القصة الكاملة لما حصل بين الرجل المسن والطلاب الأمريكيين في التظاهرة

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/21 الساعة 17:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/01/21 الساعة 17:07 بتوقيت غرينتش

ظهرت صورة أكثر وضوحاً واكتمالاً الأحد 21 يناير/كانون الثاني 2019، لمقطع المواجهة بين رجلٍ من الأمريكيين الأصليين ومجموعة من شباب المدارس الثانوية يرتدون ملابس حملة "لنجعل أمريكا عظيمةً مجدداً" الذي انتشر يوم الجمعة 19 يناير/كانون الثاني 2019 خارج نصب لينكولن التذكاري في واشنطن.

ووفق ما ذكرت صحيفة The New York Times الأمريكية، أشارت مقابلات ومقاطع إضافية إلى أنَّ ما حصل كان نتيجة توتر يعيشه الأمريكيون  في خضم التوتر السياسي الحالي.

القصة الكاملة لما حصل في تظاهرة واشنطن

يوم الجمعة 19 يناير/كانون الثاني 2019، نظم الأمريكيون الأصليون وغيرهم من السكان الأصليين مسيرةً خاصة بقضيتهم، وكانوا قد انتهوا من الفعالية عندما كان العشرات من طلبة مدرسة كوفينغتون الكاثوليكية الثانوية بكنتاكي، الذين وصلوا إلى واشنطن للمشاركة في مسيرة مناهضة للإجهاض، يقفون على عتبة نصب لينكولن التذكاري.

كان الكثيرون منهم من البيض، وكانوا يرتدون ملابس تحمل شعار الرئيس ترامب.

كان بالمكان أيضاً أشخاصٌ سود وصفوا أنفسهم باليهود الإسرائيليين، يبشرون بمعتقداتهم ويصيحون بتعليقاتٍ عنصرية عدوانية في الأمريكيين الأصليين والطلبة، وفقاً للشهود والمقطع الموجود على شبكات التواصل الاجتماعي.

وسرعان ما حوصر الأمريكي الأصلي ناثان فيليبس (64 عاماً)، بمجموعةٍ من شباب المدرسة الثانوية.

ثم قرع عزفاً شعائرياً على الطبلة، في حين كان شابٌ يرتدي قبعة "لنجعل أمريكا عظيمةً مجدداً" الحمراء على بُعد خطوتين منه.

وقد عرَّف الشاب نفسه، في بيانٍ صدر ليلة الأحد، باسم نيك ساندمان، الطالب في العام قبل الأخير بالمدرسة.

الفيديو الذي أثار استياء أمريكيين كثر

لقد كانت الصورة مثيرةً للاستفزاز على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وهزّ ما حدث الكثيرين، ومن ضمنهم المدرسة، التي أدانت سلوك الأولاد ووصفته بعدم الاحترام.

لكن القصة ليست كما ظهرت في الفيديو..

يوم الأحد، أوضح السيد فيليبس أنَّه هو من اقترب من الجمع، وأنَّه تدخل لأنَّ التوتر العرقي، خاصةً بين الطلبة البيض والرجال السود، كان يقترب من "نقطة الغليان".

وقال فيليبس: "لقد تقدمت لأقف بينهم وأؤدي الطقوس".

وقال الطالب ساندمان في بيانه، إنَّه لم يهاجم فيليبس أو يحاول منعه. وأضاف: "لم أتحدث له، ولم أُشِر بيدي بأي إيماءةٍ أو أقم بأي حركةٍ عدوانية".

مثَّلت هذه المواجهة الحلقة الأخيرة في سلسلة أحداث التوتر العرقي والسياسي بأمريكا، وتباينت وجهات النظر حول ما حصل بالفعل.

وانقسمت الآراء حول ما حدث..

إذ رأى المحافظون والداعمون الآخرون، أنَّ الطلبة تعرضوا للنقد ظلماً دون النظر إلى السياق، في حين رأى المتعاطفون مع مسيرة السكان الأصليين أنَّ ما يظهر من حجم المجموعة وسلوكها ومظهرها السياسي يوحي بالتهديد.

وبالنسبة للبعض، يعد مجرد استدعاء اسم ترامب، الذي أدلى بتعليقاتٍ تحريضية تجاه المكسيكيين والمسلمين، محاولة استفزازٍ عنصرية في حد ذاتها، تُلهم رسومات الكراهية وهتافات التشجيع الرياضي في المدارس الثانوية.

إذ سخر ترامب مؤخراً من السيناتور إليزابيث وارين، التي وصفها بـ "بوكاهونتس"، وأشار في هجومه عليها إلى معركة ليتل بيغهورن ومذبحة وونديد ني، اللتين قاتل فيهما السكان الأصليون وماتوا دفاعاً عن أراضيهما المقدسة.

