قال متحدث باسم لجنة تحقيق شكّلتها الحكومة السودانية، إن رجلاً عمره 24 عاماً لقي حتفه متأثراً بجروح أصيب بها في احتجاجات السودان الخميس 24 يناير/كانون الثاني 2019، وفق ما نقلته وكالة رويترز. وأضاف عامر محمد إبراهيم أن عدد القتلى منذ بدء احتجاجات السودان، في 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، ارتفع إلى 29.
من جهتها، أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية (غير حكومية)، الخميس، مقتل متظاهرين اثنين خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد، أحدهما إثر تعرضه للتعذيب"، جاء ذلك في بيان صادر عن لجنة الأطباء، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
وأوضح البيان، أن "أحد القتلى طالب جامعي يدعى محجوب التاي محجوب، توفي إثر تعرضه للتعذيب من قبل أفراد أمنيين بأحدى المعتقلات"، ولم يصدر تعليق رسمي من السلطات السودانية حول الحادثة.
وقالت اللجنة، إن القتيل الثاني "طالب جامعي أيضا ويدعى عبد العظيم أبوبكر، توفي نتيجة لإصابته بطلق ناري في الصدر"، دون مزيد من التفاصيل.
وقال شهود إن احتجاجات خرجت في عدد من المدن السودانية، الخميس، بينها العاصمة الخرطوم، في أوسع التظاهرات نطاقاً ضمن احتجاجات مناهضة للحكومة بدأت الشهر الماضي (ديسمبر/كانون الأول 2018).
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الشرطة السودانية أطلقت الغاز المسيل للدموع، لتفريق مئات المشاركين في مسيرة حاولت الوصول إلى القصر الجمهوري بالخرطوم، الخميس، في وقت كثف فيه المتظاهرون تحركهم، للمطالبة برحيل الرئيس عمر البشير، الذي يحكم البلاد منذ 30 عاماً.
احتجاجات السودان باتت شبه يومية
والتظاهرات شبه اليومية التي يردد خلالها المحتجون هتاف "حرية سلام عدالة"، تحولت بسرعة ضد سلطة الرئيس عمر البشير، الذي يحكم البلاد بقبضة من حديد منذ توليه السلطة على أثر انقلاب في 1989.
وتفيد حصيلة رسمية بأن 29 قتيلاً سقطوا في هذه التظاهرات، في حين تلقي السلطات باللوم على محرّضين، تقول إنهم تسللوا بين صفوف المتظاهرين. لكن منظمات حقوق الإنسان تؤكد إن أكثر من 40 شخصاً، من بينهم عاملون في المجال الصحي، قُتلوا في اشتباكات مع قوات الأمن.
وأثارت حملة السلطات الأمنية خلال احتجاجات السودان انتقادات بريطانيا وكندا والنرويج والولايات المتحدة، التي حذرت الخرطوم من "تداعيات" ما تقوم به على العلاقات مع حكوماتها.
وسعى اتحاد المهنيين السودانيين، الذي يقف في الصف الأول من الاحتجاج، إلى تعزيز الضغط، الخميس، بدعوة جديدة إلى التظاهر في جميع أنحاء البلاد. وقال في بيان، إنه يدعو "شعبنا إلى التجمع بـ17 مكاناً في الخرطوم وأم درمان، والسير باتجاه القصر الجمهوري".
وينظم المتظاهرون مسيرات شبه يومية في الخرطوم وأم درمان المجاورة على الضفة الغربية لنهر النيل. وهتف رجال ونساء نزلوا إلى شوارع الخرطوم: "يا نموت زيهم يا نجيب حقهم"، في إشارة إلى قتلى التظاهرات.
والشرطة تواجهها بإطلاق الغاز المسيل للدموع
ودعا اتحاد المهنيين السودانيين، الذي يضم عدداً من النقابات التي تمثل أطباء ومعلمين ومهندسين، إلى التظاهر في جميع أنحاء البلاد.
وأطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في احتجاجات السودان بأم درمان، في حين وردت أنباء عن تظاهرات بولاية الجزيرة وبلدة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر وفي إحدى قرى ولاية الشمالية وبولاية القضارف، بحسب شهود عيان.
وفي بورتسودان، قُتل أحد عناصر جهاز الاستخبارات السوداني، الذي يواجه التظاهرات المناهضة للحكومة بإجراءات قمعية، في اشتباك مع مجموعة من الجنود في ساعة متأخرة من الأربعاء 23 يناير/كانون الثاني 2019، وفقاً للشرطة.
ولم يتضح سبب الاشتباك فوراً، لكن الشرطة أكدت الخميس، أنه "تم احتواء الموقف من قبل قيادة الطرفين، والأوضاع الأمنية الآن بالولاية مستقرة". وقال شهود عيان إن العديد من القرى على طول الطريق السريع الذي يربط الخرطوم بمدينة مدني (وسط) شهدت احتجاجات في الشارع.
وقطعت مجموعة من المتظاهرين جميع الطرق المؤدية إلى الحي بجذوع الأشجار والأنابيب الحديدية والأحجار الكبيرة والإطارات المشتعلة، بحسب شهود عيان. وتصاعد الدخان الأسود الكثيف في سماء بوري.