شارك فريق كرة القدم في جامعة كليمسون الرئيس الأمريكي تناول العشاء المقام احتفالاً بفوزهم على جامعة ألاباما في المباراة النهائية من البطولة المحلية للجامعات لكرة القدم الأمريكية. لكن الإغلاق الحكومي الجزئي تسبَّب في غياب كثير من موظفي البيت الأبيض ، وهو ما أجبر الرئيس على وضع قائمة الطعام، حسب ما قاله المتحدث الرسمي.
وقالت صحيفة The Guardian البريطانية، إن هذا الحدث قدّم فرصةً مطبخية ذهبية للرئيس، الذي تفيد التقارير بأن لياليه الاعتيادية تتضمَّن البرغر بالجبن أمام التلفاز، إذ قال ترامب للمراسلين إن قائمة يوم الإثنين 14 يناير/كانون الثاني 2019، تضمَّنت وجبات من: "ماكدونالدز، ووينديز، وبرغر كينغ، وبعض البيتزا".
البيت الأبيض يلوم الديمقراطيين بالتسبب في الإغلاق الحكومي الجزئي
قال متحدِّثٌ رسمي باسم الرئيس ترامب، إن أيَّ لاعبٍ مُحبَط من مأدبة العشاء بسبب الإغلاق الحكومي الجزئي يوم الإثنين 14 يناير/كانون الثاني 2019، في البيت الأبيض، يمكنه أن يلوم الديمقراطيين.
وغردت هيئة الإذاعة الوطنية الأمريكية (NBC)، على حسابها بموقع تويتر، قائلة: "البيت الأبيض يقول إن الرئيس ترامب دفع شخصياً من أجل هذه المناسبة مع كليمسون أبطال الجامعات هذه الليلة، لتُقدَّم لهم بعض الوجبات السريعة التي يحبها الجميع، لأن الكثير من الموظفين المقيمين بالبيت الأبيض في إجازة"، بسبب استمرار الإغلاق الحكومي".
White House says President Trump "is personally paying for" event with National Champions Clemson tonight "to be catered with some of everyone's favorite fast foods," because "much of the residence staff at the White House is furloughed" due to the ongoing government shutdown. pic.twitter.com/qeMc4iSKmG
— NBC News (@NBCNews) January 14, 2019
تعرض الصور المنتشرة مجموعاتٍ مصفوفة من شطائر كوارتر برغر وبيغ ماك، وإلى جانبها أطباق عميقة مليئة بالصلصات المختلفة، كل واحدة مغلفة على حدة، لتقليل المهدر.
وردَّ الرئيس بأن الفريق سيستمتع بالوجبات السريعة، وقال: "لدينا بعض الأشخاص الضخام الذين يحبون الأكل. لذا أعتقد أننا سنحظى ببعض المتعة".
وأشار إلى أن الطعام كان وطنياً أيضاً. فعندما سُئِلَ عمَّا إذا كان يُفضِّل ماكدونالدز أو وينديز، قال: "أنا أحب كل ما هو أمريكي. كل هذا أمريكي". وأضاف: "أياً كان ما فعلناه، فلا يوجد شيءٌ يمكنك أن تفعله أفضل من هذا، أليس كذلك؟".
وغرَّد هانتر واكر، مراسل البيت الأبيض على حسابه بموقع توتر: "إليكم مقطع فيديو سجَّلته للرئيس ترامب وهو يستعرض الثلاثمائة شطيرة برغر الخاصة به".
Here's a video I shot of President Trump showing off his 300 hamburgers. pic.twitter.com/P06S6I5w07
— Hunter Walker (@hunterw) January 14, 2019
وأشار كثيرون على الشبكات الاجتماعية، إلى أن الرياضيين الأوائل قد يكون لديهم تحفظات على تناول 1000 شطيرة برغر مثلما أعلن ترامب بالبداية. لكنها كانت في النهاية مجرد 300 شطيرة.
الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ أمريكا
ويعتبر الإغلاق الحكومي الجزئي الحالي هو الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، بعد أن أمر البيت الأبيض، يوم الإثنين 7 يناير/كانون الثاني 2019، دائرة الإيرادات الداخلية بدفع الضرائب المستردّة.
وسيزداد تأثير الإغلاق سوءاً كلما طالت مدته، إذ يمتلك برنامج المساعدات الغذائية للبلاد تمويلاً حتى نهاية شهر يناير/كانون الثاني2019 فقط، وربما لا يستطيع تلبية الطلب المُتوقع في فبراير/شباط 2019.
وفي هذه الأثناء، يبدو أنَّ العمال الفيدراليين يتزايد إحباطهم، إذ أصبح موظفو إدارة أمن النقل يدَّعون المرض بوتيرةٍ متزايدة في المطارات بجميع أنحاء البلاد، في حين يخطط موظفو وكالة حماية البيئة لـ "يوم مَرَضي على مستوى البلاد"، للاحتجاج على الإغلاق.
ويعد طلب ترامب بناء جدار حدودي نقطة الخلاف الرئيسة بين الكونغرس المنقسم والبيت الأبيض، وتشير استطلاعات الرأي العام إلى أنَّ الأمريكيين يعتقدون أنَّ الجمهوريين، وتحديداً الرئيس، هم المسؤولون عن إغلاق الحكومة.
ويعارض غالبية الأمريكيين بناء الجدار الحدودي، في حين تقول نسبة أكبر إنَّه لا ينبغي أن يكون الأولوية.
كيف يمكن حل الأزمة؟
تشهد المفاوضات بين قادة الكونغرس والبيت الأبيض حالة توقف تام فعلياً. على الرغم من عقد اجتماعات يشوبها التوتر، وبينما يُطلق الرئيس، الذي يقضي عطلة عيد الميلاد والعام الجديد في البيت الأبيض بدلاً من الذهاب إلى ناديه، مار إيه لاغو، في مقاطعة بالم بيتش بولاية فلوريدا، التهديدات للديمقراطيين تارةً، والمناشدات تارةً أخرى عبر تويتر.
ومع امتداد تأثير تداعيات الإغلاق الحكومي الجزئي بجميع أنحاء البلاد، يطالب أعضاء بالكونغرس -من ضمنهم مجموعة صغيرة، لكنها نافذة، من الجمهوريين- مجلس الشيوخ باعتماد تشريع لإنهاء الإغلاق، والسماح باستئناف الجدال حول مسألة أمن الحدود، مع استئناف الحكومة عملها مجدَّداً.
وكان من المقرر أن يلقي ترامب خطاباً للشعب الأمريكي يوم الثلاثاء 8 يناير/كانون الثاني 2019، وظل يلوح بإعلان "حالة طوارئ وطنية"، من شأنها أن تسمح له ببناء الجدار دون موافقة الكونغرس، وهي خطوة محفوفة بالعقبات القانونية والخطورة السياسية.
لكنَّه قد يُصرِّح بدلاً من ذلك بمجرد وجود "أزمة"، ويواصل حججه السياسية من أجل التوصل إلى اتفاق.