ترامب يتلقى رسالة «رائعة» من زعيم كوريا الشمالية.. ويتوقع لقاء معه قريباً

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/02 الساعة 19:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/01/02 الساعة 19:56 بتوقيت غرينتش
دونالد ترمب وكيم جونغ أون/رويترز

أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأربعاء 2 يناير/كانون الثاني 2019، أنه تسلم "رسالة رائعة" من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، الذي كان حذّر سابقاً من أن بيونغ يانغ قد تغيّر نهجها إزاء المحادثات النووية إذا أبقت واشنطن على عقوبات ضدها.

وقال ترامب في اجتماع حكومي: "تلقيت للتو رسالة رائعة من كيم جونغ أون"، مكرراً القول إنه لا يزال يتوقع عقد قمة ثانية مع الزعيم الكوري الشمالي، بعد توقيع الرجلين على تعهُّد بنزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية بسنغافورة في يونيو/حزيران 2018.

وأضاف: "أرسينا علاقة جيدة جداً. ربما نعقد اجتماعاً آخر".

وكان ترامب اعتبر قمته مع كيم انتصاراً دبلوماسياً كبيراً، وكرر الأربعاء، الزعم بأن "آسيا كانت ستشهد حرباً كبيرة" لو لم يجلسا معاً ويتحادثا.

لكن، لم يتم تسجيل أي تقدُّم منذ قمة سنغافورة؛ حيث اختلف الجانبان في معنى إعلانهما الغامض، وتراجعت وتيرة المفاوضات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، مع إلغاء الاجتماعات والزيارات قبل وقت قصير من موعدها.

وفي الوقت نفسه، شهدت التكهنات بشأن عقد قمة ثانية بين ترامب وكيم مداً وجزراً، في حين قال الرئيس الأميركي إنه يأمل أن يتم ذلك في وقت مبكر من هذا العام (2019).

وفي تغريدة مقتضبة نشرها الثلاثاء 1 يناير/كانون الثاني 2019، قال ترامب إنه يتطلع إلى "الاجتماع مع الرئيس كيم، الذي يدرك جيداً أن كوريا الشمالية لديها مقوّمات اقتصادية رائعة!".

كيم يريد تخفيف العقوبات الأميركية

وتطالب كوريا الشمالية بتخفيف العقوبات المتعددة المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي وبرامجها الخاصة بالصواريخ الباليستية، وتدين إصرار الولايات المتحدة على نزع سلاحها النووي، وتصفه بأنه أشبه بتصرف "العصابات".

ولم تجرِ كوريا الشمالية أي تجارب نووية أو باليستية منذ  أكثر من سنة. وكانت آخر تجاربها في نهاية 2017، حين أعلنت عن 6 تجارب نووية، وجربت صواريخ قادرة على بلوغ البر الأميركي.

ولم يقم كيم بزيارة كانت مقررة إلى سيول في ديسمبر/كانون الأول 2018.

وفي خطابه بمناسبة رأس السنة، قال زعيم كوريا الشمالية إنه "إذا لم تلتزم الولايات المتحدة بوعدها الذي قطعته أمام العالم، وأبقت ضغوطها وعقوباتها المفروضة على جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، فلن يكون أمامنا من خيار سوى النظر في طريقة جديدة لحماية سيادتنا ومصالحنا".

لكن كيم أبدى استعداده للقاء ترامب في أي وقت، قائلاً: "أنا مستعد للجلوس مجدداً مع الرئيس الأميركي بأي وقت في المستقبل، وسأبذل جهوداً بكلّ الطُرق، لتحقيق نتائج تحظى بترحيب المجتمع الدولي".

ورأت الصحيفة الكورية الجنوبية "هانكوك إيلبو" (وسط)، في افتتاحية الأربعاء، أن تصريحات كيم "تهدف -على ما يبدو- إلى إحياء المفاوضات". وأضافت أنه "يقول أيضا إنه لا يمكن أن يستجيب لضغوط".

من جهته، قال جوشوا بولاك، من "معهد ميدلبري للدراسات الدولية"، إن كيم يصر على أن "على الولايات المتحدة الآن أن تتحمل مسؤوليتها".

وأضاف: "خلاصة الأمر أن كيم ما زال متحصناً في المواقع نفسها حول الدبلوماسية النووية التي يلتزمها منذ 6 أشهر".

مقعد جلديّ

وألقى كيم خطابه وهو جالس على مقعد جلديّ في مكتب، قيل إنه بمقر حزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية. وقد ظهرت خلفه رفوف لكتب وصورتان لجده كيم إيل سونغ مؤسس الجمهورية، ووالده كيم جونغ إيل.

والصورة مختلفة عن تلك التي ظهر فيها عند إلقاء خطاب رأس السنة العام الماضي (2018)، واقفاً على منصة.

وكتبت صحيفة "كوريا تايمز" أن هناك أمراً بدا مختلفاً عن الخطابات السابقة التي ألقاها الزعيم الكوري الشمالي، وهو ظهوره "مرتاحاً بمكان داخلي، في مقعد مريح، بدلاً من الوقوف ليتحدث في ساحة عامة".

وأضافت: "يبدو أن كوريا الشمالية تحاول مرة أخرى إعطاء نفسها هوية جديدة كبلد عادي على الساحة الدولية، والتخلص من الصورة التي يربطها بها شركاؤها في العالم كدولة استبدادية فقيرة".

ارتياح في الجنوب

وخصص كيم جونغ أون الجزء الأكبر من خطابه، الذي استغرق 30 دقيقة، للدعوة إلى تعزيز الاقتصاد، الذي يعاني ضعفاً وانقطاعاً مزمناً بالتيار الكهربائي، وهو هدف لا يمكن تحقيقه من دون رفع العقوبات.

ورحّبت سيول، حليفة الولايات المتحدة الكبرى في المنطقة والجارة الرأسمالية لكوريا الشمالية، بالخطاب، معتبرةً أنه تأكيد جديد من قِبل بيونغ يانغ التزامها نزع الأسلحة النووية.

وكانت سيول وواشنطن اتبعتا فيما مضى، نهجين مختلفين حيال كوريا الشمالية، إذ دفع الجنوب باتجاه إقامة مشاريع مشتركة بين البلدين، من ضمنها ربط شبكتي الطرق وسكك الحديد على الحدود المدججة بالسلاح بين البلدين، وكذلك تحسين البنى التحتية للشمال.

لكنَّ خططاً كهذه تتطلب تخفيف العقوبات.

والتقى الرئيس الكوري الجنوبي مون غاي-إن، الذي أدى دوراً أساسياً في إتمام اللقاء بين ترامب وكيم، الزعيم الكوري الشمالي 3 مرات العام الماضي (2018)، مرتان بقرية بانمونجوم الحدودية، والثالثة في بيونغ يانغ.

ووجَّه كيم رسالة إلى نظيره الجنوبي، الأحد 30 ديسمبر/كانون الأول 2018، مؤكداً أنه يتطلع إلى عقد اجتماعات معه، لمناقشة نزع السلاح النووي.

تحميل المزيد