قالت صحيفة The Guardianالبريطانية، إن عدداً كبيراً من سكان الدول الغربية يرون أن هناك تعارضاً صارخاً بين الإسلام وقيم بلدانهم، وذلك وفقاً لاستطلاع رأي شمل سكان فرنسا وألمانيا، وأمريكا وبريطانيا.
في المقابل، أظهر الاستطلاع أيضاً أن غالبية المسلمين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لا يرون أن الديانة المسيحية تتعارض مع مجتمعاتهم.
تفاصيل الاستطلاع
وقام موقع YouGov بإجراء هذا الاستطلاع، بناء على طلب مجلس حكماء المسلمين، وذلك بالتزامن مع الزيارة البابوية الأولى إلى شبه الجزيرة العربية.
وأظهرت النتائج أن حوالي نصف المشاركين في الاستطلاع في فرنسا وألمانيا، وثلثهم في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، يعتقدون أن هناك تعارضاً بين الإسلام وقيم المجتمع في بلدانهم.
وعندما وُجّه نفس السؤال عن المسيحية لسكان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قال 75% من السعوديين و78% من الجزائريين إنه لا يوجد تعارض بين المسيحية وقيم المجتمع في بلدانهم.
ووافقهم الرأي بصورة أكبر الإماراتيون والمصريون، فقد وصلت نسبة الذين لا يجدون تعارضاً مع المسيحية في الإمارات إلى 87%، في حين كانت أعلى بمصر، ووصلت إلى 93%.
ويحضر البابا فرنسيس مؤتمر حوار الأديان في أبوظبي، وسيقيم قداساً في مكان مفتوح يوم الثلاثاء 5 فبراير/شباط 2019، ومن المتوقع أن يحضره 120 ألف شخص.
ويسلّط نشطاء في الحرية الدينية الضوء على أهمية الزيارة البابوية التاريخية إلى مهد الإسلام، ويأملون أن تُسمع رسالة فرنسيس عن التعايش السلمي في البلدان الأخرى في المنطقة، حيث يُحرم الكثير من حقوقهم الدينية، أو يواجهون الاضطهاد.
نسبة المسيحيين في الشرق الأوسط انخفضت بشكل كبير
ووفقاً للفاتيكان، انخفضت نسبة المسيحيين في الشرق الأوسط إلى حوالي 4% من السكان بعد أن كانت حوالي 20% قبل الحرب العالمية الأولى.
وقال يوسف العتيبة، السفير الإماراتي في الولايات المتحدة: "سترسل زيارة البابا إشارة قوية إلى المنطقة والعالم: مفادها أن الأشخاص الذين ينتمون لمعتقدات مختلفة يمكنهم العيش والعمل والتعبد معاً".
وأضاف: "لن يرحب الجميع أو يتبنى الرسالة، ففي الشرق الأوسط نواجه خطر التطرف… وتجاهل هذا التهديد أو التراخي أمر خطير للغاية، ولن يؤدي سوى إلى تغذية دائرة العنف الطائفي التي سيطرت على المنطقة".
وفي الوقت نفسه، حثَّ نشطاء حقوق الإنسان البابا على استغلال زيارته المميزة للحديث عن الحرب في اليمن. إذ تعد الإمارات جزءاً من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ويُتَّهم بانتهاك حقوق الإنسان في البلاد.
البابا ينتقد حرب اليمن
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش، في خطاب إلى البابا، إن التحالف منذ مارس/آذار عام 2015 كان يفجر المنازل والأسواق والمدارس دون تمييز، ومنع تسليم المساعدات الإنسانية، واستخدم القنابل العنقودية المحرمة على نطاق واسع.
وفي خطابه في ميدان سانت بيتر، بعد أن استقل الطائرة المتجهة إلى أبوظبي بفترة قصيرة، قال فرنسيس إنه كان يتابع الموقف في اليمن "بقلق بالغ".
وقال إن الشعب اليمني "أصابه الإرهاق من الصراع الطويل، ويعاني عدد كبير من الأطفال من المجاعة، لعدم قدرتهم على الوصول إلى المؤن الغذائية". وأضاف: "إن بكاء هؤلاء الأطفال وآبائهم يصل إلى الرب".
وحثَّت "هيومن رايتس ووتش" البابا كذلك على الضغط على زعماء الإمارات بشأن القمع السياسي الداخلي، قائلة إن حرية التعبير وتكوين الجمعيات كانت معرَّضة للهجوم، وإن الآلاف من العمال المهاجرين الذين يتقاضون رواتب ضئيلة عُرضة للعمل بالسُّخرة.
وقالت سارة لي ويتسون، من منظمة هيومن رايتس ووتش، إنه رغم إعلان عام 2019 عاماً للتسامح، فإن الحكومة الإماراتية "لم تبدِ اهتماماً حقيقياً بتحسين سجلها في حقوق الإنسان".
وأضافت: "لكن الإمارات أظهرت حساسيتها تجاه صورتها على الساحة العالمية، ويجب على البابا فرنسيس أن يستغل زيارته للضغط على الزعماء الإماراتيين للوفاء بالتزامات حقوق الإنسان داخلياً وخارجياً".
لدى الدول الغربية صورة سلبية تجاه الإسلام
وأظهر استطلاع الرأي حول الاتجاهات الدينية الذي أجرته YouGov في 4 دول غربية أن المشاركين لديهم صورة سلبية تجاه الإسلام أكثر من الديانات الأخرى.
ففي فرنسا، قال 49% من المشاركين إنهم يشعرون بسلبية بالغة تجاه الإسلام، بالمقارنة مع 19% قالوا إن نظرتهم سلبية عن اليهودية، و15% تجاه المسيحية، و13% تجاه الهندوسية، و14% تجاه السيخية، و9% تجاه البوذية.
وفي ألمانيا، كان شعور 53% من المشاركين تجاه الإسلام سلبياً، مقارنة بـ10% إلى 22% كانوا يشعرون سلبياً تجاه الأديان الأخرى.
أما في الولايات المتحدة وبريطانيا، كانت هناك نِسب أقل، حيث يشعر (37% و32%) سلبياً تجاه الإسلام، فيما تشعر نفس النسبة بشعور سلبي تجاه الديانات الأخرى.
وفي دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط كانت وجهة النظر السلبية تجاه المسيحية متفاوتة، فقد وصلت إلى 43% بالجزائر، و42% في السعودية، ووصلت في مصر إلى 28%، أما في الإمارات فكانت 13%.
وشمل الاستطلاع ديانات أخرى، مثل الهندوسية والسيخية والبوذية، والتي كان لدى الأغلبية في السعودية والجزائر ومصر، وجهات نظر سلبية تجاهها.
أما فيما يتعلق بالديانة اليهودية فقد كان أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع من السعودية والجزائر، و40% من مصر لهم وجهات نظر سلبية عنها.
لكن في الإمارات، كانت الأرقام مختلفة بدرجةٍ ملحوظة، فحوالي ثلث المشاركين لديهم آراء سلبية تجاه الهندوسية والسيخية والبوذية، و22 % لديهم وجهات نظر سلبية بشأن اليهودية.
وترى الصحيفة البريطانية أن السبب في ذلك قد يكون في تكوين سكان الإمارات العربية المتحدة، حيث ينحدر نحو 90% منهم من أكثر من 200 دولة، كما أن أعداداً كبيرة جاءت من جنوب آسيا.