غليان في أوساط كهول سوريا.. حربٌ “مرتقبة” مع إسرائيل تسوق الكبار إلى ثكنات الجيش

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/27 الساعة 14:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/01/27 الساعة 15:08 بتوقيت غرينتش
Social Media/ دعوات احتياط جديدة في سوريا

أكدت مصادر لـ "عربي بوست" وصول آلاف من تبليغات دعوات احتياط جديدة في سوريا للخدمة العسكرية بعدّة مدن، أبرزها حلب.

وأوضحت المصادر أن دعوات إلى خدمة الاحتياط وصلت إلى شُعب التجنيد، وتم تبليغ أصحابها السحب الفوري دون تأخير وإلا فسيتم تعميم أسمائهم على الحواجز العسكرية.

الجيش السوري

دعوات احتياط جديدة في سوريا

ورفعت وزارة الدفاع التابعة للنظام السوري سقف أعمار المطلوبين للخدمة الاحتياطية ضمن صفوفها، وسط أنباء عن تجهيزها قوائم جديدة تضم قرابة 900 ألف مطلوب.

وأكدت مصادر إعلامية موالية أن جميع أسماء الاحتياط التي شُطِبت بالعفو السابق سيعاد طلبها مجدداً.

إلى جانب أسماء جديدة تُطْلَب لأول مرة، مضيفةً أن القوائم الجديدة ستكون من مواليد عام 1976 و1977 و1978 و1979 و1980 و1981 و1982 و1983.

رفع سن الاحتياط في سوريا

أوضحت المصادر أن إدارة التجنيد العامة عمَّمت على شُعَبها أسماء الدفعة الأولى من دعوات الاحتياط الجديدة، وتضمنت 13 ألف اسم من مواليد 1976 وحتى 1979.

وأضافت أن قائمة جديدة أخرى، تضم 25 ألف اسم من تلك المواليد، تم تعميمها على شُعَب التجنيد بالدفعة الثانية خلال الأسبوع الحالي.

كما عمد النظام السوري إلى رفع سقف أعمار خدمة الاحتياط حتى مواليد سنة 1974، على الرغم من أن المكلفين فوق سن 42 عاماً معفون من الدعوة الاحتياطية.

وقالت صفحة "سوريا فساد في زمن الإصلاح" الموالية إن دعوات احتياطية جديدة صدرت من إدارة التجنيد، وتم التعميم على شُعب التجنيد، وجميع الأسماء المذكورة فيها تُطلب لأول مرة منذ بداية الأزمة.

دعوات إحتياطية جديدة صدرت من إدارة التجنيد وتم التعميم على شعب التجنيد وجميع الأسماء المذكورة فيها تطلب لأول مرة منذ…

Gepostet von ‎سوريا فساد في زمن الاصلاح‎ am Donnerstag, 24. Januar 2019

وأضافت أن المجموع الكلي للمكلفين هذه الدعوة يقارب 20 ألف مكلف، وأن العمل حالياً جارٍ على إعادة فرز الأضابير الاحتياطية للمكلفين كافة من مواليد 1970 ولغاية 1995.

رفع سن الاحتياط في سوريا

مصادر إعلامية أخرى تنفي

في موازاة ذلك، نقلت صفحات موالية أخرى عن رئيس الدائرة الوسيطة في مديرية التجنيد العامة، العقيد الركن عماد إلياس، نفيه رفع السن المحددة لطلب الاحتياط.

وكشف إلياس أن البند الذي يخص عمر الاحتياط لم يتبدل، وجرت العادة أن تكون حالات الطلب للخدمة الاحتياطية، (أقصاها عُمر 42، وما يتم تداوله على صفحات التواصل الاجتماعي عارٍ عن الصحة).

وتابع: "يُستبعد من الخدمة الاحتياطية العاملون المدنيون في القوات المسلحة ووزارة الدفاع والجهات المرتبطة بها، والعاملون في الدولة من رجال الإطفاء ورجال الضابطة الجمركية والمكافحة.

كما يستبعد من الخدمة الاحتياطية العاملون في الدولة من أصحاب الكفاءات والخبرات العلمية ممن يتوقف عمل الجهة العاملة عليهم، وأعضاء المحكمة الدستورية العليا، وأعضاء القيادات الرئيسية، وأمناء فروع الأحزاب المرخصة، ورؤساء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية المركزية، وأعضاء المنتخبات الوطنية التي تمثل الجمهورية العربية السورية، ورجال الدين المحظور عليهم ممارسة أي عمل دنيوي".

أسباب رفع سقف أعمار خدمة الاحتياط

وتعيش المدن السورية، خاصة مدينة حلب، حالة غليان بعد وصول الآلاف من تبليغات الاحتياط.

وقال أحد الأشخاص الذين ورد اسمه في قائمة الاحتياط المطلوبين لـ "عربي بوست" (رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية): "لا أحد يأتيه بلاغ رسمي من شعبة التجنيد من أجل تسليم نفسه للخدمة العسكرية، كثيرون تم إيقافهم على الحواجز العسكرية المنتشرة في مدينة حلب، وتم سحبهم للخدمة".

وأضاف الشاب، البالغ من العمر 39 عاماً، أنه بتاريخ 23 يناير/كانون الثاني 2019، سمع من أحد أصدقائه أن هناك قائمة جديدة لخدمة الاحتياط ستشمل المواليد القديمة.

