تفاصيل تُكشَف لأول مرة.. قائد مرتزقة خطَّط لانقلاب في قطر يتحدث كيف فشلت المهمة، ودور 4 دول في ذلك، وكيف جاءت الأسلحة وجوازات السفر

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/16 الساعة 20:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/16 الساعة 21:03 بتوقيت غرينتش

بثَّت قناة الجزيرة، الأحد 16 ديسمبر/كانون الأول 2018، حلقة من برنامج "ما خفي أعظم" الوثائقي، وكانت هذه المرّة عن خطة انقلاب عسكري في قطر، تسلَّمها مرتزقة فرنسيون، ووضعتها الإمارات والسعودية والبحرين، بعد فشل محاولة الانقلاب على نظام الحكم في فبراير/شباط 1996.

وفي الحلقة تحدَّث زعيم جماعات المرتزقة الفرنسي بول باريل، عن سفره مع 40 من فريق عصابته الفرنسيين، كلهم قناصون ومظليون وجنود مدربون، إلى أبوظبي.

وقال باريل إن الإمارات وفَّرت لهم دعماً كبيراً لتنفيذ العملية، إذ استضافته سلطاتها هو وفريقه في فندق إنتركونتننتال بالعاصمة أبوظبي، حيث تم تخزين أطنان من الأسلحة فيه.

كما مُنح باريل وفريقه جوازات سفر رسمية إماراتية، لتسهيل تحركاتهم، بعيداً عن الأنظار، مؤكداً أن ولي عهد أبوظبي الحالي الشيخ محمد بن زايد -الذي كان يشغل حينها منصب رئيس الأركان- هو من منحهم هذه الجوازات.

وأضاف باريل أن الأسلحة الثقيلة تم جلبها من مصر، بموافقة الرئيس وجهاز الاستخبارات، ونُقلت إلى الإمارات والبحرين. في حين تم تدريب قوات مشاركة بينهم ضباط وعسكريون قطريون هاربون إلى الإمارات. وبينما تكفَّلت السعودية بإعداد ميليشيات قَبَلية، كانت البحرين محطة لبول باريل وفريقه، لإدارة الاتصال والتنصت على كل ما يجري في الدوحة، بواسطة أجهزة متطورة، ثمنها مئات الآلاف من الدولارات، تم شراؤها للمهمة.

ويقول إنه كان يملك جواسيس فرنسيين وأجانب في قطر، يمدونه بالمعلومات.

وقال إن السعودية تواصلت معه، وسألته إن كان يحتاج مقاتلين، وماذا تريد أيضاً.

وفي البحرين حصل وفريقه أيضاً على جوازات بحرينية بأسماء بحرينية، مع رُخص قيادة وإقامة.

وكشف باريل عن مهمة استطلاعية خاصة وسرية، قام بها هو شخصياً، بدايات عام 1996، حيث تسلَّل عبر البحر إلى الدوحة، على متن قارب سريع عبر البحر، إلى ميناء الدوحة، قادماً من الإمارات، وقام بعمليات تصوير للمناطق التي كانت من بين الأهداف، مثل بيت الأمير ومبنى التلفزيون ومقرات الأمن، والأماكن التي ستهبط فيها الطائرات المحمَّلة بالمرتزقة القادمين من تشاد، وعددهم 3000، مقابل 20 مليون دولار سيتم إعطاء 5 ملايين دولار مقدماً.

وكانت الخطة هبوط طائرات في خطٍّ سريع شمالي قطر، محمَّلة بمرتزقة تشاديين، وكانت القوارب ستُبحر وترسو في الميناء، وكذلك سيارات الدفع الرباعي المحمَّلة بالسعوديين ستدخل الحدود، ستتقاطع كلها عند منزل الأمير حمد.

وكشف أن عملية الإعداد للهجوم كلَّفت في مجملها حوالي 100 مليون دولار.

وكانت الخطة ستنجح -حسب قوله- خلال ساعة، وكانت مجزرة حقيقية ستحدث، لأنه لا يمكن لأي قوة مقاومة هجوم مفاجئ بقوة كبيرة.

 لماذا فشلت؟

لكن ما أثّر على سير تنفيذ العملية -كما قال باريل- هو اتصال الرئيس الفرنسي جاك شيراك حينها به شخصياً، لإبلاغه بضرورة وقف أي "حماقة".

أما الأمر الذي حسَمَ وقف تنفيذ عملية الغزو فهو قرار الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني بإيقافها، بعد أن أبلغه باريل أن حصيلة القتلى قد تصل إلى ألف شخص، جرّاء الهجوم، فقرَّر الشيخ خليفة حينها الانسحابَ من المشهد.

وقال باريل إن الخطة لو تم تنفيذها لحصلت "مجزرة"، مشيراً إلى أن فريقه الخاص كُلّف بمهمة تأمين الشيخ خليفة، وأيضاً بإلقاء القبض على أمير البلاد حينها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والقضاء على الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وزير الخارجية آنذاك. هذا فضلاً عن عدد من رموز السلطة والعائلة الحاكمة.  

تحميل المزيد