أعلن مسؤول سعودي، الثلاثاء 18 ديسمبر/كانون الأول، جمع نحو 13 مليار دولار من تسويات مع الموقوفين بتهم الفساد في فندق الريتز كارلتون.
ونقلت صحيفة عكاظ السعودية، عبر حسابها الموثق بـ"تويتر"، عن وزير المالية السعودي محمد الجدعان، قوله إن "50 مليار ريال (نحو 13 مليار دولار) حصلتها الخزينة من تسويات الفساد هذا العام"، دون تفاصيل أكثر.
وفي سابقة لم يشهدها تاريخ المملكة، أوقفت السلطات في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 أكثر من 200 شخص، بينهم 11 أميراً، و4 وزراء كانوا على رأس عملهم آنذاك، وعشرات سابقين ورجال أعمال، بتهم فساد، واحتجزتهم في فندق "ريتز كارلتون".
وعلى فترات أطلقت المملكة سراح العديد منهم لاحقاً، بينهم رجل الأعمال البارز الوليد بن طلال.
وبعد أكثر من عام من اعتقالات الريتز كارلتون كشفت شبكة NBC الأميركية على لسان مسؤول أميركي كبير سابق، كان بمنصبه في ذلك الوقت أن ما حدث: "كان عملية انقلاب وعملية توطيد للحكم بالقوة".
وترى الشبكة الأميركية أنه وفي حال نجا ولي العهد السعودي من تداعيات مقتل جمال خاشقجي، فإن ذلك يعد ثمرة لحملته في الريتز كارلتون، عندما سحق منافسيه وخصومه المحتملين، مثل أبناء الملك الراحل عبد الله والمسؤولين المرتبطين به.
لكن، وعلى الرغم من انتهاء هذه الحملة، فإن ذلك لا يعني نسيان ما حدث، فقد خلقت الحملة استياءً عميقاً في العائلة المالكة السعودية، وتوقع العديد من الخبراء والمسؤولين السابقين أن ولي العهد قد يواجه مزيداً من المقاومة من خصومه الداخليين.
وما يعزز هذا الاحتمال أن تبعات ما حدث لا تزال مستمرة، فقد أكد مسؤولون سابقون أن بعض المحتجزين لا يزالون تحت الإقامة الجبرية في منازلهم، مطالَبين بارتداء أساور مراقبة بالكاحل أو ممنوعين من السفر للخارج.
وقال أحد ضباط المخابرات الأميركية السابقين، لشبكة "إن بي سي نيوز" إن محمد بن سلمان، الذي كان يدرك تمام الإدراك أن الملك السعودي فيصل قد قُتل على يد ابن أخ غير شقيق في عام 1975، هو الآن يكرس الانتباه إلى أمنه الشخصي.
ومع الأزمة التي تعيشها الرياض بسبب مقتل خاشقجي، قد يجد الأمراء المعتقلون فرصة للثأر، واستغلال ضعف الأمير محمد دولياً، خاصة مع عودة الأمير أحمد بن عبد العزيز، شقيق الملك سلمان، إلى الرياض فجأة، والحديث عن بدئه اجتماعات بالعائلة المالكة، لمناقشة مستقبل المملكة السياسي.
وعلى الرغم من أن تفاصيل ما حدث، بالضبط، للمحتجزين في سجن الأمراء ظل محاطاً بالسرية، كما أن مصير مَن رفض التسوية لا يزال غير واضح، فإن مسؤولاً استخباراتياً أميركياً ومسؤولَين سابقَين كبيرَين في الحكومة الأميركية، أكدوا للشبكة الأميركية أن المحتجزين تعرضوا للإكراه والإيذاء والتعذيب.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قد أكدت أن المعتقلين تعرضوا للإساءة، فقد حُرموا من النوم، وضُربوا أثناء استجوابهم، وتم نقل 17 منهم إلى المستشفى.
كما أن أحدهم وهو اللواء علي القحطاني، لم يصمد أمام هذه الإجراءات؛ ما أدى إلى وفاته بالحجز، في حين لم تقدم السلطات السعودية بعدُ تفسيراً رسمياً في القضية.
يُذكر أن القحطاني كان أحد كبار مساعدي الأمير تركي بن عبد الله، ابن الملك الراحل عبد الله.
ونفت المملكة العربية السعودية حدوث أي سوء معاملة أو تعذيب في أثناء الاحتجاز.