ليقوم في اليوم التالي بدفع رشوة مالية بلغت 25 ألف ليرة سورية (50 دولاراً) لأحد الموظفين في شعبة تجنيد "ثكنة هنانو"، ليقوم بالبحث عن اسمه، وبالفعل كان هو أحد المطلوبين.

رفع سقف أعمار خدمة الاحتياط

لم يعد هناك مجال لأن تدفع رشوة كبيرة تخلّصك من الخدمة "تفييش"

المصدر أكّد أنه حاول التواصل مع بعض معارفه ليحصل على "تفييش"، أي دفع رشوة كبيرة من أجل البقاء في مدينته وعدم التزام الخدمة.

وأضاف أنه لم يتلقٍّ جواباً إيجابياً حتى اللحظة، وقوبلت جميع محاولاته بالرفض.

وعبّر عن استغرابه من رفض الضباط تفييشه، لكون هذه العادة مستشرية في جميع المؤسسات العسكرية، وتعدُّ مصدر رزق كبير لهم.

نحن على أبواب حرب مع إسرائيل

من جهته، قال مصدر مقرب من أحد ضباط فرع المخابرات العسكرية في مدينة حلب ومقره منطقة "السريان القديمة"، إنَّ "سوريا على أبواب حرب كبيرة مع إسرائيل، ولهذا السبب تقوم شُعب التجنيد بطلب هذا العدد الكبير من مكلفي الخدمة الاحتياطية".

وأضاف أن التخوف من الحرب القادمة كان سبباً لرفع سقف الأعمار المطلوبة، ليصل إلى حدّ موليد 1970، وأنه من المرجح أن يتم الإعلان عن نفير عام قريباً.

والنفير العام، هو عملية استنفار وتعبئة عامة لعامة الناس من أجل القيام بقتال العدو أينما وجد.

ولاتقتصر هذه العملية على فئة معينة من السوريين بل تشمل عامة الشعب للتأهب و النفير.

غضب على مواقع التواصل

أبدى كثير من السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي غضبهم من قرار طلب الاحتياط هذا، خاصة أن غالبية من تم استدعاؤهم هم أرباب عوائل ولديهم أعمالهم التي يقتاتون منها، وذهابهم للخدمة سيزيد من صعوبة حياتهم.

وانتقدت رجاء حيدر هذا القرار الجديد على حسابها الشخصي بـ "تويتر"، وكتبت: "يالَخجلتنا، تم طلب جميع شباب القرية للاحتياط، من بينهم شهداء! وحتى الذين يدرسون دراسات عليا منذ 20 عاماً خارج سوريا تم طلبهم!".

يُذكر أن رجاء حيدر هي رئيسة تحرير موقع "زنوبيا" الإخباري التابع للنظام، وتنحدر من مدينة السلمية في ريف حماة الشرقي.

من جهته، سخر أحد مستخدمي "تويتر"، وقال إن دعوات الاحتياط ستشمل مواليد 1924؛ نظراً إلى خبرتهم في الحرب العالمية الثانية.

طبول الحرب تُقرع، وإسرائيل تصدر "الأمر رقم 8"

وكالة "سبوتنيك" الروسية نقلت عن الخبير أليكسي ليونكوف، أن إسرائيل فعّلت "الأمر رقم 8" الذي يتم بموجبه استدعاء جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي لدرء الأخطار الممكنة.

وأشار إلى أن ما فعلته تل أبيب بموجب "الأمر رقم 8" يدل على أن إسرائيل تخشى أن ترد سوريا على أفعالها العدوانية.

في حين قال الجنرال الإسرائيلي غرشون هاكوهين لصحيفة "إسرائيل اليوم"، إنّ "الهجمات الإسرائيلية المستمرة على سوريا تحتم على دوائر صنع القرار في تل أبيب اعتبارها معركة حاسمة".

وأضاف بحسب موقع "عربي 21″، أن الضربات الإسرائيلية على سوريا في السنوات الأخيرة بين 2015 و2019، تذكرنا بالضربات ذاتها التي سبقت اندلاع حرب عام 1967.

فقد بدأت تل أبيب هجمات مركزة على دمشق منذ عام 1964، وهدفت إلى: إحباط خطة تحويل مصادر نهر الأردن، وفرض السيادة الإسرائيلية على المناطق المنزوعة السلاح على الحدود مع سوريا، والعمليات ضد المنظمات الفلسطينية، خاصة إقامة حركة "فتح" قواعد عسكرية داخل معسكراتها التنظيمية في سوريا.

الخدمة العسكرية في سوريا

وتبلغ مدة الخدمة العسكرية الإلزامية في سوريا سنتين، تقل بالنسبة للطلاب الجامعيين الذين أدّوا المعسكرات الجامعية خلال فترة دراستهم.

ولكن بعد اندلاع الثورة السورية في 2011، تم التحفظ على جميع الجنود، ومنهم من صار له أكثر من 7 سنوات في الخدمة.

وتجدر الإشارة إلى أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أصدر في أكتوبر/تشرين الأول 2018، مرسوم عفو عن المتخلفين عن الالتحاق بالخدمة الإلزامية، وإلغاء دعاوى الاحتياط للسوريين في الداخل والخارج.

إلا أن شُعَب التجنيد أرسلت بعده دعاوى لقرابة 350 ألف اسم، أغلبهم في مناطق المصالحات والتسويات.

الخدمة العسكرية في سوريا

تحميل المزيد