تعهد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الإثنين 10 ديسمبر/كانون الأول 2018، بخفض الضرائب على أرباب المعاشات، وزيادة الحد الأدنى للأجور في يناير/كانون الثاني 2019، لكنه رفض إعادة فرض ضريبة على الأثرياء مع سعيه للرد على موجة احتجاجات مثّلت تحدياً لسُلطته.
وقال ماكرون في كلمة للشعب نقلها التلفزيون: "سنردّ على الوضع الاقتصادي والاجتماعي المُلحّ بإجراءات قوية، من خلال خفض الضرائب بشكل أسرع، ومن خلال استمرار السيطرة على إنفاقنا، ولكن دون التراجع عن سياستنا".
وأعلن ماكرون حالة طوارئ اقتصادية واجتماعية في البلاد، على وقع الاحتجاجات العارمة التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، وباتت تعرف بـ "السترات الصفراء".
وألغى ماكرون ضريبة التقاعد، التي أثارت ردود فعل غاضبة، فضلاً عن اتخاذه قراراً برفع الحد الأدنى للأجور بقيمة 100 يورو شهرياً.
وقال الرئيس الفرنسي في كلمة متلفزة، إنه سيتبنى سياسة اقتصادية جديدة، تتضمن زيادة في الحد الأدنى.
ماكرون يتحمل جزء من الأزمة
وأشار إلى أنه يتحمل جزءاً من الوضع الاقتصادي الذي تعيشه فرنسا، لكنه في المقابل قال إن "جذور الأزمة الحالية قديمة".
وشدد على أنه بحاجة لإصلاح عميق، للدولة الفرنسية.
وبدأت حركة "السترات الصفراء" تظاهراتها في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بأنحاء فرنسا؛ رفضاً لزيادة الضرائب على أسعار الوقود.
وأضاف أنه منذ 40 سنة، كانت هناك إجراءات معينة بشأن الضرائب على الأغنياء، وقال: "هذه الضريبة قُلصت لمن يستثمرون بشكل كبير في الدولة".
وتابع: "مع ذلك، حكومتنا ستذهب بعيداً للوصول إلى التخفيضات الضريبية التي تصل إلى الأغنياء… وسنجري إصلاحاً عميقاً وعلاوات على التقاعد والبطالة".
واستكمل الخطاب بالقول: "اليوم نحن مع مشروعنا المشترك، وعلينا أن نجدده، والحوار الوطني سيكون موسعاً، ويجب علينا أن نتحمل كل مسؤولياتنا".
"تحيا فرنسا"
واختتم خطابه للشعب الفرنسي، بالقول: "نحن في لحظة تاريخية، ومن خلال الحوار سننجح، أنتم رهاني الوحيد ونضالي الوحيد… تحيا فرنسا".
وجاءت كلمة ماكرون، بعد أسابيع من مظاهرات نظمها أصحاب السترات الصفراء، للمطالبة بإصلاحات اقتصادية وإلغاء زيادة في الضريبة على الوقود، وحمّل الرئيس نفسه المسؤولية عن إثارة مشاعر الغضب لدى بعض الفرنسيين.
وشهدت المظاهرات في فرنسا أعمال عنف واشتباكات مع الشرطة؛ ما أدى إلى اعتقال أكثر من 200 شخص. وفي خطابه، قال ماكرون
إنه لا يمكن للغضب "أن يبرَّر العنف والشغب".
وتصاعدت الحركة الاحتجاجية مع اقتراب رأس السنة، لتصبح تظاهرات عارمة ضد ماكرون، الذي يتهمه المتظاهرون بعدم التعاطف مع الطبقات الشعبية.
وتقول السلطات إن الأضرار التي لحقت بالممتلكات في العاصمة السبت 8 ديسمبر/كانون الأول 2018، أسوأ بكثير من
تلك التي سُجلت الأسبوع السابق، مع عدد كبير من السيارات المحترقة والزجاج المهشم في العديد من الأحياء.