمان العودة حذر فيها من أنّ السلطات السعودية عازمة على إعدام والده، مطالباً العالم بالوقوف إلى جانب العودة ضد "سلطة خدعت العالم بأنّها إصلاحية".

وجوه بارزة تقود الإضراب

ويعدّ عبدالله الحامد أحد الوجوه البارزة التي تصدرت الإضراب داخل السجون وهو داعية الإصلاح السياسي الدستوري في السعودية، وهو مؤسس لجمعية "حسم" المعنية بالحقوق المدنية والسياسية في السعودية.

اعتقل الحامد عدة مرات كان آخرها في عام 2013، وحكم عليه بالسجن 11 عاماً في القضية المعروفة باسم "محاكم حسم".

وتناقلت الشبكات الاجتماعية بياناً صدره، وأعلن من داخل المعتقل بدء حملة الإضراب، بمشاركة عدد من المشايخ والشخصيات الاجتماعية.

وجاء في البيان "يعلن الدكتور عبدالله بن حامد الحامد، المعتقل في السجون السعودية منذ شهر مارس/آذار 2013، أنه سيدخل اليوم في إضراب عن الطعام، للمطالبة بإطلاق سراح نشطاء العمل السلمي والديمقراطي من دعاة حقوق الإنسان وجميع أصحاب الرأي والمعتقلين تعسفياً".

أسباب ودوافع الإضراب الحقيقية

ويؤكدّ مصدر خاص لـ"عربي بوست"، بأنّ السبب الحقيقي وراء الإضراب الذي نفذه عدد من المعتقلين هو المطالبة بالحقوق الطبيعية التي من المفترض أن تعطى لهم كسجناء ومعتقلين تمّ إيقافهم على خلفية التعبير عن آرائهم أو معارضتهم لسياسات الدولة.

مشيراً إلى أنّ الكثير منهم حرم من زيارة أهله له ومن حق العلاج لمن يعاني من أمراض طارئة أو سابقة، إضافة إلى أنّ الكثير منهم مورس بحقه حجم كبير من التعذيب النفسي والجسدي، الأمر الذي دفع بعدد من المعتقلين إلى خيار الإضراب بعد أن فقد جميع الخيارات أمامه، فلم يعد أمامهم سوى هذا الخيار للمطالبة بحقوقهم المسلوبة.

كما ويشير المصدر نفسه إلى أنّ الحامد وغيره من المعتقلين والمسجونين حرموا من حق توفير محامين لهم ليترافعوا عنهم.

مشيراً إلى أنّ الحامد تقدم بعدة طلبات للمدعي العام يطالب فيها توكيل محام خاص يترافع عنه أثناء جلسات محاكمته، الأمر الذي قوبل بالرفض والتجاهل من إدارة السجن.

كما تقدم الحامد أيضاً بمذكرات لرد التهم والدعوات الموجهة بحقه، والتي أتى على رأسها "التحريض ضد نظام الحكم" والتواصل مع جهات خارجية وتحريض وتأليب الرأي العام في الداخل السعودي ودعوتهم للتظاهر ضد نظام الحكم، مشدداً على أنّ هذه التهم باتت ديباجة عامة لكثير من الناشطين والدعاة داخل السجون السعودية.

الإضراب يرتكز في سجني ذهبان والحائر

موقع سجن ذهبان
موقع سجن ذهبان

وفي هذا السياق يؤكدّ الناشط الحقوقي السعودي سلطان العبدلي في حديث خاص لـ"عربي بوست"، بأنّ الإضراب قرر أن يبدأ به عبدالله الحامد وقد بدأه بغرض الدفاع عن المعتقلين وحقوقهم الذين لم يحاكموا أو تمت محاكمتهم محاكمات ظالمة.

وقد شاركه جنباً إلى جنب محمد فهد القحطاني وتبعه كل من عبدالرحمن بن حامد الحامد وعيسى بن حامد الحامد، شقيقا عبدالله الحامد، وكلاهما ناشطان في مجال الحقوق المدنية والسياسية في السعودية.

كما ويؤكدّ العبدلي انضمام عبدالكريم الخضر وهو أستاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة بجامعة القصيم وأحد الأعضاء المؤسسين لجمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية "حسم"، وكذلك جمع كبير من الدعاة والعلماء والناشطين والمحامين في السجون.

وبحسب العبدلي فإنّ معركة الإضراب تلك تأتي بدافع الضغط على النظام السياسي بالسعودي الذي لايزال يمارس سياسة القتل الممنهجة بحق هؤلاء الناشطين والدعاة المعتقلين داخل السجون، مشيراً إلى أنّ د. عبدالله الحامد الذي قارب عمره على السبعين عاماً قاد إضراباً واسعاً على الرغم من العلل والأمراض المزمنة التي يشكو منها كمرض السكري والضغط والقلب والشرايين، مشدداً على أنّ الحامد هو أول من دعا لهذا الإضراب داخل السجون مضحياً بكل ما يملك مقابل دعم حقوق معتقلي الرأي في داخل السجون.

وأكد العبدلي أنّ الإضراب يرتكز بالدرجة الأولى في كل من سجن ذهبان شمال مدينة جدة وسجن الحائر جنوب مدينة الرياض، اللذين يعجان بالدعاة والناشطين السعوديين.

مشيراً إلى أنّه قام شخصياً بإرسال رسالة إلى بعض المقربين من رجال الأمن المتعاطفين مع المعتقلين داخل السجون وأبلغوهم بأنّ عدداً من المعتقلين سيبدؤون فترة إضراب مطولة، مشدداً على أنّ الإضراب سيمارس ضغطاً كبيراً على السلطات السعودية ويكون وقعه كبيراً على المستوى الداخلي والخارجي.

ويشير العبدلي إلى وجود تجارب سابقة ناجحة كانت قد أثرت فعلياً على السلطات السعودية، حيث قاد شخصياً واحداً من الإضرابات السابقة في سجون مباحث المدينة المنورة.

الأمر الذي أدى إلى استعانة إدارة السجن بقوات الطوارئ الخاصة ومكافحة الشغب والتي قدر عددها بـ150 فرداً لفضّ هذا الإضراب الحالي لإقناع المضربين عن فك الإضراب والادعاء بأنّهم ستحقق مطالبهم.

ومن هنا فإنّ العبدلي لا يستبعد أن تقوم إدارة سجون كل من الحائر وذهبان وهي واحدة من أكبر السجون السياسية في السعودية بالاستعانة بقوات الطوارئ لمكافحة وإنهاء الإضراب قبل أن يمتدّ لفترة طويلة وتتسع دائرته لتصل إلى السجون الأخرى.

الجدير بالذكر أنّ الإضراب يتزامن مع استمرار المخاوف من تزايد حالات الاعتقال التعسفية ومن دون مبرر.

وكذلك في ظل تزايد المخاوف من تنفيذ عقوبة الإعدام بحق عدد من رموز السعودية على رأسهم دعاة بارزون مثل: سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري ومحمد موسى الشريف، والدكتور عادل باناعمة، في ظل تكتم سري وواضح على وقائع وجلسات المحاكمات الخاصة بهم.

علامات:
تحميل المزيد