واشنطن تحدد «شروطاً» للانسحاب من سوريا.. حماية الأكراد وضمان أمن الحلفاء بالمنطقة، وأنقرة ترد

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/06 الساعة 19:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/01/08 الساعة 10:51 بتوقيت غرينتش
الرئيسان الأمريكي والتركي خلال لقاء سابق (رويترز)

وضع مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، "شروطاً" قال إنه يجب تلبيتها قبل سحب القوات الأمريكية من سوريا وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية نقلاً عن شبكة "إن بي سي" الإخبارية الأحد 6 يناير/كانون الثاني 2019 .

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي إنه يجب تلبية شروط من بينها تطمينات بشأن سلامة الحلفاء الأكراد، قبل سحب القوات الأمريكية من سوريا، بحسب شبكة "إن بي سي" الإخبارية.

ضمانات من تركيا لحماية الأكراد قبل سحب القوات الأمريكية من سوريا

وصرح بولتون للصحافيين الذين يرافقونه إلى إسرائيل بأن الولايات المتحدة تريد الحصول على ضمانات من تركيا أنه ستتم حماية الأكراد في سوريا، بحسب "إن بي سي".

وقال بولتون الذي سيتوجه إلى تركيا بعد زيارته إسرائيل، "هناك أهداف تحكم الانسحاب نود أن تتحقق"، بحسب الشبكة الإخبارية.

وأضاف إن "وضع الجداول الزمنية والمواقيت من أجل سحب القوات الأمريكية من سوريا يعتمد على تحقيق تلك الشروط وتأمين الظروف التي نود أن نراها. وفور حدوث ذلك، سنتحدث عن جدول زمني".

وقال بولتون الذي يقوم بجولة تستمر أربعة أيام وتشمل إسرائيل وتركيا إنه سيحث في المحادثات مع مسؤولين أتراك، بينهم الرئيس رجب طيب أردوغان، على ضرورة ضمان سلامة الأكراد.

وقال للصحافيين قبل محادثات مع مسؤولين إسرائيليين "لا نعتقد بأن الأتراك سيقومون بعمل عسكري دون تنسيق كامل وموافقة من الولايات المتحدة على الأقل حتى لا يعرضوا قواتنا للخطر وأيضاً حتى يلتزموا بطلب الرئيس بعدم تعرض قوات المعارضة السورية التي قاتلت معنا للخطر".

ولضمان الدفاع عن حلفاء أمريكا في المنطقة

وأكد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون الأحد خلال زيارة لإسرائيل أن سحب القوات الأمريكية من سوريا يجب أن يتم مع "ضمان" الدفاع عن الحلفاء.

وصرح بولتون لدى لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس "سنناقش قرار الرئيس (الأمريكي دونالد ترامب) بالانسحاب، ولكن لتنفيذ الانسحاب من شمال شرق سوريا في طريقة تضمن أن تنظيم الدولة الإسلامية قد هُزم ولم يعد قادراً على إحياء نفسه ليصبح تهديداً مجدداً".

وأضاف "وكذلك لنتأكد من الضمان التام للدفاع عن إسرائيل وأصدقائنا الآخرين في المنطقة، وللاهتمام بمن حاربوا إلى جانبنا ضد تنظيم الدولة الاسلامية وغيره من الجماعات الإرهابية".

وتسيطر قوات يقودها الأكراد على مساحات واسعة شمال وشمال شرق سوريا، تمت استعادة بعضها من تنظيم الدولة الإسلامية.

ويمكن سحب القوات الأمريكية من سوريا أن يعرض هؤلاء الأكراد إلى هجوم من تركيا وفصائل سورية تدعمها أنقرة. وطلب الأكراد من دمشق إرسال قوات إلى بعض المناطق التي يسيطرون عليها.

وذكر بولتون الأحد أنه قد لا يتم سحب جميع القوات الأمريكية البالغ عددها ألفي جندي.  وأضاف أن الانسحاب سيتم من شمال سوريا، وقد تبقى بعض القوات في الجنوب في قاعدة التنف في إطار الجهود لمواجهة الوجود الإيراني.

وأنقرة تعتبر ادعاءات استهداف تركيا للأكراد "لا يتقبلها عقل"

نفى متحدث الرئاسة إبراهيم قالن ادعاءات استهداف تركيا للأكراد واصفا إياها بأنها "ادعاءات لا يتقبلها العقل". وشدّد قالن، في بيان الأحد، على أن بلاده تستهدف تنظيمات "داعش" و"غولن" و"بي كا كا/ب ي د/ي ب ك" الإرهابية.

وأكد أنّ هدف تركيا من مكافحة الإرهاب هو حماية أمنها القومي، وتحقيق السلام الإقليمي، وضمان الاستقرار والأمن. وأضاف: "لا يمكن للإرهابيين أن يمثلوا الأكراد، والادعاء بأن تنظيمًا إرهابيا يمثل الأكراد هو في المقام الأول إساءة لإخوتنا الأكراد".

وأشار قالن أن هدف تركيا من محاربة منظمة "بي كا كا" وامتدادها في سوريا، هو "تخليص الأكراد من ظلم واضطهاد هذه المنظمة الإرهابية".

 وشدّد على أن بلاده عازمة على مواصلة بذل مساعيها من أجل إنهاء الحرب في سوريا دون التمييز بين "الإخوة السوريين" من الناحية العرقية والدينية والمذهبية، وتحقيق الأمن وتطبيق مرحلة الانتقال السياسي.

وبيّن المتحدث أن تركيا ستكون على الأرض وفي طاولات المفاوضات من أجل حماية مصالحها القومية، انطلاقا من المبدأ الذي أعلن عنه الرئيس رجب طيب أردوغان بقوله "سنكون في الميدان وعلى الطاولة".

وأكد قالن أن تركيا تهدف في سياستها تجاه سوريا إلى الحفاظ على "وحدة الأراضي السورية وتطهيرها من كافة المنظمات الإرهابية، وتهيئة الظروف الاجتماعية والسياسية من أجل عودة المدنيين لمنازلهم بكل أمن وأمان".