يعقد وزراء خارجية السعودية والإمارات والكويت والبحرين ومصر والأردن لقاء تشاورياً، الخميس 31 يناير/كانون الثاني في منطقة البحر الميت بالأردن، وسط تقارير إعلامية تفيد بأنه مخصص لبحث مسألة عودة سوريا للجامعة العربية.
وفيما أكد مصدر في الخارجية الأردنية لفرانس برس، أن الاجتماع مخصص لبحث أزمات المنطقة، دون أن يحدد أي أزمات تحديداً، فإن وكالة الأنباء الروسية سبوتنيك ووسائل إعلام مقربة لسوريا وإيران قالت إن الاجتماع سيبحث مسألة عودة سوريا للجامعة العربية.
وقد قيل كلام مماثل قبل القمة العربية الاقتصادية ببيروت، ولكن في النهاية عُقدت القمة دون حضور سوريا.
وأصحاب الشأن يجددون التأكيد أن هناك دولاً تعترض على عودة سوريا للجامعة العربية
كان السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، رئيس مكتب الأمين العام، قد كشف مؤخراً أن هناك دولاً رئيسية بالنظام العربي ترى هناك حاجة للعمل ببطء في موضوع عودة سوريا للجامعة العربية، إذا كان هناك توافق عليه أصلاً.
وقال زكي في ندوة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، إن مسألة عودة سوريا للجامعة العربية تتطلب توافقاً عربياً.
وأوضح أن قرار تعليق أنشطة سوريا بالجامعة العربية تم التوصل إليه بتوافق آراء الدول العربية الأعضاء بالجامعة والعودة عنه تتطلب توافق الدول الأعضاء.
ولفت إلى أن سوريا لم تُطرد من الجامعة العربية، بل ما حدث هو تعليق مشاركة الوفود السورية في كافة فعاليات جامعة الدول العربية.
ورداً على سؤال حول رفض بعض الدول العربية عودة سوريا في ظلّ النظام الحالي، قال حسام زكي إن موقف جامعة الدول العربية هو أن مستقبل سوريا يصيغه السوريون، وأن يشارك به كل السوريون.
وأضاف أن هناك آليات وصيغ طرحت في السابق، ويمكن أن تطرح، تسمح لكل السوريين بأن تؤخذ كل تطلعاتهم في الاعتبار، ويُسمح لهم بالمشاركة في مستقبل بلادهم.
وأضاف أنه مثلما قال وزير خارجية مصر مؤخراً، هناك خطوات وإجراءات يتعين على النظام السوري أن يقوم بها.
السعودية ما زالت مترددة، ولكن نصر الله يقدم رواية مختلفة
ويعتقد على نطاق واسع أن السعودية في مقدمة الدول العربية التي يشير إليها السفير حسام زكي على أنها متحفظة على فكرة عودة سوريا للجامعة العربية، خاصة بعد أن أعادت حليفتها الإمارات فتح سفارتها في دمشق.
وأفادت تقارير بأن السعودية لا تزال مترددة بشأن تطبيع العلاقات مع سوريا، وعودة سوريا للجامعة، على الرغم من ظهور المؤشرات بأن الرياض بدأت تعطي الأولوية في سياستها للخصومة مع المحور التركي القطري، أكثر من المحور السوري الإيراني.
وفي هذا الإطار، زعم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في حديث تلفزيوني مؤخراً، أن زيارة الرئيس السوداني عمر البشير لسوريا تمت بضوء أخضر سعودي.
وقال إن هناك معلومات تفيد بأن قرار الرئيس الأمريكي ترامب الانسحاب من سوريا، واستقالة وزير الدفاع الأمريكي احتجاجاً على القرار، تسبّبا في خوف لدى السعودية والإمارات، فعقدا جلسة تقييم في أبوظبي على مستوى عالٍ حول سوريا، وتوصلوا فيها إلى أن الخطر في سوريا ليس الإيراني، بل التركي، وأن الروس أقل خطراً.
وأضاف نصر الله أن محور السعودية والإمارات يخشى تقدم المحور التركي- القطري، من هنا كان انفتاحهم على دمشق"، حسب قوله.
والحديث عن عودة سوريا للجامعة العربية جرى إثارته من قبل
اللافت أن وسائل الإعلام المحسوبة على سوريا وإيران وروسيا كرّرت مراراً قبل القمة العربية الاقتصادية، بأن اجتماعاً لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين سيبحث مسألة عودة سوريا للجامعة العربية.
ولكن الاجتماع المشار إليه عُقد، وأكدت الجامعة العربية أنه لم يناقش الموضوع السوري؛ بل كان مخصصاً للتحضير للقمة العربية الأوروبية، المقرر عقدها في شرم الشيخ، في نهاية فبراير/شباط 2019.
وسواء كان الاجتماع سوف يناقش مسألة عودة سوريا أم لا، فإن المؤكد أن الأردن، الدولة المضيفة لاجتماع الخميس، خطا خطوات كبيرة في اتجاه تطبيع العلاقة مع سوريا.
ولكن الأردن يجاهر بتقارُبه مع سوريا
وأعلن رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة، الأحد 27 يناير/كانون الثاني 2019، أن الأردن دعا رئيس مجلس الشعب السوري حمودة صباغ إلى حضور أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، الذي سيُعقد في عمان، في مارس/آذار المقبل.
وقال الطراونة خلال استقباله في عمان، نقيب المحامين السوريين، عضو مجلس الشعب السوري نزار السكيف والوفد المرافق: "ندرك أهمية التنسيق والتعاون بين الأردن وسوريا، لاسيما في الشأن البرلماني؛ لذا جاءت الدعوة لرئيس مجلس الشعب السوري".
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية عن الطراونة تأكيده "ضرورة الدفع بخطوات التعاون إلى الأمام"، مشيراً إلى أنه "لا مصلحة لأي طرف بسوريا مفككة، ممزقة، يرتع فيها الإرهابيون وقوى التدخل الخارجي".
فهل خالفت عمان قرارات الجامعة العربية؟
وتثير هذه الدعوة تساؤلاً: هل خالف الأردن قرارات الجامعة العربية بدعوته دمشق للاتحاد البرلماني العربي.
ولكن بالعودة إلى تعريف الاتحاد البرلماني العربي، الذي يضم في عضويته البرلمانات العربية، نجد أن الاتحاد يعرف نفسه بأن لديه علاقة جيدة مع الجامعة العربية، ولا يشير التعريف إلى أنه إحدى منظمات الجامعة العربية.
ويستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمان عدد الذين لجأوا إلى البلاد منذ اندلاع النزاع في سوريا بنحو 1,3 مليون سوري.
وكانت عضوية سوريا في الجامعة العربية علَّقت مع بداية النزاع في هذا البلد في 2011، بسبب عنف النظام السوري ضد المتظاهرين، وهي لا تزال خارج الجامعة، وسط استمرار انقسام الدول العربية بشأن عودتها إلى المنظمة.
ودعا العراق ولبنان وتونس إلى عودة سوريا للجامعة العربية.
كما أعادت الإمارات، في ديسمبر/كانون الأول 2018، فتح سفارتها في دمشق، بعد قطع العلاقات الدبلوماسية منذ 2012.