كشفت صحيفة La Vanguardia الإسبانية، عن بعض البوتات مجهولة الهوية، التي تقوم بنشر موجات من الإسلاموفوبيا في شبكات التواصل الاجتماعي . هذه البوتات هي أجهزة آلية تعمل على نشر الرسائل العنصرية وكراهية الأجانب، من خلال بعض التطبيقات الشبكية على غرار فيسبوك وتويتر، وغيرهما.
كما تحمل هذه البوتات هويات مزيفة أو وهمية، تهدف إلى تغذية خطاب الكراهية ضد المسلمين في جميع أنحاء العالم، خاصة بعد وقوع هجمات إرهابية وفي ظل الصراعات الاجتماعية.
وتعمل هذه البوتات كذلك على إعادة مشاركة منشورات على حسابات حقيقية، فضلاً عن جذب انتباه بعض الحسابات الأخرى باستخدام الأخبار المزيفة أو التلاعب بالمعلومات.
"كل شيء مباح" في سبيل زيادة عدد متابعيهم
قام باحثون من مؤسسة "الأمل وليس الكره" بتحليل سلوك مستخدمي الإنترنت والمدونين من هذا النوع، لاكتشاف كيفية استخدامهم لهذه الحيلة، وخلصوا إلى أنهم يتبعون سياسة "كل شيء مباح" في سبيل زيادة عدد متابعيهم.
وتدعم بعض البوتات، التي تعتمد على الكذب والتزييف، بعض النشطاء على غرار المدونة الأمريكية باميلا جير، التي استفادت رسائلها على تويتر من دعم 102 بوت. وتضاعف عدد المتابعين لحساب هذه الناشطة الأمريكية المتخصصة في نشر الإسلاموفوبيا ، التي عُرفت بكتاباتها ونشاطاتها المعادية للإسلام، بفضل هذه الاستراتيجية.
من جهته، عبّر باتريك هيرمانسون، عضو مؤسسة "الأمل وليس الكره" عن قلقه إزاء تنامي نشاط هذه البوتات على شبكات التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أنه كلما انجذب عدد أكبر من العامة إلى المواقع الإلكترونية المعادية للإسلام زاد انتشار أكاذيبهم، ومبالغتهم في التحامل على الإسلام.
ويقف ذلك عائقاً أمام التعايش بين الناس، ويزيد حدّة موجات التطرف، ويساهم في صعود الأحزاب والمنظمات اليمينية المتطرفة.
وأفاد البروفيسور غابرييل مارانسي، من جامعة ماكواري في سيدني، أن "المسلمين وجدوا أنفسهم وقد تم توظيفهم في معضلات عالمية جديدة"، الأمر الذي ألحق بهم الضرر في بعض الأحيان.
مع ذلك، يمكن أن تساعد هذه الأحداث المسلمين في التعريف بمشاكلهم على نطاق أوسع وجذب انتباه الأطراف التي تدعمهم وتتعاطف معهم، على الرغم من المسافات الجغرافية.
ما جعل مجموعات أخرى تتصدى لحملة الإسلاموفوبيا
على سبيل المثال، تمكّنت مجموعة من طلاب كلية بلانكيرنا للاتصالات والعلاقات الدولية في برشلونة، للسنة الثانية على التوالي، من الحصول على الدعم والتمويل من إدارة فيسبوك، في سبيل العمل على تطوير حملة تحارب ظاهرة الإسلاموفوبيا .
وبفضل هذه المبادرة التي أُطلق عليها اسم "كنْ المفتاح" تم "تسليط الضوء على مفاتيح إنهاء التطرف". قامت هذه المجموعة من الطلاب بعدد من الأنشطة للرد على موجات انعدام التسامح، إثر الهجمات التي استهدفت حي رافال في برشلونة، في 17 أغسطس/آب عام 2017.
ومنذ ذلك الحين، كرّست هذه المجموعة جهودها للتصدي لموجات التطرف و الإسلاموفوبيا عبر العديد من المنصات مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام، حيث نشرت رسائل باللغة الكاتالونية والإسبانية والإنكليزية والعربية والفرنسية والإيطالية واليونانية.
وقد جمعت المعلومات والبيانات المتعلقة بهذه الظاهرة من كل من الولايات المتحدة وكندا وتشيلي وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وسلوفينيا والمغرب وإسبانيا.
وبهذه الطريقة، أصبح شباب هذه المجموعة، الذين يعتمدون على تعاون الأساتذة والمؤسسات، على غرار المعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط، ومجلس مدينة برشلونة، ومؤسسة آنا ليندا الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات، أصبحوا يواجهون هذه البوتات وجهاً لوجه.