هل هناك تغيير في الرسوم المفروضة على الوافدين في السعودية؟ وزير المالية يحسم الجدل

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/19 الساعة 08:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/19 الساعة 08:44 بتوقيت غرينتش
Saudi Minister of Finance Mohammed al-Jadaan speaks during a news conference in Riyadh, Saudi Arabia December 18, 2018. REUTERS/Faisal Al Nasser

صرح وزير المالية السعودي محمد الجدعان في مؤتمر صحافي، الأربعاء 19 ديسمبر/كانون الأول، بأنه لا توجد نية لتغيير الرسوم المفروضة على الوافدين.

تفرض الحكومة رسوماً على تعيين الوافدين واستخراج تأشيرات الإقامة لعائلاتهم ومن المقرر زيادتها العام القادم في إطار سياسة لتشجيع توظيف المواطنين بدلاً من الأجانب. ويضغط القطاع الخاص من أجل تأجيل زيادة الرسوم.

وأضاف الجدعان دون إسهاب أن أسعار الوقود تخضع لمراجعة دورية، لكن لا توجد نية لزيادة أسعار الطاقة في 2019. وبموجب السياسة المعلنة سابقاً، فإن أسعار الوقود المحلية مثل البنزين والديزل والكيروسين قد تزيد في 2019.

وكانت وكالة  Bloomberg  الأميركية قالت إن المملكة العربية السعودية بدأت مراجعة سياساتها بخصوص فرض الرسوم على العمالة القادمة من الخارج بعد ارتفاع التكاليف، ما أثر بشكل سلبي على الاقتصاد وساهم في هجرة الأجانب.

وتم الإعلان عن مشروع زيادة الرسوم الحكومية على الوافدين من العمالة الأجنبية في عام 2016 كجزء من حملة لزيادة الإيرادات الحكومية غير النفطية -وهو أحد الأهداف الرئيسية لخطة التغير الاقتصادي التي وضعها وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان– ولم تحظ هذه الخطوة بشعبية وقبول لدى رجال الأعمال الذين يستثمرون في السعودية، حيث اعتادوا توظيف العمالة الأجنبية الرخيصة.

وجراء خطوة وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشأن زيادة الرسوم، والتي تضمنتها رؤية 2030 وكنتيجة جزئية، غادر مئات الآلاف من الأجانب المملكة، ما أصاب الاقتصاد الذي يكافح بالفعل.

نوعان من الرسوم

وقالت Bloomberg إن هناك نوعين من الرسوم  المطبقة على المغتربين سارية المفعول: النوع الأول، يتعلق بتغريم كل عائلة لديها عامل أجنبي، حيث تم تطبيقها بداية من يوليو/تموز 2017. وبدأت  عند حد 100 ريال سعودي (27 دولاراً أميركياً) شهرياً لكل مُعال (الشخص المسؤول عن العامل الأجنبي)، ومن المقرر زيادة هذه الرسوم 100 ريال أخرى كل عام.

أما النوع الثاني من الرسوم فقد تم اعتماده في يناير/كانون الثاني، وهو ما تتحمله الشركات التي تقوم بتوظيف العمالة الأجنبية، وكان الهدف من زيادة الرسوم على الأجانب مساعدة هذه الشركات على توظيف العمالة السعودية لتقليل بطالة الشباب السعودي.

ومع دخول الرسوم حيز التنفيذ قرر العديد من العمال الأجانب إرسال عائلاتهم إلى بلادهم أو مغادرة العمال بعائلتهم بالكامل للسعودية، وهو ما أثر على مجموعة واسعة من الأنشطة التجارية التي كانت تعمل في خدمة العمالة الأجنبية بشكل كبير مثل المطاعم وشركات الاتصالات.

وعلى الرغم من مغادرة العمالة الأجنبية، فإن نسبة البطالة السعودية زادت لتصعد إلى نسبة 12.9%، وهو أعلى مستوى لها منذ عقد.

 خروج 800 ألف عامل أجنبي

وكان تقرير نشره موقع Business Insider، الإثنين 9 يوليو/تموز 2018، قال إن المملكة العربية السعودية تضررت بشدة بسبب انهيار أسعار النفط، وتواجه المملكة حالياً انخفاضاً في حجم الاستثمار الأجنبي، وارتفاع مستويات تدفق رأس المال خارج البلاد، وقال التقرير إنه حتى أبريل/نيسان 2018، غادر البلاد أكثر من 800 ألف مغترب منذ نهاية عام 2016، ما أرعب الشركات المحلية التي يساورها القلق بشأن صعوبة استبدال العمالة الأجنبية بأخرى محلية.

وحسب التقرير، يُعد رحيل العمالة الوافدة جزءاً من خطة الأمير محمد بن سلمان لإنهاء اعتماد بلاده على النفط، عن طريق تنويع مصادر دخل الاقتصاد. ومن أهم عناصر هذه الخطة إقناع السعوديين الذين يشغلون الوظائف الحكومية السهلة، التي تشكل ثلثي سوق التوظيف المحلي، وهؤلاء الذين لا يعملون لتولي الوظائف الجديدة. وتريد السلطات توليد 450 ألف فرصة عمل للسعوديين في القطاع الخاص بحلول 2020.

وانخفض عدد العمال الأجانب بنسبة 6% ليصل إلى 10.2 مليون عامل في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2018، مقارنةً بنفس الفترة من العام السابق، وفقاً لبياناتٍ رسمية صدرت الشهر الجاري. وكانت خسائر الوظائف خلال الربع الأول في قطاعات التجارة، والصناعة، والبناء، الذي يتكون في معظمه من العمالة منخفضة الأجر.

علامات:
تحميل المزيد