ولاحظ البعض أنَّ حادثة الجمعة وقعت في المكان نفسه الذي ألقى فيه مارتن لوثر كينغ الابن أشهر خطاباته، داعياً إلى إنهاء العنصرية في الولايات المتحدة.

قرارات حاسمة

لكنَّ يوم الأحد 20 يناير/كانون الثاني 2019، شهد أيضاً قراراتٍ حاسمة من البعض.

فبحلول يوم الأحد، كان الآلاف قد وقّعوا على عريضةٍ إلكترونية كتبها أحد خريجي المدرسة لإقالة المدير، في حين اعتبر البعض السيد فيليبس ناشطاً محترفاً منخرطاً في حيلةٍ دعائية.

وحتى حلول يوم الأحد، لم يُمكن الوصول إلى المدير بوب رو.

وفي بيانٍ مشترك صدر يوم السبت 19 يناير/كانون الثاني 2010، اعتذرت مدرسة كوفينغتون الكاثوليكية الثانوية وأبرشية كوفينغتون للسيد فيليبس، وقالتا إنَّهما تحققان في الأمر.

وقال البيان: "سنتخذ الإجراءات المناسبة كافة، ومن ضمنها الفصل". ولم تردّ المتحدثة باسم الأبرشية على طلب التعليق، يوم الأحد.

وفي بيان ساندمان، الذي أصدرته شركة علاقات عامة، قال إنَّه سيحافظ على "سكونه وهدوئه"، في محاولةٍ لنزع فتيل الموقف.

وأضاف: "لقد أدركتُ أنَّ كل إنسانٍ الآن يحمل كاميرا، وأنَّه من المحتمل أن مجموعة من الراشدين حاولوا تحريض مجموعةٍ من المراهقين للدخول في صراعٍ أكبر".

وقال في بيانه: "لقد ابتسمتُ بالفعل في إحدى اللحظات؛ لأنَّني أردته أن يعلم أنَّني لن أغضب، أو أخاف، أو أتورط في مواجهة أكبر.

إنَّني مسيحي مؤمن بالكاثوليكية وأمارسها، وأحاول دائماً أن أعيش وفقاً للقيم التي يعلمني إياها إيماني، وهي أن أحترم الآخرين، وألا أتخذ خطوةً قد تؤدي إلى المواجهة والعنف".

وأضاف: "لا أحمل أي نيةٍ سيئة تجاه هذا الشخص. وأُكنّ الاحترام لحق هذا الشخص بالاحتجاج والانخراط في أنشطة حرية التعبير، وأدعم هتافاته على عتبات نصب لينكولن في أي يومٍ من أيام الأسبوع.

لكن اعتقد أنَّ عليه إعادة التفكير في تكتيكاته المعتمدة على غزو الفضاء الشخصي للآخرين؛ لكن هذا أمرٌ يرجع إليه".

وفي مقطعٍ مطول نُشر على موقع يوتيوب، ظهرت صيحات النشطاء اليهود الإسرائيليين المهينة ضد الأمريكيين الأصليين وطلبة المدرسة.

وأنكر الناشط شار يقاتاز بنيامين، في مقطعٍ نُشر على موقع فيسبوك، أنَّ المجموعة باشرت التحريض.

وقال بنيامين يوم الأحد، إنَّ كلماتهم قد أُسيء فهمها، وإنَّهم في الحقيقة تعرضوا للاستهزاء من الطلبة.

وأضاف: "أعرف أنَّنا نبدو عدوانيين خلال قراءة الإنجيل؛ لكنَّ الإنجيل ينص على أن نبكي بصوت عالٍ وألا نكبت مشاعر أي أحد. لسنا عنيفين أو جهلة".

وقد صرح ولي أمر أحد الطلبة، طالباً عدم كشف هويته؛ حفاظاً على سلامة أسرته، بأنَّ ابنه الذي كان في الحدث، قال إنَّ الطلبة كانوا يهتفون بهتافات المدرسة، ليشوشوا على مضايقات الرجال السود.

وعندما نجح الأمر انفعل الطلبة "بالفرحة وضربوا أكف بعضهم البعض".

وأنكر كلٌ من ولي الأمر وساندمان في بيانه، أن يكون الطلبة قد هتفوا لبناء الجدار الحدودي مع المكسيك حسبما ادعى فيليبس.

لكن في مقابلةٍ أُجريت يوم الأحد، قال تشيس آيرون آيز، المتحدث الرسمي باسم حركة السكان الأصليين التي نظمت المسيرة، إنَّه سمع أيضاً هتاف "ابنوا هذا الجدار"، وهو هتاف لأنصار السيد ترامب.

تحميل المزيد