أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأحد 23 ديسمبر/كانون الأول 2018 أنه تم توقيع مرسوم سحب القوات الأميركية من سوريا الذي يريده الرئيس دونالد ترامب "بطيئاً ومنسقاً" مع تركيا، فيما بدأت مئات المركبات التركية في الاتجاه صوب الحدود السورية.
وترمي هذه الاستراتيجية إلى تفادي فراغ في السلطة في المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون الأكراد، وقد يستفيد منه نظام بشار الأسد.
وقال متحدث باسم البنتاغون إن "المرسوم حول سوريا تم توقيعه"، دون مزيد من التفاصيل.
وكان ترامب أمر الأربعاء بسحب الجنود الأميركيين الألفين من شمال شرق سوريا؛ حيث يقاتلون الجهاديين إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية التحالف العربي الكردي.
أردوغان يزود ترامب بمعلومات وافية عن القضاء على داعش
وفي تغريدة له على تويتر قال ترامب، إن أردوغان زوّده بمعلومات وافية، حول إمكانية تركيا في القضاء على بقايا تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.
وقال ترامب في تغريدته: "أردوغان زودني بمعلومات وافية عن إمكانية بلاده في القضاء على بقايا داعش بسوريا، وهو شخص قادر على ذلك، إضافة إلى ذلك، فإن تركيا جارة لسوريا، وجنودنا عائدون إلى الديار".
وكتب ترامب، في تغريدته: "أجريت اتصالاً مثمراً مع الرئيس التركي، تباحثنا خلاله بشأن مكافحة تنظيم داعش، والانسحاب المنسق بشكل عالٍ، والبطيء للقوات الأميركية من سوريا".
وقال ترامب إن أردوغان أكد له أنه "سيجتث" كل بقايا مقاتلي داعش في سوريا والعراق، مستخدماً اسماً آخر للتنظيم الجهادي.
وأوضح الرئيس الأميركي أنه بحث كذلك التبادل التجاري بين البلدين بشكل موسع.
ويرى ترامب الذي يعارض منذ زمن انتشاراً أميركياً في نزاع مكلف، أن وجود القوات الأميركية لم يعد مفيداً؛ لأن تنظيم الدولة الإسلامية "هُزم تقريباً".
لكن هذا القرار سيترك وحدات حماية الشعب الكردية دون دعم عسكري، في حين تهدد تركيا بمهاجمتها؛ لأنها تعتبر المقاتلين الأكراد إرهابيين.
"جنباً إلى جنب"
وأكدت الرئاسة التركية، الأحد، أن المسؤولين "اتفقا على ضمان التنسيق بين العسكريين والدبلوماسيين والمسؤولين الآخرين في بلديهما تفادياً لفراغ في السلطة قد ينجم عن استغلال الانسحاب الأميركي والمرحلة الانتقالية في سوريا".
وكان نصر الحريري، رئيس هيئة التفاوض السورية الممثلة لأطياف واسعة من قوى المعارضة السورية، دعا واشنطن إلى التحقق من أن انسحابها لن يفضي إلى عودة نظام بشار الأسد إلى المناطق التي لا تزال بأيدي الأكراد.
وقال نصر الحريري إن هذا الفراغ قد يدفع الأكراد للتقرب من النظام السوري، تفادياً لهجوم تركي، والسعي إلى الحفاظ على حكم ذاتي نسبي.
واتجهت مئات المركبات التركية صوب إقليم كلس الجنوبي الحدودي بعد مغادرتها إقليم خطاي الجنوبي أيضاً في نحو الساعة 0030 بتوقيت غرينتش، بينما أطلق المواطنون أبواق سياراتهم احتفالاً. وشمل الرتل دبابات ومدافع هاوتزر وأسلحة رشاشة وحافلات تقل أفراداًَ من القوات الخاصة.
وتخشى أنقرة قيام نواة دولة كردية عند أبوابها، ما يعزز التطلعات الانفصالية للأقلية الكردية في تركيا.
وتشهد العلاقات بين أنقرة وواشنطن – الحليفين في حلف شمال الأطلسي – توتراً كبيراً، خصوصاً بسبب الدعم الأميركي للأكراد، لكنها تحسنت منذ الإفراج في أكتوبر/تشرين الأول عن قس أميركي سُجن لعام ونصف.