«ربما جند في الجيش السوري أو خرج لمحاربة داعش».. عراقيون غاضبون يسخرون من مشهد القبض «على بابا نويل» بكربلاء

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/24 الساعة 10:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/24 الساعة 10:54 بتوقيت غرينتش
صورة لبعض العراقيين يرتدون زي بابا نويل

انشغل العراقيون على شبكات التواصل الاجتماعي خلال الايام القليلة الماضية بصورة انتشرت لاعتقال بابا نويل قبل ليلة رأس السنة.

فخلال عطلة نهاية الأسبوع التي تسبق عيد الميلاد، نشرت العديد من صفحات الشبكات الاجتماعية المحلية على نطاقٍ واسع أنباء تفيد بأنَّ الشرطة العراقية اعتقلت بابا نويل -كما يسميه المسيحيون في العراق وسوريا- وقال بعضهم متهكماً يبدو أنه جُنِّد في الجيش السوري، أو خرج لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

تقول صحيفة The New York Times الأميركية، في تقرير لها، إن انتشار التقارير كثيراً دفع الشرطة العراقية إلى بذل جهد مضنٍ لنفيها.

فقال العقيد علاء الغانمي، المتحدث باسم شرطة كربلاء، المدينة الشيعية المقدسة الواقعة وسط العراق: "انتشرت مجموعة من المنشورات الساخرة تتحدث عن حالة اعتقال لبابا نويل مع نشر صورة كُتب عليها عبارات (شرطة كربلاء تعتقل بابا نويل)، وقد انتشرت هذه الصورة في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير. تنفي قيادة الشرطة هذا الخبر نفياً قاطعاً،  ولم تقم أي جهة أمنية بحملة كهذه".

"الصورة التقطت في سوريا"

وقال العقيد الغانمي إنَّ الصورة التُقِطَت في الواقع في سوريا وليس في العراق، والشرطة في الصورة مع بابا نويل كانت في الواقع تساعده على توزيع الهدايا على الأطفال، باستخدام شاحنة من طراز تويوتا، بدلاً من العربات التقليدية التي تجرها حيوانات الرنة.

ويوجد في العراق أقلية مسيحية كبيرة، مع أنَّ الكثيرين منهم فرّوا من البلاد في السنوات الأخيرة، بعدما هاجمهم الشيعة في بعض الأماكن وهاجمهم المتطرفون السُنّة مثل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في أماكن أخرى.

وفي عام 2010، كانت الهجمات على الكنائس المسيحية العراقية خطيرة جداً لدرجة أنَّ العديد منها ألغت القُدَّاسات التقليدية التي تُقام عشية عيد الميلاد خوفاً من التفجيرات، لكن هذه المخاوف خفتت في الآونة الأخيرة.

 

 

 

ومع تزايد نشر الصور المسيئة -التي تُصوِّر بعضها شخصين متنكرين في زي بابا نويل في الحجز، ويضعان لحى سوداء قصيرة غريبة، بدلاً من البيضاء- على نطاقٍ واسع، تغيَّرت الأماكن التي يُدَّعى التقاطها فيها إلى مدن مختلفة في العراق. فزعمت المنشورات أنَّ الاعتقال وقع في كربلاء، والنجف، والحمدانية، وحتى في السليمانية البعيدة، وهي منطقة كردية.

وتساءل أحد مرتادي موقع تويتر ويُدعى علي البارودي: "هل يمكن لأحد أن يخبرنا الحقيقة بشأن ذلك؟".

وحذَّر المتحدث باسم شرطة كربلاء الناس من خطورة الادعاءات التي لا أساس لها وإثارة المشاعر الطائفية.

وقال العقيد الغانمي: "تدعو قيادة شرطة كربلاء المقدسة لضرورة توخي الدقة في نشر الأخبار والتأكد من مصادرها الرسمية لمنع نشر شائعات كهذه تكون ربما بشكل متعمد أو غير متعمد، وأنَّ الجميع مسؤول عن نشر المعلومة الصادقة وليس الكاذبة، وعدم الانجرار خلفها".

والتحق موقع المعارضة السوري  Syria Untold (حكاية ما انحكت) بهذا الجدل، فنشر رسماً كرتونياً لبابا نويل وهو يُشنَق ويُعذَّب على يد تابع للحكومة السورية. وكُتِب في تعليق على الصورة: "اعتقال بابا نويل أثناء توزيع الهدايا في سوريا".

