يبدو أن المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الاتحادية، الإثنين 28 يناير/كانون الثاني 2019، كان صعباً على السيسي.
فقد كان الرئيس الفرنسي صريحاً وعلنياً في انتقاداته للوضع في مصر، وهو ما شكل ضغطاً على الرئيس المصري، ودفعه لتبرير الحالة التي تعيشها بلاده.
وقال ماكرون في معرض حديثه عن انتهاكات الحكومة المصرية: "هناك مدونون ومفكرون وُضعوا في السجون، وصورة مصر سوف تتضرر وتتأذى".
لكن السيسي أجاب عليه بالقول: "أنت تقول لي أريد حق المدونين، وأنا أسألك أجيب شغل منين لمليون شخص يتخرج سنوياً في مصر؟ قل لي أشغلهم إزاي، أجيب شغل منين.. أعمل إيه.. حد يقول لي؟".
وتابع: "أعمل إيه لـ2 مليون ونص مولود جديد في مصر كل سنة، عايزين مدارس وتعليم جيد، وعايزين أكل كويس وعلاج كويس، حد يقول لي نحل المسائل إزاي؟".
وأضاف: "أنا آسف إني أقول لكم إن موغيريني (مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي) بتتكلم لغة تانية غير الواقع اللي إحنا بنعيشه. أنا بتكلم بمنتهى الصراحة، ما عندناش حاجة نخجل أو نخاف منها، نحن نقود بلادنا بالأمانة والشرف والعزة".
وطالب السيسي الدول الأوروبية بألا تنظر لمصر بعيون أوروبية، "لأن المصريين لا ينظرون لهم بعيون مصرية، عليكم أن تنظروا لمصر بعيون مصرية، لأنكم ستظلموننا. وستتهموننا باتهامات غير موجودة".
وقال: "الذي يؤدي لضجة إعلامية، هي الاتهامات، طالما أن أحداً لا يتحدث بهذه القضايا، فالموضوع منتهي".
وشدد ماكرون على ضرورة إيجاد حل لاعتقال المدونين والمفكرين في مصر.
وأشار إلى أنه يقدِّر الرئيس عبد الفتاح السيسي ومساعيه لنهضة البلاد، لكنه استطرد بالقول: "العقول الجيدة في حاجة إلى الحرية والجدل بين بعضها وبعض، وفي حاجة إلى نقاشات لمساعدة مصر المستنيرة".
انتقادات ماكرون العلنية تسببت في ارتباك الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبدا ذلك على وجهه، لكنه رد بالقول إن مصر جزء من منطقة مضطربة، ولا يجب قياس مفاهيم حقوق الإنسان العالمية بما يحدث في مصر.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن بلاده "ليست كأوروبا أو أمريكا" وإن الدولة "لن تقوم بالمدونين".
وأوضح أن حقوق الإنسان متداخلة، ولا يمكن تجزئتها عن الحق في الحياة والأمن، والحق في التعبير والتنمية، مشدداً على أن الشعب المصري صاحب الحق في تقييم مدى ما يتمتع به من حقوق سياسية واقتصادية واجتماعية.