مع ذلك، بدت معظم المشاركات على الشبكات الاجتماعية أكثر مرحاً وابتهاجاً من تلك المحاولات الرامية لنشر المعلومات المضللة على غِرار الأساليب الروسية.

فكُتِب في أحد الحسابات السورية على موقع تويتر تغريدة، أرفقها بصورة تُظهِر شخصين متنكرين في زي بابا نويل يستقلّان عربة تابعة للجيش السوري: "إلى هجين!"، وبلدة هجين السورية هي آخر معقل لداعش في الأراضي السورية.

 

 

منتحلو شخصية بابا نويل حول العالم.. هذا ما حل بهم

وخارج العراق وسوريا، اللذين مزقتهما الحرب، كانت الأخبار الأخيرة عن تصرفات شخصيات بابا نويل السيئة أكثر واقعية.

إذ ألقت الشرطة القبض على أحد منتحلي شخصية بابا نويل في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأميركية، يُدعى روبرت كيندل (48 عاماً)، قالوا إنَّه نشر إعلاناً عن نفسه في قائمة موقع كريغ الخاص بالوظائف في وظيفة "سانتا بوب"، مُرفِقاً صورةً فوتوغرافية له مع طفلٍ جالس على حِجره، ولم يُفصَح عما إن كان متهماً مُسجَّلاً بارتكاب جرائم جنسية أم لا. وأخبرت زوجته وسيلة إخبارية محلية أنَّه كان يعمل في وظيفة الظهور بمظهر بابا نويل لسنوات، على الرغم من إلقاء القبض عليه في التسعينيات وإدانته بتهمة الاعتداء الجنسي على فتاة صغيرة.

وفي مدينة أوديسا الأوكرانية، اشتبكت اثنتان من شخصيات بابا نويل في عراكٍ محتد بالأيدي أمام الأطفال في منطقة تسوق؛ وعلى ما يبدو كان عراكاً من أجل الاستئثار بهذه المنطقة. وكان أحد "أجداد الصقيع" (كما يطلق الأوكرانيون على بابا نويل) أصغر سناً بكثير من الآخر، لكن الآخر الأكبر سناً كان هاوياً للفنون القتالية. ( مقطع فيديو الشجار لم يكن مقنعاً في تلك النقطة).

ووقع تجاوزٌ آخر هذا الشهر ديسمبر/كانون الأول في مدينة سانت إيفيس، في ريف مقاطعة كامبريدج شاير الإنكليزي الجميل والمسالم عادة. إذ اندفعت إحدى شخصيات "أبو عيد الميلاد" (كما يُطلَق عليه في إنكلترا) خارجاً من مغارته في مركزٍ تجاري، وخلع لحيته وبدأ بالصراخ وتوجيه السباب لمجموعة كبيرة من الأطفال.

وقال والدان إنَّ أبو عيد الميلاد أَمَرَ الأطفال، الذين كانوا يصدرون الكثير من الضجيج حوله بدرجة شوَّشت على حديثه مع الناس، بالخروج مُستخدماً ألفاظاً بذيئة، وذلك وفق ما جاء في تقرير نشرته صحيفة  The Guardian البريطانية. وقالت الشرطة إنَّ الحادث قيد التحقيق.

في العراق، كان هلع الشبكات الاجتماعية خافتاً على غير المعتاد، إذ قال العديد من المسيحيين إنَّ عيد الميلاد هذا العام أفضل من الكثير من سابقيه، وذلك بفضل تحسن الأمن.

فقالت فادي حنا (25 عاماً)، وهي طالبة جامعية في بغداد: "أحب عيد الميلاد. لقد ذهبتُ للتسوق بالأمس، ورأيتُ هذا العام بعض الناس يرتدون أزياء بابا نويل ويقفون أمام المتاجر يلعبون مع الأطفال ويُحيّون الجميع".

وأضافت: "معتُ تلك التقارير بشأن اعتقال الشرطة لأناس يرتدون ملابس بابا نويل، لكنَّني لم أصدق ذلك. مثل هذا الشيء لم ولا يمكن أن يحدث أبداً".

 

 

 

تحميل المزيد